لتقوية المناعة

إقبال كبير على الأعشاب وأطباء يحذرون من الإفراط

إقبال كبير على الأعشاب وأطباء يحذرون من الإفراط
  • القراءات: 733

تشهد عدة محلات بيع الأعشاب الطبية بورقلة، إقبالا كبيرا للمواطنين الباحثين عن خلطات نباتية طبيعية، يعتقدون أنها تزيد من مناعة الجسم، محاولة منهم الوقاية من فيروس كورونا المستجد، فيما يحذر أطباء من الإفراط منها، ويتهافت مواطنون على المحلات المختصة في الطب البديل المنتشرة عبر أزقة وأسواق مدينة ورقلة، من أجل اقتناء أعشاب تعود سكان المنطقة منذ القدم، استعمالها سعيا لتقوية المناعة الجسدية، للوقاية من الفيروسات المسببة للزكام ونزلات البرد، وأخرى تستعمل لعلاج بعض الأمراض وآلام المفاصل، لاسيما الزعتر والزنجبيل الطازج والشيح وعرق السوس وغيرها.

لوحظ، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن الإقبال على الطب البديل وازدهار تجارة الأعشاب الطبية ازداد بعد ظهور جائحة كورونا، بسبب غياب لقاح وندرة بعض الأدوية الطبية التي ينصح بها، لتفادي الإصابة بالعدوى، على غرار فيتامين س و«الزنك في الصيدليات، حسب تصريحات بعض المواطنين وبائعي الأعشاب.

أكد أحد بائعي الأعشاب بحي النصر في الضاحية الغربية لمدينة ورقلة، محمد أنس، أن محله ومنذ انتشار الجائحة، يشهد توافدا كبيرا للزبائن من مختلف الشرائح الاجتماعية، بغرض اقتناء الزنجبيل الطازج والشيح والقرنفل والنعناع وعرق السوس والكركم واللبان والقطران، مضيفا أن الطلب ازداد بشكل ملحوظ على الزيوت العطرية للقرنفل والنعناع.

ترى مريم، ربة بيت، كانت تتسوق بإحدى محلات الأعشاب الطبية بنفس الحي، أنها ومنذ انتشار جائحة فيروس كورونا، تستعمل بعض المشروبات التقليدية وخلطات عشبية توارثت وصفاتها عن الجدات، من بينها مشروب الليمون، يضاف له العسل الحر والزعتر البري وزيت الزيتون والثوم، وتقول إن هذا الشراب استعمل من السلف لرفع مناعة الجسم والوقاية من الأنفلونزا الموسمية والالتهابات الرئوية.

بدورها، تقول نورة، ربة بيت، أنها تعتمد على بعض الأعشاب الطبيعية في بعض الوعكات الصحية أسوة بالأسلاف، وترى أن ذلك ليس به مضرة، لأن الأجداد كانوا يعتمدون على نفس هذه الأعشاب لعلاج عدة أمراض منذ القدم’’، ويشير الحاج مسعود، وهو رجل طاعن في السن، أنه ومنذ سنين طويلة، يستخدم الأعشاب الطبية لمعالجة عدة أسقام، وأنه لم يزر الطبيب منذ أمد طويل، لأنه لم يشعر بالحاجة إلى ذلك إلى غاية اليوم.

أشار محمد، تاجر خضر وفواكه بسوق بلعباس، وسط مدينة ورقلة، إلى أن الطلب على الثوم والليمون منذ انتشار فيروس كورونا، وارتفاع سعرهما إلى الضعف، إذ أصبح الثوم يباع بـ 700 دينار للكيلوغرام والليمون 500 دينار للكيلوغرام الواحد، باعتبارها، كما قال، من بين المنتجات الطبيعة الفعالة لتقوية مناعة الجسم ووقايته من الإصابة من أي فيروس.

يعتمد الكثير من المواطنين، حسب تصريحاتهم، على مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة أنواع الأعشاب، والمنتوجات الغذائية التي تزيد من مناعة الجسم وقدرته على القضاء على الفيروسات، ويقول بائعو الأعشاب، منهم الحاج عروم، وهو أقدمهم بالمنطقة، إن العديد من الزبائن يستشيرونه حول النباتات الأكثر فعالية لتقوية جهاز المناعة.

التحذير من الإفراط

في المقابل، حذر الأخصائي في الأمراض المعدية، الدكتور فؤاد محمدي، من الإفراط في استخدام الأعشاب الطبية، لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، موضحا أن بعضها يحتوي على تركيب يسبب الحساسية وارتفاع ضغط الدم.

أكد الأخصائي في هذا الصدد، أن هذه الأعشاب الطبيعية من شأنها أن تخفف من الإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا الموسمية العادية، لكنها غير صالحة في حالة الإصابة بفيروس كورونا، مشددا على أن هذا الأخير يتطلب المتابعة والرعاية الطبية من طرف أخصائيين في الأمراض المعدية.

حول ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص فعالية وصفات بعض الأعشاب الطبيعية، للوقاية من عدوى كوفيد-19”، أشار الأخصائي إلى أنه لا يوجد أي دليل طبي على أن أعشاب طبيعية تحمي من عدوى فيروس كورونا، وأكد أن الالتزام بتدابير الحجر المنزلي وارتداء أقنعة واقية واحترام التباعد الجسدي والنظافة المستمرة، تعد من أنجع الطرق للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس التاجي.

من جهته، أشار الأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي، طه بوخريص، إلى أن العديد من الفيروسات التاجية لا يمكن القضاء عليها باستعمال الأعشاب الطبية، مضيفا أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يصيب الخلايا المعوية البشرية الناضجة في الأمعاء الدقيقة، مما قد يسبب، حسبه، المغص المعوي أو الإسهال وأيضا فقدان الشهية، وهذه من بين أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وينصح الأخصائي المواطنين بعدم الإفراط في استعمال وتناول بعض الخلطات المستخلصة من الأعشاب الطبية، والتوجه إلى المستشفى في حالة الشك في الإصابة بالعدوى لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، وأكد في هذا السياق أنه، ومنذ ظهور الجائحة، سجلت العديد من الحالات المستعصية، بسبب امتناع المصابين التوجه للمستشفيات وبقاؤهم في المنزل والتوجه لاستعمال الأعشاب الطبية لمكافحة الفيروس.