طباعة هذه الصفحة

رغم بناياتها المهترئة

إقبال على منابع الطارف الحموية

إقبال على منابع الطارف الحموية
منابع الطارف الحموية محمد صدوقي
  • القراءات: 3313
❊محمد صدوقي ❊محمد صدوقي

تتوفر ولاية الطارف على ستة منابع حموية، كلها ذات قيمة علاجية،  حسب المعتقدات الشعبية لسكان المناطق التي تتواجد بها، إذ يتداول بشأنها سكان هذه المناطق، أساطير جمعت بين الخرافة والحقيقة،  تتمثل في منبع بني صالح في بلدية بني صالح، منبعي زطوط وسيدي زيد ببلدية بوحجار، على الحدود التونسية، ومنبع سيدي طراد ببلدية الزيتونة على الحدود التونسية، إضافة إلى منبع سيدي جاب الله، ببلدية بحيرة الطيور ومنبع ماكسة ببلدية بوقوس الحدودية.

المنابع الستة تتواجد وسط طبيعة جبلية هائلة تسر الناظرين، تحيط بها بنايات يصفها البعض بالمهترئة، ومع هذا فهي مقصد المواطنين من مختلف ولايات الوطن، طلبا للتداوي والاستفادة من مزايا هذه المنابع الحموية التي يتم الاستحمام في بعضها جماعيا، في حين يتم تأجير البعض الآخر منها من طرف البلديات للخواص سنويا، في حين تتم الاستفادة من أخرى بالمجان. علما أن السلطات الولائية على أهبة لإقامة مركبات سياحية بهذه المنابع، بعد إجراء دراسة هيدرولوجية، حسب خصوصية كل منبع حموي، وتخصيص أوعية عقارية تابعة للدولة من أجل إقامة استثمارات كبرى على مستوى هذه المنابع الحموية، إلا أنه لم تظهر ـ إلى حد كتابة هذه الأسطر ـ أية ملامح لإقامة هذه المشاريع الاستثمارية على أرض الواقع.

منبع بني صالح

يتواجد منبع بني صالح ببلدية حمام بني صالح، على حدود ولاية قالمة، وسط طبيعة غابية وحجرية، به ثلاث غرف للاستحمام تعود إلى العهد الروماني، يعتبر مصدر دخل لبلدية حمام بني صالح، حيث يتم تأجيره سنويا بالمزايدة العلنية لسكان المنطقة، ويعد مقصد المواطنين من المنطقة ومختلف ولايات الوطن، لعلاج الروماتيزم وجميع الأمراض الجلدية التي تصيب الإنسان، إلى جانب أمراض أخرى، تخصص فيه غرفتان للنساء وغرفة للرجال، يتم الاستحمام فيها جماعيا. كما يتوفر المنبع على كشك لبيع الأكلات السريعة، ويقدر سعر الاستحمام بـ50 دينارا للفرد، باستثناء الأطفال الذين يستحمون بالمجان.

منبعا زطوط وسيدي زيد 

يعتبر منبع زطوط ببلدية بوحجار الحدودية، من أهم المنابع التي تشهد إقبالا لامتناهيا للمواطنين والمرضى، من الروماتيزم والأمراض الجلدية وأمراض النساء وضيق التنفس، حيث أثبتت تجارب من خضعوا للعلاج بمياه هذا المنبع شفاءهم، رغم وجوده في بناية مهترئة مشكلة من غرفتين للنساء والرجال، ويتم الاستحمام في هذا المنبع جماعيا، حيث يعتبر أيضا من مداخيل بلدية بوحجار،  يتمّ تأجيره من طرف البلدية سنويا بالمزايدة العلنية، ويبلغ سعر الاستحمام فيه 40 دينارا للفرد، باستثناء الأطفال.

تروى بشأن هذا المنبع المتواجد وسط طبيعة جبلية خلابة، عدة أساطير جمعت بين الخرافة والحقيقة، حسب سكان المنطقة، مفادها أن من يستحم فيه يشفى من الكثير من الأمراض. كما يوجد على بعد كيلومترين من منبع زطوط، منبع سيدي زيد الذي يتم الاستحمام فيه أيضا جماعيا ويتواجد على بناية قصديرية وسط مسالك ترابية، إلا أنه لا يخلو من المواطنين الذين يقصدونه مشيا على الأقدام للتداوي بمياهه، حيث يتم الاستحمام فيه بالمجان في غرفتين قصديريتين جماعيا.

منبع سيدي طراد

يعتبر منبع سيدي طراد ببلدية الزيتونة، على الحدود التونسية، مقصد جميع المواطنين من مختلف جهات الوطن ومن تونس، يتوفّر على شلالات وبرك ساخنة، يتم الاستحمام فيها في العراء، إضافة إلى غرفتين للاستحمام للنساء والرجال، يتم الاستحمام فيهما جماعيا،  كما يتوفر على مرافق الأكل والإيواء، ولم يتم استغلاله من طرف البلدية كمورد لها، حيث يتم الاستحمام فيه بالمجان، بسبب خرافة شاعت منذ القدم، تفيد بتدفق مياهه بالدماء عندما تخصص أجرة للاستحمام فيه، حسب المعتقدات الشعبية السائدة في هذه المنطقة الحدودية. كما يعتبر ـ حسب العارفين بشؤون المنطقة ـ علاجا للعديد من الأمراض التي تصيب الإنسان على مر الزمن، بشهادة كل من قصد هذا المنبع للعلاج بمياهه.

منبع سيدي جاب الله

أما منبع سيدي جاب الله في بلدية بحيرة الطيور، وهو على شكل غرف فردية تتميّز مياهه بالبرودة نوعا ما، فيقصده المواطنون أكثر في فصل الصيف، حيث يتم تأجيره سنويا بالمزايدة العلنية، ويقال إن مياهه شافية للعديد من الأمراض الجلدية والمفاصل، يقدم خدمات متواضعة للمواطنين الذين يقصدونه.

منبع ماكسة

يعد منبع ماكسة من أشهر المنابع الحموية التي تتوفر عليها ولاية الطارف، يوجد على شكل بناية مهترئة، ورغم ذلك، يقصده المواطنون للتدواي بمياهه المعدنية التي تعتبر أيضا، حسب سكان المنطقة، علاجا للعديد من الأمراض، ويتم الاستحمام فيه جماعيا نساء ورجالا.

تعد المنابع الحموية ببني صالح ومنبع زطوط ببلدية بوحجار ومنبع سيدي طراد ببلدية الزيتونة، محل استقطاب عدد هائل من المواطنين الذين يقصدونها للتداوي بمياهها، ويصل الأمر ببعض العائلات إلى المبيت وسط الغابات للمكوث أكثر في هذه المنابع. كما قامت السلطات الولائية بدراسة هيدرولوجية لها وتخصيص الأوعية العقارية اللازمة لإقامة مشاريع استثمارية على مستواها.