المنظمة الوطنية الجزائرية لمرضى السكري

إعادة إدماج ذوي الأمراض المزمنة في المجتمع بعد رفع الحجر

إعادة إدماج ذوي الأمراض المزمنة  في المجتمع بعد رفع الحجر
  • القراءات: 1333
رشيدة بلال رشيدة بلال

سطرت المنظمة الوطنية الجزائرية لمرضى السكري، برنامجا خاصا تزامنا والرفع التدريجي للحجر الصحي، الذي أعقبه عودة عدد من الأنشطة التجارية لممارسة حياتها العادية، مع ضمان الالتزام بتدابير الوقاية؛ كوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي واستعمال المعقم. وحسب فيصل أوحدة رئيس المنظمة، فإن هذه المرحلة تطلبت منهم كمجتمع مدني، حماية أصحاب الأمراض المزمنة وفق مخطط عمل أشرف عليه مختصون في علمي الاجتماع والنفس وأطباء، لتجنيب هذه الفئة مضاعفات أخرى قد تؤثر على صحتهم.

يقوم برنامج العمل، حسب رئيس المنظمة في تصريحه لـ "المساء"، على مرحلتين؛ المرحلة الأولى والتي شُرع في العمل عليها، وتعتمد على كيفية تمكين المرضى المصابين بالأمراض المزمنة، وفي مقدمتهم مرضى السكري، من العودة إلى ممارسة حياتهم بشكل عادي بعد عزلة نتجت عن الحجر الصحي لما يزيد عن ثلاثة أشهر، وهو ما يُعرف بإعادة الاندماج في المجتمع؛ حيث يشرف فريق من المختصين النفسانيين والأطباء والمختصين الاجتماعيين، على تقديم توجيهات  ونصائح صحية للمرضى حول كيفية العودة إلى ممارسة حياتهم، مع التحلي بكل تدابير الوقاية، وأهمها وضع الكمامة، وعدم التردد على الأماكن العمومية كالأسواق، واحترام التباعد الاجتماعي، بينما تتمثل المرحلة الثانية، حسب ذات المتحدث، في التكفل النفسي بمرضى السكري وغيرهم من المصابين بالأمراض المزمنة، من الذين سبق لهم وأصيبوا بفيروس كورونا أو أصيب أحد أفراد عائلتهم وتأثروا نفسيا بحالتهم نتيجة الخوف من العدوى؛ يقول المتحدث في هذا الصدد: "حيث يتم إخضاعهم للتكفل النفسي بهدف تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول الفيروس، والتي ترسبت بفعل وسائل الإعلام بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، وتسببت في تعرض البعض لحالات من الاكتئاب، وحتى رفض الخضوع لبروتكول العلاج المعتمد من طرف وزارة الصحة "هيدروكسي كلوروكين"، الذي أسال مؤخرا الكثير من الحبر حول مدى نجاعته في الشفاء من الوباء، وما يتسبب فيه من آثار جانبية.

ومن جهة أخرى، أوضح أوحدة أن المنظمة تسعى من خلال عملها الميداني، إلى الكشف عن الجوانب الإيجابية التي يخلفها فيروس كورونا؛ في محاولة للابتعاد عن حصر التفكير في الأثر السلبي، ومنها مثلا نشر الوعي الصحي والتربية الصحية، حيث تمكن الفيروس من حمل المواطنين على العناية بنظافة وتعقيم الأيادي بصورة مستمرة، وهو السلوك الذي توليه قلة قليلة من المواطنين الأهمية، مشيرا في السياق، إلى أن المنظمة ساهمت من خلال عملها الميداني، في توزيع أكثر من 2000 كمامة و2000 قناع طبي "نظارات زجاجية"، لافتا إلى أن المنظمة توجه نداءها إلى كل المصابين بالأمراض المزمنة، لتوخي الحيطة والحذر بعد الدخول في مرحلة الرفع التدريجي للحجر الصحي، وتجدد التزامها بالتكفل بتلبية احتياجات كل المصابين بالأمراض المزمنة؛ من توفير الأدوية وغيرها من الخدمات الصحية في سبيل الحد من تنقّل هذه الفئة لحمايتها.