بين مؤيد ومعارض لعملية «الصولد» بقسنطينة

إقبال معتبر لمحدودي الدخل

إقبال معتبر لمحدودي الدخل
  • القراءات: 813
شبيلة.ح شبيلة.ح

تشهد العديد من المحلات والفضاءات التجارية الكبرى بولاية قسنطينة، خلال فترة «الصولد» التي انطلقت في الـ14 من الشهر الجاري، إقبالا معتبرا من قبل الزبائن، لاسيما على مستوى محلات بيع ألبسة النساء والأطفال، حيث عرفت هذه المحلات والمراكز التجارية توافد المواطنين من ذوي الدخل الضعيف والمتوسط لاقتناء مستلزماتهم خلال هذه الفترة، والتي تعرف تنزيلات في الأسعار وتخفيضات مغرية.

خلال جولة قادت «المساء» إلى وسط المدينة، وكذا العديد من المراكز التجارية، على غرار «الرتاج مول» بالمدينة الجديدة «علي منجلي»، لاحظت انتشارا واسعا للافتات الإشهارية التي وضعها التجار على واجهات المحلات، والتي تختلف في نسب التخفيض، وكذا الإقبال المعتبر للزبائن، خاصة من ذوي الدخل المتوسط والضعيف، الذين يجدون في فترة «الصولد» فرصة لاقتناء مستلزماتهم، خاصة ألبسة الأطفال والأحذية، وهو ما أكدته السيدة نورة أم لأربعة أطفال، حيث قالت بأنها خلال هذه الفترة بالذات تقوم بالبحث عن عروض البيع بالتخفيض والعروض الترويجية التي تناسب مدخول زوجها، فهي اعتادت على اقتناء العروض التخفيضية سواء في الفترة الشتوية أو الصيفية، وهو الحال بالنسبة للطالبة يسرى من جامعة منتوري التي قالت بأنها وصديقاتها تغتنم سنويا فرصة «الصولد» للتوجه إلى محلات بيع الملابس المستوردة من فرنسا، والتي تعرف إقبالا واسعا للزبائن.

من جهة أخرى، اختلفت آراء المواطنين حول عملية «الصولد»، حيث أكد البعض ممن التقيناهم بالمحلات، أن بعض التجار يستغلون فترة البيع بالتخفيض لتضليل الزبائن، بحجة خفض الأسعار، وهي في الحقيقة مجرد لافتات تزين المحلات، حيث أجمعت بعض النسوة على أنهن وبمجرد دخولهن محلات «الصولد»، خاصة على مستوى المراكز التجارية الكبرى، فإنهن يتفاجأن بعروض غير مقنعة، لأن الأسعار الجديدة تبقى مرتفعة، وهذا مخالف لقانون «الصولد»، فبعد أن يضع التاجر لافتات بتخفيضات تصل إلى 50 %، يبقى السعر مرتفعا ولا يتناسب مع سلعة قديمة وموضة تجاوزها الموسم، ناهيك عن العروض التي لا تناسب معظم الأذواق لأنها تقتصر على سلع غير مطلوبة بكثرة، لذلك يحاول التاجر التخلص منها، فيما اعتبر البعض الآخر من الزبائن، خاصة الشباب الجامعي، أن هذه العروض التي يقدمها التجار تصب في مصلحتهم وليس في مصلحة المستهلك، وما هي إلا خدع إغرائية للزبائن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعرض التاجر نفسه للخسارة.

من جهتها، كانت مديرية التجارة بالولاية قد حددت موعد انطلاق البيع بالتخفيض خلال الفترة الشتوية في الـ14 من الشهر الجاري، على أن يدوم لأكثر من شهر. كما ألزمت التجار باحترام القوانين المنظمة لـ»الصولد»، حيث أبلغت المديرية في تعليمة للتجار والمتعاملين الاقتصاديين، أنه تم تحديد فترات البيع بالتخفيض خلال سنة 2018، بناء على قرار والي قسنطينة رقم 2299 المؤرخ في 13 ديسمبر الماضي، والذي ينص على أن الفترة الشتوية لـ»الصولد»، تنطلق من يوم 14 جانفي من هذا العام إلى غاية الرابع والعشرين من شهر فيفري المقبل، فيما تحدد الفترة الصيفية بين الفاتح من شهر جويلية و11 من أوت المقبل.

كما اتخذت المصالح، حسب مسؤول الاتصال بالمديرية، إجراءات صارمة لضبط عملية البيع بالتخفيض، من أجل منع أية حالات تحايل محتملة بتضخيم القيمة الحقيقية للمعروضات، ووضع حد لحالة الفوضى والعشوائية التي كانت تشهدها طيلة السنوات الفارطة، حيث تم إلزام جل المتعاملين الاقتصاديين الراغبين في ممارسة البيع بالتخفيض، بإيداع ملفاتهم على مستوى مديرية التجارة مع تكفل مصالح التجارة بمنح رخصة ممارسة هذا النشاط.

شبيلة.ح