جمعية «النساء في الاقتصاد الأخضر»

إطلاق مشروع الفرز الانتقائي لتعزيز حماية البيئة

إطلاق مشروع الفرز الانتقائي لتعزيز حماية البيئة
  • القراءات: 1495
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

أطلقت رئيسة جمعية «النساء في الاقتصاد الأخضر»، كريمة برغل، بدعم من وزارة البيئة والطاقات المتجددة والشراكة التقنية البلجيكية، بالتنسيق مع بلدية بوزريعة، مشروع الفرز الانتقائي للنفايات الذي يدخل في إطار بناء القدرات في المجال البيئي، وينتظر أن يمس بلدية بوزريعة كتجربة نموذجية، ليعمم على باقي البلديات الأخرى لاحقا.

تقول رئيسة الجمعية بأن المشروع يهدف إلى تقليص حجم النفايات ونشر ثقافة الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية، من خلال تعليم ربات البيوت أهمية فصل النفايات عن بعضها البعض، كل حسب نوعه، وإلقائه في الحاويات المناسبة، وتؤكد في معرض حديثها لـ»المساء»، على هامش إطلاق المشروع، أن جمعيتها ولائية تهتم بكل ما يخص البيئة. هذا المشروع جاء بعد الوقوف على افتقار أفراد المجتمع لثقافة الفرز والعينة كانت من بلدية بوزريعة، تقول «بالمناسبة وقع الاختيار في أول الأمر على سبعة أحياء نموذجية على مستوى البلدية لتنفيذ المشروع، بالتعاون مع رئيس البلدية الذي أبدى استعداده لإنجاح العملية، وبدعم من أطراف المجتمع المدني، ممثلة في جمعيات «أولياء التلاميذ» وجمعية «ناس الخير» وجمعية «العلماء المسلمين» الذين أبدوا استعدادهم للعمل على إنجاح المشروع».

من جهة أخرى، أشارت رئيسة الجمعية إلى أنه من بين الأهداف الكبرى لهذا المشروع، تحفيز الشباب على خلق مؤسسات مصغرة للرسكلة، من خلال تشجيع ما يسمى بـ»المقاولاتية الخضراء»، وهذا لا يتحقق، تقول محدثتنا «إلا بتعميم ثقافة الفرز الانتقائي الذي يسهل عمل هذه المؤسسات التي بدأت تنتشر في المجتمع، ولعبت دورا كبيرا في خلق مناصب شغل وامتصاص البطالة».

وحول كيفية تنفيذ المشروع من الناحية الميدانية، أشارت رئيسة الجمعية إلى أن التخطيط للمشروع بدء في أكتوبر من السنة الماضية، حيث تم وضع برنامج العمل واختيار البلدية المعنية بالمشروع، ومن ثمة تمّ البحث عن شركاء على مستوى البلدية لإنجاح المشروع، وتضيف «أما المرحلة الثالثة التي فرغنا منها مؤخرا فتمثلت في تكوين المتطوعين الذين يعول عليهم لإنجاح عملية التحسيس بأهمية الفرز، وسنشرع اليوم في العمل الميداني المتمثل في الانتقال عبر الإحياء المعنية للاحتكاك بربات البيوت على مستوى المنازل، والعمل على نشر ثقافة الفرز من خلال شرح ماهيتها وأهميتها»، مشيرة إلى أن عملية التحسيس ستمس أيضا المدارس والمعاهد الموجودة على مستوى البلدية.

من جهتها، قالت فتيحة باشا، نائب رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، بأن المشروع يهدف إلى حماية البيئة وأهم مسألة سيتم التركيز عليها، تتمثل في غرس ثقافة الفرز لدى الأطفال، وهو العمل الذي ينتظر أن نقوم به، وتوضح «خاصة على مستوى المؤسسات التربوية، لأننا نواجه اليوم أزمة النفايات المنزلية المختلطة مع بعضها البعض، بما في ذلك الخبز الذي يتم رميه وسطها». مشيرة إلى أنها كمجتمع مدني مشارك في المشروع تثمن هذه الخطوة التي ينتظر بعد نجاحها تعميمها على باقي البلديات المجاورة.

في السياق، أعربت نسيمة يعقوبي، ممثلة عن مؤسسة «ناتكوم» عن استحسانها لفكرة المشروع، وقالت في معرض حديثها لـ»المساء»،  يأن مؤسسة «ناتكوم»، رغم من المجهود المبذول، يظل عملها غير كاف، لهذا لابد من العمل على توعية المواطنين من خلال رفع الحس  المدني اتجاه كل ما يتعلق بنظافة البيئة والمحيط، مشيرة إلى أن  المؤسسة فيما يتعلّق بالرمي العشوائي للخبز مع النفايات الصلبة والرطبة، تحصي سنويا 40 طنا، وهو عدد كبير ويعكس ضعف ثقافة الفرز الانتقائي.

من جهة أخرى، أشارت السيدة يعقوبي إلى أن المؤسسة ستعمل على دعم المشروع، من خلال تزويد الأحياء النموذجية المعنية بتنفيذ المشروع بالحاويات المناسبة، حيث تخصص الحاويات الخضراء للنفايات الرطبة، والتي عادة ما تشكل أكثر من 50 بالمائة من مجموع النفايات المنزلية والحاويات الصفراء، التي تحوي على النفايات القابلة للاسترجاع، كالزجاج والبلاستيك والورق التي تمثل ما معدله 37 بالمائة من مجموع النفايات المنزلية، بينما تخصص الحاويات البيضاء لمادة الخبز.

للإشارة، تم على هامش الإعلان عن الانطلاق الرسمي لمشروع الفرز الانتقائي للنفايات، الذي احتضنته مكتبة بلدية بوزريعة، تنظيم معرض حول النفايات المسترجعة، عرضت خلاله مجموعة من المشغولات اليدوية التي تمت رسكلتها وتدويرها، كما نظم معرض قدمت فيه بعض الجمعيات وربات البيوت عددا من الأطباق  التقليدية المحضرة من الخبز حتى لا يرمى، على غرار طبق السفيرية وشخشوخة الخبز وخبز الباي، وفي دردشتنا إلى السيدة،   نزيهة زيروتي المشاركة في عدد من الأطباق المعدة من الخبز، أكدت في معرض حديثها أنها تأسف كثيرا على إقدام بعض ربات الأسر على رمي الخبز، في الوقت الذي يمكن استغلاله في تحضير عدد من الأطباق الشهية.

رشيدة بلال