نظرا لجودة برامجها التربوية والمتنوعة

إقبال واسع على المدارس القرآنية بعنابة

إقبال واسع على المدارس القرآنية بعنابة
  • القراءات: 522
سميرة عوام سميرة عوام

لقيت المدارس القرآنية بعنابة، ترحابا كبيرا من طرف الصغار الذين لم يصلوا إلى السن القانونية الدراسية، وحتى الذين بلغت أعمارهم الخامسة، ويُشترط فيهم سن الدخول إلى مرحلة التحضيري بالمدارس الابتدائية، وعليه أصبحت المدارس القرآنية بمدينة عنابة وما جاورها، تنافس الروضة والحضانة في نفس الوقت؛ نظرا للبرنامج الدراسي الذي تقدمه، وحسن المعاملة، ومرافقة الطفل حسب سنه. 

خلال زيارة "المساء" الميدانية للعديد من المدارس القرآنية المنتشرة بقوة بالولاية، لاحظت أن ما توفره هذه المدارس لا يختلف عن نظيرتها في رياض الأطفال، وحتى في المدارس الابتدائية، بفضل جودة الانتقاء، وجلب معلمي قرآن متحصلين على شهادات عليا في حفظ القرآن وتجويده. وهناك من تابع تخصصات عديدة، تتماشى والاحتياجات الدراسية لتلاميذ هذه المدارس، إلى جانب تحديد مبلغ مالي بسيط لكل تلميذ؛ من أجل تحصيله الدراسي.

وعليه أجمعت بعض العائلات على أن التحصيل الدراسي في المدارس القرآنية، أفضل من رياض الأطفال نظرا للتنوع في المواد المقدمة للصغار، بالإضافة إلى حفظ القرآن حسب قواعد منتظمة، مؤكدين أن أطفالهم يتعلمون الصلاة وكيفية الوضوء في سن مبكرة، وهذا يدخل في التربية الأخلاقية والإسلامية للطفل، وهو ما ركزت عليه السيدة خديجة، التي وجدناها رفقة طفلها في الرابعة من عمره، أمام إحدى المدارس القرآنية التابعة لمسجد وسط مدينة عنابة، حيث تحدثت عن فضل هذه المدارس التي ساعدت طفلها على النطق الجيد، والحفظ السريع. كما ساهمت البرامج المقدمة من طرف هذه المدرسة، في تهدئة صغيرها، وتمسّكه بالذهاب إلى الصف مع زملائه بعد أن كان يرفض البقاء في القسم. وقد أبدت السيدة راحتها نحو المناهج المعتمدة من طرف هذه المدارس القرآنية.

نفس الإجابة وجدناها عند أستاذة لغة فرنسية، فضلت أن تواصل ابنتها دراستها في المسجد بدل الدخول إلى مرحلة التحضيري في المدارس الابتدائية.

وحسب المتحدثة، فإن الاكتظاظ داخل بعض أقسام التحضيري يخلق في الطفل العناد، وعدم التركيز، وعليه فإن طفلتها البالغة من العمر خمس سنوات، وجدت ضالتها في مدرسة المسجد، وتعلمت الكثير من القصص عن الأنبياء والرسل، وكل السور القصيرة، حتى إن النطق عندها تحسن كثيرا، وهذا سيؤهلها ويحضّرها للدخول في المرحلة الابتدائية؛ باعتبار المسجد مرحلة تمهيدية للأطفال.

من جانب آخر، تلعب رياض الأطفال بعنابة، دورا هاما، هي الأخرى، في تكوين الأطفال بالمنطقة، لكن يبقى الإقبال عليها ضعيفا مقارنة بالمساجد؛ نظرا للأسعار التي تحددها كل روضة حسب برنامجها الداخلي. كما تسعى الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي والهلال الأحمر، وحتى الأكاديميات، لتوسيع نشاطها، ليشمل الطفل، ومرافقته لتكوينه وتربيته تربية سليمة وناشئة، تساعد الأسرة؛ بهدف تكوين جيل ناجح يعوّل عليه المجتمع لصناعة مستقبل زاهر.

وفي سياق متصل، تنتظر مثل هذه المدارس القرآنية والرياض الناشطة في تربية الطفل ومرافقته بولاية عنابة، دعما من طرف الجهات المعنية؛ لتطوير وتكوين أساتذتها، وحتى المختصين في تربية الصغار لتقديم الأفضل.