بني بوبلان بتلمسان

إقبال كبير على المنبع المائي

إقبال كبير على المنبع المائي
  • القراءات: 1489

لايزال منبع المياه لقرية بني بوبلان التابعة لدائرة المنصورة الواقعة عند المخرج الجنوبي الغربي لتلمسان، يجذب المئات أو حتى الآلاف من المواطنين الذين يتوقون إلى استهلاك المياه النقية على مدار السنة. وتسجّل هذه المنطقة المعروفة بهدوئها، توافدا قياسيًا  للمواطنين الذين يرغبون في الحصول على المياه من هذا المنبع الذي يتدفق إلى القرية منذ فترة طويلة، وهو معروف بمياهه التي لها فوائد علاجية خاصةً للأمراض المتعلقة بالكلى. لكن لا يمكن لسكان القرية وحتى المنطقة تحديد عمر هذا المصدر المائي الذي يتدفق بدون انقطاع منذ عدّة سنوات.

أشار الحاج مراد الذي يبلغ من العمر قرابة 80 عامًا، إلى أنّ هذا المنبع كان موجودا حتى قبل ولادته. ومن جهتهم، يفتخر سكان بني بوبلان بهذا المنبع المائي  الذي تجاوزت سمعته إلى حدّ كبير، حدود القرية والمنطقة. ويصب هذا المصدر في موقعين؛ الجانب العلوي من بني بوبلان والجانب السفلي، وهو التوسّع الذي عرفته القرية خلال الثمانينيات. وألهمت هذه القرية الأديب الشهير محمد ديب، الذي ذكرها في روايته الحريق، واقتبس منها المسلسل التلفزيوني للراحل مصطفى بديع خلال سبعينيات القرن الماضي.

ويتميز سكان بني بوبلان بالدفء الشديد مع الزائرين يوميًا، ويعربون عن فخرهم  بهذا المصدر من المياه الطبيعية التي يشيدون بنقائها، لاسيما أنها منعشة جدًا خلال فصل الصيف، ودافئة خلال فصل الشتاء مثل الكثير من مصادر المياه الأخرى الموجودة في تلمسان.  ورغم أن قرية بني بوبلان تتوفّر حاليا على ضروريات الحياة مثل غاز المدينة  والكهرباء والهاتف وغيرها، إلا أنها تفتقر إلى وسائل النقل العمومي، وفقا لكثير من المواطنين. وإذا كان الجانب العلوي يتوفر على خطوط نقل بحافلات مؤسسة النقل الحضري لتلمسان، فإنّ الجانب السفلي يظلّ مفتقرا لوسائل النقل. ويتأسف مواطنو المنطقة لهذا النقص، لاسيما الذين لا يملكون سيارات خاصة ويريدون الذهاب إلى المنبع المائي. ووفقًا للمتخصصين، تشهد قرية بني بوبلان على تاريخ طويل وغني من فترات مختلفة، تعود إلى عصر ما قبل التاريخ.  ولاتزال المغارات شاهدة على تواجد الإنسان في هذه القرية منذ القدم. ويبقى منبع المياه الطبيعية التي تتدفق حتى الآن، يرمز إلى الحياة التي كانت قائمة ومازالت موجودة في قرية بني بوبلان، كما هي الحال في مناطق أخرى من ولاية تلمسان مثل أوزيدان وبوهناق أو منطقة عين بني عاد.  ويُعدّ منبع بني بوبلان من بين عشرات المنابع الطبيعية في ولاية تلمسان، ولاتزال  عاصمة ‘’الزيانيين’’ تتوفر على مصادر المياه مستغلة إلى حد الآن مثل عين الحوت وعين فزة وعين مقداد وعين مزوتة وعين قبلي وعين سيدي أحفيف وعين أغبالي  وغيرها. كل هذه المواقع من شأنها أن تشكل ثروة سياحية وثقافية حقيقية لتطوير السياحة البيئية، حسب تقدير المتخصصين في هذا القطاع.