قوافل الكشف عن سرطان البروستات تتواصل

إقبال قياسي والرهان تسجيل 10 آلاف فحص طبي

إقبال قياسي والرهان تسجيل 10 آلاف فحص طبي
  • 101
رشيدة بلال رشيدة بلال

حققت قوافل الكشف المبكر عن سرطان البروستات التي سبق أن انطلقت في الرابع من شهر نوفمبر على مستوى ولاية البليدة وعدد من ولايات الوطن على غرار بومرداس، وتيبازة، والمدية، وعين الدفلى، والجلفة وتيسمسيلت، نتائج إيجابية، وهو ما تعكسه نسبة التوافد الكبيرة على وحدات الكشف المتنقلة، حسب الدكتور حاج مكراشي رئيس جمعية الفجر، الذي أكد أنهم يتطلعون إلى بلوغ 10 آلاف كشف حول سرطان البروستات مع نهاية السنة.

عايشت "المساء" أجواء التوافد الكبير على قافلة الكشف الصحي حول سرطان البروستات ببلدية العفرون بولاية البليدة، وتحديدا بحي بني مويمَن. حيث التف العديد من الرجال فاقت أعمارهم الخمسين سنة، للاستفادة من التشخيص المجاني المبكر، والاطلاع على نتائج تحاليل البروستات. والملفت للانتباه أن الإقبال الكبير جعل عدد الكشوف غير كافٍ لتلبية الطلب، والرغبة المتزايدة في تشخيص هذا الداء، الذي لم يعد من الطابوهات، حسب الطبيبة سعاد بوسليماني، منسقة عن مصلحة الصحة الجوارية موزاية.

وأكدت الطبيبة بوسليماني أن المبادرة التي أطلقتها جمعية الفجر بالتنسيق مع مديرية الصحة لولاية البليدة، تحقق نتائج إيجابية من خلال القوافل التي تعمل في الميدان. وأضافت أن على مستوى بلديتي موزاية والعفرون التابعتين لمصلحة الصحة الجوارية التي تشرف على عدد من المؤسسات الصحية في كل من بني تامو، ووادي العلايق، وموزاية، وشفة، ووادي جر والمعايف، فإن الإقبال كان كبيرا على القافلة التي شمل عملها شقين: الأول تحسيسي يوضح للرجل بعد سن الخمسين، كل ما يجب معرفته حول سرطان البروستات؛ قصد اكتساب وعي صحي. والثاني تشخيصي، سجّل طلبا كبيرا.

ولفتت المتحدثة إلى أن من خلال عمليات التشخيص تم تسجيل بعض الحالات الإيجابية التي لم يكن أصحابها على علم بها؛ بسبب غياب الأعراض. حيث جرى توجيههم إلى الجهات المختصة لاستكمال الفحوصات. وأكدت أن القوافل الطبية التي قرّبت مفهوم الصحة من المواطن، تلعب دورا بارزا في رفع الوعي الصحي، ومحاربة الأمراض المستعصية، مشيرة إلى أن العمل لايزال جاريا في الميدان، لتمس العملية أكبر عدد ممكن من المواطنين.

وحول مدى التزام الحالات المكتشفة بمتابعة وضعها الصحي، أوضحت بوسليماني أن الوعي أصبح موجودا لدى المواطنين. والرغبة في المتابعة الصحية تتزايد. ويبقى، فقط، توجيههم، وهو ما تعمل عليه الطواقم الطبية لتمكين الحالات المكتشفة من المتابعة والشفاء، والمساهمة في تقليص عدد المصابين بسرطان البروستات الذي عرف ارتفاعا في الجزائر خلال السنوات الأخيرة.

مساع لبلوغ 10 آلاف كشف مع نهاية السنة

من جهته، أعرب الدكتور حاج مكراشي، رئيس جمعية الفجر لولاية البليدة، عن ارتياحه الكبير للنتائج التي تحققها قوافل التشخيص المبكر حول سرطان البروستات، مؤكدا أن المرض لم يعد من الطابوهات، وهو ما تعكسه الأعداد الكبيرة من المتوافدين على القوافل، التي تكفلت بعملية التشخيص والتحسيس. وأشار إلى أن مواصلة عمل القوافل مرهونة بمدى توفر الكواشف السريعة، فكلما توفرت ازدادت أعداد المستفيدين من الكشف المجاني.

ودعا مكراشي المخابر والمستثمرين في مجال المواد الصيدلانية، إلى المساهمة في إنجاح هذه الحملة من خلال توفير الكواشف، خاصة أن القوافل تعتزم، ضمن برنامجها التكميلي المسطر، استهداف ولايات أخرى، وتوسيع دائرة المستفيدين، لا سيما في بشار، وبني عباس، وسعيدة، وتيارت، وميلة وسكيكدة، إلى جانب الانتقال لاحقا إلى ولايات أخرى.

وأضاف أن الإشكال الذي كان مطروحا في السنوات الماضية حول طبيعة سرطان البروستات، لم يعد قائما بفضل ارتفاع الوعي الصحي، خصوصا أن الجمعية استهدفت في حملاتها التحسيسية، المساجد. غير أن التحدي اليوم، حسبه، بعد رفع الوعي الصحي، يتمثل في توفير الكواشف السريعة لتوسيع دائرة المستفيدين. وأكد أن حملة التشخيص لا تقتصر على شهر نوفمبر فحسب، بل تمتد على مدار السنة ضمن برنامج تكميلي. وكشف أن الجمعية منذ انطلاق الحملة في أوائل نوفمبر، قامت بعدد معتبر من الكشوفات، وأن الرهان هو بلوغ 7 آلاف كشف مجاني مع نهاية شهر نوفمبر الأزرق، والتطلع إلى بلوغ 10 آلاف كشف مع نهاية السنة الجارية.