استقطب جناح جمعية الأمان لحماية وإرشاد المستهلك بساحة البريد المركزي مؤخرا، عددا كبيرا من المواطنين الذين استفادوا من جملة من الإرشادات من المختصين حول الطرق الفعالة لحماية حقوقهم المرتبطة بما يستهلكونه من سلعة أو خدمة.

ولقد أثبت ذلك الإقبال الواسع مدى وعي المواطن بضرورة معرفة ما يستهلكه، وطرق ردع كل من يحاول هضم حقه، بعدما انتشرت في السنوات الأخيرة ثقافة استهلاكية رشيدة، سطرت كل  الحقوق التي يتمتع بها المواطن. كما تم توضيح من خلال حملات توعية وتحسيس مختلف القوانين المرتبطة بهذا الباب.

ولقد ارتأت الجمعية تنظيم هذا الحدث بساحة البريد المركزي؛ تحسبا لمختلف المناسبات التي ينتظرها المواطن، والتي ستشهد مرحلة «الذروة» في الاستهلاك أو استهلاكا من نوع موسمي، كاقتناء الأدوات المدرسية أو أضحية العيد، بينت الجمعية من خلالها مختلف الإرشادات والنصائح التي لا بد أن يكون الفرد على دراية تامة بها حتى يكون على وعي يسمح له باستهلاك ما يريده وبدون خطر محدق به، كحسن اختيار الأضحية، أو كيفية اقتناء ملابس العيد، أو طرق معرفه تحايل المتعاملين الاقتصاديين وتفادي الوقوع ضحية لهم، وكذا الرفع بالشكوى في حالة التعدي على أحد تلك الحقوق التي يتمتع بها المستهلك.

وأوضح حسان منور، رئيس جمعية الأمان، أن المستهلك اليوم أكثر وعيا مما كان عليه سابقا، إلا أنه لايزال يعرف كل ما يرتبط بحقوقه. وقصد المتحدث بالوعي أن المواطن لم يبق صامتا أمام التجاوزات التي يراها غير مراعية للمنطق وتهضم حقوقه، لكنه لايزال يجهل كيف يندد بصوته ويردع تلك التجاوزات، ومتى ولأي جهة، إذ مازال البعض يقع ضحية ولا يجد سبلا سوى الصراخ أو الشتم أو غير ذلك أمام المتعامل الاقتصادي، وهذا ـ يقول المتحدث ـ خطأ يضع البائع أو صاحب الخدمة في مشكل ظرفي لا غير، وإنما من الضروري، يقول رئيس الجمعية، التقدم بشكوى أمام الجهات المعنية، مثل جمعيات حماية المستهلك التي هي متواجدة لرفع تلك الانشغالات بدورها إلى الجهات الوصية، وعلى رأسها الوزارات المسؤولة عن كل قطاع، وبذلك نضمن للمستهلك وساطة بينه وبين الجهات المسؤولة على تطبيق القوانين وعلى ردع كل المخالفين لذلك، سواء ما يتعلق بسلعة أو بخدمة.

ولقد تم توزيع على مدار يومين، مطويات تحمل العديد من النصائح والإرشادات، منها المتعلقة بحقوق المستهلك وأخرى بالصحة العمومية؛ عيد أضحى بدون أمراض، التجارة الإلكترونية والأنترنت ونصائح استعمالها. كما تم توزيع مطويات فيها كل ما يتعلق بشباك المستهلك، الذي وضع تحت خدمة هذا الأخير بتلقي كل البلاغات المرتبطة سواء بمنتج فاسد أو عدم الإعلان عن الأسعار أو خطأ في المعلومات الواردة في الملصقات الموجودة على المنتجات أو تجهيزات معطلة أو عدم احترام آجال التسليم أو خدمة ما بعد البيع غير المتوفرة أو عدم تعويض التأمين أو إشهار كاذب أو مخادع أو حتى الاستقبال غير الملائم، حيث يجهل الكثيرون أنه حق شرعي من حقوقهم، مضيفا أن هذه الشكاوى تتعلق أساسا باستهلاك مختلف أنواع المنتجات والسلع وحتى الخدمات، وقد تم حل 80 بالمائة من الشكاوى بالتعاون مع المؤسسات المختصة.

وكشف المتحدث أن الجمعية خصصت يومي العيد أرقاما هاتفية متوفرة على صفحتها في الفايسبوك،  موجهة للمواطنين للرد على استفسارات وانشغالات المواطن بخصوص الأضحية، وذلك بإشراف أطباء بيطريين لتفادي أي مضاعفات تضر بالصحة.