خبراء يقيمون القطاع الصحي:‏

إمكانيات هائلة لا يعكسها الواقع الميداني

إمكانيات هائلة لا يعكسها الواقع الميداني
  • القراءات: 1144
حسينة/ل حسينة/ل

أجمع خبراء ومختصون أن الجزائر حققت أشواطا هامة في مجال الصحة، سمحت بضمان رعاية واسعة للسكان والقضاء على العديد من الأمراض المعدية التي كانت تفتك بالجزائريين في السنوات الأولى من الاستقلال، مؤكدين أن إمكانيات ضخمة سخرتها الدولة من أجل النهوض بهذا القطاع الاستراتيجي وضمان تغطية صحية جيدة من ناحية نوعية العلاج وتوفير الأدوية للمرضى. وأضاف المتدخلون أن الإشكال المطروح في الظرف الحالي، هو غياب تحديد الأوليات والتنسيق بين مختلف المؤسسات الفاعلة بما فيها وزارة الصحة ومنتجو الأدوية المحليون، الأمر الذي أعاق تحقيق الأهداف المسطرة.

ويرى البروفيسور فريد شاوي، المختص في أمراض المعدة، في مداخلته خلال ملتقى "أي نظام صحي لجزائر الغد؟"، نظم أمس، بفندق السوفيتال بالعاصمة، أن المعطيات المتوفرة حاليا في الميدان، تبرز أهمية التعجيل بوضع آليات تسمح بتحديد الأولويات ضمن الأهداف المرجوة على المدى القصير والمتوسط والبعيد وبناء نظام وبرامج صحية متوافقة مع حاجيات السكان، مشيرا إلى وجود تباين بين الإمكانيات المسخرة من طرف الدولة وما يجري في الميدان.

من جهته، أوضح البروفيسور والخبير، جون بول قرانقو، المختص في طب الأطفال، أن البرنامج الوطني للتلقيح المعتمد من طرف الجزائر، سمح بالقضاء على أخطر الأمراض المعدية، بالإضافة إلى إنقاذ العديد من الأطفال من الإعاقة وغيرها من مخلفات عدم الخضوع للتطعيم، مشيرا من جهة أخرى إلى النقاط السوداء التي لا تزال تعيق تحقيق الأهداف المسطرة كغياب التواصل والتشاور ما بين القطاعات إضافة إلى التباين في توزيع الموارد المادية والبشرية وسوء تأطير البرامج التكوينية.

ودعا المتحدث إلى ضرورة تكريس نظام للتواصل يساعد على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، منتقدا غياب التنسيق بين الإدارات المركزية، وغياب خريطة صحية  مدعمة بالمعلومات الإستراتيجية المفيدة في اتخاذ القرارات وتحديد الأهداف، بالإضافة إلى التخطيط الذي يسمح بتحديد الأهداف وتجنيد الوسائل والأدوات التي تؤدي إلى تحقيقها في آجالها.

وتقدر حصة المواطن الجزائري من الأدوية، حسب المتحدث، ب80 دولارا في السنة، مقابل 15 دولارا فقط في التسعينيات، ما يبرز التطور الكبير في مجال الرعاية الصحية في الجزائر والإرادة السياسية القوية في مجال الصحة من خلال تبني برنامج خاص بداية من 2008، يرتكز على حماية الإنتاج الوطني من المنتجات الصيدلانية ومنع استيراد الأدوية المصنوعة محليا مع تحفيز المنتجين المحليين على ضمان الوفرة بأكبر نسبة ممكنة للتخفيف من التبعية للخارج، علما أن الإنتاج المحلي لا يتعدى حاليا نسبة 40 بالمائة.

كما قفز حجم السوق الوطنية للأدوية إلى 3 ملايير دولار مقابل 500 ألف دولار في التسعينيات، حسب البروفيسور آيت السعيد، الرئيس المدير العام لمخابر "بروفارمال" الذي دعا أمام الديناميكية يشهدها القطاع، إلى ضمان فضاء ملائم للصناعة الصيدلانية ونظام تسجيل ناجع للأدوية، التعويض السريع، تبسيط إجراءات الحصول على رخص استيراد الكواشف والمواد الكيميائية وتسهيل الإجراءات الإدارية، فضلا عن الإبقاء على جهاز حماية الإنتاج الوطني والتعجيل بتفعيل الوكالة الوطنية للأدوية.

وثمن ممثل مجمع "صيدال"، السيد يحيى سعد الدين نايل، الذي اعتبر سوق الأدوية في الجزائر الأكبر في إفريقيا والشرق الأوسط، النتائج المحققة خلال السنوات القليلة الماضية في مجال الرعاية الصحية والتي أدت إلى ارتفاع مستمر لاستهلاك الأدوية، مرجعا ذلك إلى الارتفاع في معدل العمر الذي قفز من 50 سنة إلى 70 سنة وإلى  تغير النمط المعيشي وتزايد الأمراض المزمنة.