انتعاش في النشاط رغم ارتفاع الأسعار

إقبال كبير على تجديد الأواني المنزلية عشية رمضان

إقبال كبير على تجديد الأواني المنزلية عشية رمضان
  • القراءات: 483
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعرف محلات بيع الأواني المنزلية توافدا كبيرا من طرف ربات البيوت، اللواتي يقصدنها لاقتناء مستلزمات شهر رمضان الكريم، رغم الارتفاع المسجل في أسعار الأواني، بشهادة التجار الذين أقروا بأن تجارة الأواني المنزلية محلية الصنع والمستوردة خلال هذه الفترة التي تسبق شهر رمضان، تنتعش بسبب التهافت الكبير للنسوة على شراء كل ما هو جديد لاستقبال هذا الضيف المبارك.

المتجول في الأسواق والمحلات بولاية البليدة، خلال هذه الأيام يقف على التوافد الكبير لربات البيوت على اقتناء الأواني المنزلية، تحسبا لشهر رمضان الكريم، وكما جرت عليه العادة والتقاليد، فإن أولى المستلزمات التي تحرص ربات البيوت على شرائها بكل عناية هي قدر الشوربة، حيث أضحت النساء في السنوات الأخيرة يفضلن تلك المصنوعة من الفخار لبلوغ "البنة" المطلوبة في شوربة رمضان، وحسب السيدة ربيعة، ربة بيت من بلدية العفرون، فإن أول ما تفكر في شرائه عند اقتراب شهر رمضان الكريم هو القدر، وعلى الرغم من أنها تملك قدر السنة الماضية، غير أنها تعتقد أنه إحياء لبعض التقاليد ترحيبا بشهر رمضان، ينبغي كل سنة تحضير الشوربة في قدر جديد، تيمنا بما يحمله الشهر الفضيل من خير وبركة، وبالتالي لابد، حسبها، أن لا يتم تحضير الوجبة الرئيسة في قدر قديم. مشيرة إلى أن ما تحرص عليه عند اختيار قدر الفخار هو طريقة جودة صنعه، مؤكدة أنها عادة ما تختار المنتج المحلي، بعدها تتفرغ لاقتناء باقي المستلزمات الأخرى على غرار المتعلقة بتحضير مائدة الإفطار، بما فيها كؤوس الشاربات والشاي والتحليات لاسيما ما تعلق منها بالفلان والمحلبي.

وحول الأسعار أكدت المتحدثة، أنه منذ جائحة كورونا لم تعرف أسعار الأواني المنزلية انخفاضا، حيث تسجل كل الأواني المحلية والأجنبية ارتفاعا جنونيا في الأسعار، مشيرة إلى أن الصحن المخصص للشوربة يصل الى 600 دج فما فوق،  أما قدر الشوربة من الحجم الصغير يفوق سعره الـ3 آلاف دج، ومع هذا تعلق: "أجد نفسي مجبرة على الشراء، لأن الضيف الذي نستقبله يستحق الترحيب به".

من جهتها أكدت مواطنة أخرى، بأن الغلاء جعلها هذه السنة تحصر عملية الشراء في غطاء الطاولة وقدر الشوربة الذي اختارته بعناية، أما بالنسبة لباقي الأواني الأخرى، فقررت أن تستعمل ما اشترته السنة الماضية، مشيرة الى أن أسعار الأواني المنزلية عرفت ارتفاعا غير مسبوق، وحسبها، فإن الارتفاع المبالغ فيه في الأسعار، جعلها تحول الأنظار إلى بعض الأواني المصنوعة من البلاستيك لإحداث نوع من التغيير في المائدة ليشعر به الأطفال، بينما أوضحت أخرى بأنها تحاول في كل مرة التجول في الأسواق الشعبية بحثا عن الباعة الموسميين، علّها تحصل على بعض الأواني بأسعار منخفضة، مشيرة الى أن الغلاء لم يقتصر على بعض الأواني دون غيرها، وإنما مسّ كل الأواني المستوردة منها وحتى المحلية.

الإقبال كبير والأسعار تخضع للوفرة

اقتربت "المساء" من بعض تجار الأواني المنزلية ببلدية العفرون، لمعرفة أسباب الارتفاع غير المسبوق في سوق الأواني المنزلية، فأوضح التاجر "عبد القادر. ف"، بأن الأواني المنزلية حقيقة عرفت منذ جائحة كورونا ارتفاعا غير مسبوق، حيث كان في أول الأمر الإشكال مطروحا من حيث الوفرة، أين سجلت بعض الأنواع اختفاء من السوق، فيما ارتفعت أسعار أخرى، وبعد تراجع الجائحة لا يزال، مشكل الوفرة مطروحا، الأمر الذي أثر على الأسعار، لافتا الى أنه يقتني سلعته من أماكن مختلفة على غرار وهران، سطيف بسوق العلمة، غير أن الأسعار تسجل عدم استقرار، حيث يتم تسجيل في كل مرة ارتفاعا بين 50 الى 100 دج في القطعة الواحدة، وأردف قائلا: "الأمر الذي يضطرنا الى الزيادة عليه لتحقيق هامش الربح".

وحول الإقبال تحسبا للشهر الفضيل، أكد المتحدث بأن الإقبال كبير، خاصة على بعض الأنواع من السلع مثل القدور وصحون الطبق الثاني، والشوربة والسلطة وبعض أنواع الصحون الموجهة للتحليات، إلى جانب أغلفة الطاولات ومآزر الطبخ والمنشفات. معلقا بالقول: "إن المرأة الجزائرية تحب ضيفها لذا تخصه باستقبال يليق به".

بينما أوضح التاجر عمي حسين، بأن الغلاء المسجل في الأواني المنزلية لم يمنع ربات البيوت من إحياء التقليد المتعارف عليه، حيث شرعن في شراء ما يحتجن إليه مبكرا، مشيرا الى أن الطلب كبير على القدور المصنوعة من الفخار محلية الصنع والأجنبية، كاشفا أيضا بأنه اضطر إلى تأمين كمية أخرى من السلع بعد نفاذ الأولى، وحسبه فإن كل ربة بيت تشتري ما تحتاج إليه، ففي الوقت الذي اختارت بعضهن تجديد كل الأواني، فضلت أخريات شراء بعض الضروريات فقط بسبب الغلاء. مردفا بالقول: "غير أن الأكيد هو أن سوق الأواني المنزلية يعرف انتعاشا كبيرا قبل وخلال شهر رمضان".