مع انتشار ثقافة اللياقة البدنية

إقبال على المدرب الرياضي الشخصي

إقبال على المدرب الرياضي الشخصي
  • القراءات: 652
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

ازدهر نشاط قاعات الرياضة بعد أزمة كورونا بشكل ملفت للانتباه، حيث يسجَّل تواجد أكثر من 100 قاعة رياضية في العاصمة، وبهذا الرقم يترجم المدرب الرياضي لمين، مدى انتعاش هذه السوق بعد جائحة كورونا، لا سيما بعدما ازداد إدراك الناس لأهمية الرياضة خاصة عند الشباب، سيما أن المحافظة على الصحة أمر مفروغ منه مع ضرورة الالتزام بخطة للوصول إلى أهداف خاصة باللياقة البدنية، مشيرا إلى أن الكثيرين اليوم باتوا يستعينون في ذلك بمدرب شخصي، يساعدهم في بلوغ تلك الأهداف لرياضة أكثر فعالية وفق توجيهات مختص.

ويبدو أن مهنة المدرب الرياضي الشخصي بدأت تنتشر وسط المجتمع الجزائري، لا سيما الشباب، الذين باتوا يقبلون على خدمات خاصة أو بالأحرى شخصية، تساعدهم في تسطير وتحقيق أهداف محددة. ويلجأ البعض إلى العالم الافتراضي لنقل تجارب رياضيين أو هواة في الرياضة البدنية، في حين لا يكتفي البعض الآخرون بذلك، بل يرغبون في متابعة حقيقية ومباشرة من مدرب شخصي، يهتم بتفاصيل التدريب شهرا كاملا.

وبرزت مهنة المدرب الشخصي قبل سنوات عديدة وسط الشخصيات المعروفة، بداية من اللاعبين الرياضيين ونجوم هوليوود من ممثلين ومغنين، ثم انتقلت هذه الثقافة بين الطبقة الثرية والبورجوازية التي اعتبرته مظهرا من الحياة الراقية تمنح الرفاهية والترف، ليتبناها بعد ذلك من يعاني مشاكل البدانة، لتزدهر المهنة تدريجيا وتنتشر بين عامة الناس. ووصل صداها إلى كل دول العالم، ومنها الدول العربية. وانتشر حينها الكثير من المفاهيم، وباتت بعض المدارس الخاصة تمنح تكوينا خاصا، يجمع بين معارف الرياضة البدنية واللياقة، وبين الثقافة الغذائية، إذ يعتبران مفهومين لا يمكن الفصل بينهما.

وفي الجزائر، رَوج لثقافة الاستعانة بمدرب شخصي، مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما "أنستغرام"، حيث أذهلت بعض الفيديوهات المتداولة لما قبل وبعد التدريب، تظهر تحوّل أشخاص من البدانة المفرطة إلى أصحاب أجسام ممشوقة، استعانوا بمدربين شخصيين، وتابعوا نصائحهم  وتمارينهم.

وفي هذا الصدد، قال لمين إن أغلب القاعات الرياضية تمنح خدمة التدريب الشخصي، وهي خدمة جانبية لا تدخل في الخدمات الكلاسيكية لقاعات الرياضة رغم أنه غالبا ما يوجد مدربون في تلك الصالات، إلا أنهم لا يهتمون بكل منتسب على حدة، بل يتم ذلك في أفواج، إلا أن التدريب الشخصي هو تفرغ المدرب للمتدرب، الذي يطلب خدمته ومرافقته في جميع التمارين، وتقديم مختلف النصائح له  لبلوغ الهدف، إلى جانب تحفيزيه على مواصلة التمارين، وهذا يُعتبر أهم نقطة، فضلا عن تقديم البرنامج الغذائي المدروس وفق كل حالة، وكل ما يجب أن يقوم به المتدرب طيلة اليوم، كتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية المناسبة.

ولا تقتصر ممارسة الرياضة رفقة المدربين الشخصين داخل القاعات فقط، بل تتم كذلك، يقول لمين، في الهواء الطلق، وعادة ما تجري هذه الدورات في أفواج، سواء في الغابات، أو الحدائق أو على شواطئ البحر بأداء مكثف، لا يتطلب حينها الانتساب إلى قاعة رياضية معيّنة، يروج لها من خلال "نداء" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من بعض المدربين، الذين باتت لديهم سمعة جيدة في الجزائر بفضل فعالية خدماتهم، واشتهروا في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح لمين أن أسعار الاشتراك في قاعات الرياضة أو كما يسميها البعض "صالات كمال الأجسام"، تختلف من قاعة لأخرى، وتتراوح بين 2000 دينار و7 آلاف دينار لاشتراك الشهر الواحد، ليفوق سعر بعض الصالات الأخرى 10 ألف دينار، وفق ما تمنحه تلك القاعات من خدمات أو أجهزة حديثة، إلا أن التدريب الشخصي هو خدمة إضافية، فتتراوح تكلفة المدرب الشخصي بين 1500 دينار للساعة الواحدة، و3 آلاف دينار، وهذا ما يجعل التكلفة الإجمالية للشهر الواحد تقريبا، من 20 ألف دينار إلى 40 ألف دينار للشهر الواحد.