تلقى رواجا كبيرا في موسم الاصطياف

إقبال كبير للمغتربين والأجانب على اقتناء التحف المزخرفة

إقبال كبير للمغتربين والأجانب على اقتناء التحف المزخرفة
  • القراءات: 1057
رشيدة بلال رشيدة بلال
ينعش السياح والمغتربون الوافدون على الجزائر في العطلة الصيفية سوق الصناعة التقليدية، حيث تلقى مختلف مساحات العرض إقبالا كبيرا لهم، وهو ما أكده لـ "المساء" الحرفي والفنان الزخرفي عمر بن زينة الذي كان يعرض تشكيلة مميزة من الأواني المزينة بزخارف مختلفة بمعرض مصطفى كاتب مؤخرا.
يقول الزخرفي عمر بأنه يشعر بسعادة كبيرة عندما يحل موسم الصيف، لأن ما يعده من أعمال فنية وتحف تزيينية تلقى إقبالا كبيرا عليها من عامة الناس ليتم تقديمها كهدايا، إلى جانب تردد السياح على هذه الفضاءات لاقتناء بعض التحف، وتحديدا تلك التي لها أبعاد تراثية كالنقوش البربرية وتلك التي تعكس جمال الزربية التقليدية"، فمثلا "يقصدنا إضافة إلى الأجانب، المغتربون الذين يقتنون بعض القطع حتى تذكرهم، كما يقولون بريحة البلاد في الغربة"، بينما يفضل آخرون تقديمها كهدايا لبعض الأجانب من أصحابهم أو رفقائهم".
وعن حرفته المتمثلة في الزخرفة على أواني السيراميك، يحدثنا قائلا: "تخصصت منذ مدة في الزخرفة الإبداعية على الخزف، وأذكر أن بدايتي كانت بتقليد الرسم، حيث كان يقدم لنا ساعي البريد بالحي رسومات أقوم بتقليدها رفقة بعض أصدقائي، وكان له الفضل في تحبيب الرسم لنا، ومنه قررت الدخول في تربص السيراميك الذي أعجبت به كثيرا بعد أن احترفته لدى بعض الخواص من العارفين بخبايا الرسم على السيراميك، واليوم ليس لدي مطلقا أي إشكال عندما أمسك أية آنية لأزخرفها، فبمجرد النظر إليها أعي مباشرة ما يناسبها من تطريز زخرفي".
يعتمد محدثنا على تقنية ألوان الزجاج ويطبقها على السيراميك، ويقول بأنها تقنية سهلت عليه مهمة الرسم، وأعطت الزخرفة التي يخطها على الأواني إطلالة جميلة ومميزة يعكسها بريق الألوان من أحمر، أصفر وأزرق، حيث يعتمد على الألوان التي تطهى، كما لا يغفل عن التي لا تدخل الفرن في تزيين الأواني لإحداث التميز وجلب انتباه الزبائن.
يميل محدثنا إلى الزخرفة على الأواني التي تقدم له مساحة واسعة للرسم كالصحون الكبيرة والطواجين ويستلهم أفكاره من التراث بالدرجة الأولى وتحديدا التراث البربري الذي بقدر قدمه لا يزال محبوبا بدليل الإقبال على اقتناء القطع التي تحمل دلالات، رسوم ورموزا أمازيغية، يقول: "أحب أيضا الاعتماد على الاقتباس من جمال الزربية الجزائرية الأصيلة التي بفضل مدلولاتها، أصبحت أبدع في تصميم أشكال من وحي مخيلتي بإدراج ألوان جديدة لمزيد من الجمالية، وفي أحيان أخرى أفضل الإبقاء على شكلها وألوانها، كما هي عليه، وأكتفي بنقلها لتظهر في صورة مصغرة على الصحون، وأؤكد لكم أنها تستقطب اهتمام الزوار وتحديدا الأجانب".
وفي رده عن سؤالنا حول زبائنه من محبي هذه التحف، يقول بأن أغلبهم نساء لأنهن يملن إلى تزيين منازلهن بتحف مختلفة، لذا أبيع عددا معتبرا من التحف على شكل صحون مزخرفة وتحديدا تلك التي تعلق على الجدران، وأيضا تلك التي تزين بها الموائد والمكاتب والخزائن، كما يتردد على هذه التحف الأجانب من الجنسين، فنجدهم يحسنون اختيار التحف الفنية بعد التدقيق فيها والاقتناع بما تعكسه من مدلولات تاريخية وتراثية.
يتطلع الزخرفي عمر إلى تجريب موهبته في الزخرفة الفنية على الخشب، ويقول بأنه شخص موهوب وعلى قناعة بأن موهبته ستظهر بشكل مختلف على الخشب الذي يعتبر هو الآخر مادة خصبة للإبداع ويحاول طبعا الخروج بأسلوب يميزه وينفرد به.