تفعيلا للاستراتيجية الوطنية لحماية الطفل والأم

إطلاق أسبوع التوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية

إطلاق أسبوع التوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية
الدكتورة ليلى بن برنو، نائب مدير برامج الأم والطفل بوزارة الصحة رشيدة بلال
  • القراءات: 881
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

اختارت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تفعيلا لاستراتيجيتها الوطنية الرامية إلى حماية الأم والطفل، شهر نوفمبر الجاري، لإطلاق أسبوع التوعية بالرضاعة الطبيعية، وهي الحملة العالمية التي عادة ما يحتفل بها في شهر أوت، لكن بالنظر إلى تزامنه والعطل الصيفية، تفضّل أغلب الأمهات الاستمتاع بعطلهن، تقول الدكتورة ليلى بن برنو، نائب مدير برامج الأم والطفل بوزارة الصحة ارتأينا اختيار شهر نوفمبر، حتى يتسنى لهيئاتنا الصحية توعية الأمهات بضرورة الحرص على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية في السنتين الأوليين من أعمارهم، نظر لتفشي جملة من الأمراض، خاصة منها الحساسية.

 

أوضحت المتحدثة في السياق، أن الأمهات اليوم لازلن في حاجة ماسة إلى التوعية بأهمية إرضاع أبنائهن، نظر للفوائد الموجودة في حليب الأم، التي تؤمّن لحديثي الولادة النمو والرعاية الصحية اللازمة، مشيرة إلى أن التحجج اليوم بعدد من الأسباب، أهمها الارتباط بالوظيفة أو بوضع الرضع عند المربيات والاكتفاء بالحليب الاصطناعي في وقت مبكر من أعمارهم، حجج مرفوضة، وتقول لأنها جعلت بعض النساء يحرمن أبناءهن من حليبهن خلال الثلاثة أشهر الأولى، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على صحة أبنائهن.

حسب محدثتنا، فإن الوزارة الوصية، وفي إطار التوعية الصحية، سبق لها أن أصدرت تعليمة، مفادها إشراف المصالح الصحية الجوارية على التحسيس بأهمية الرضاعة الطبيعية، ولا يقتصر الأمر على الرضاعة فقط، إنما يجري أيضا التأكيد على أهمية التقيّد برزنامة التلقيحات الموجهة للرضع، التي لا تعيرها بعض الأمهات الأهمية المطلوبة، بسبب قلة الوعي.

فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية في الجزائر، لا زالت بحاجة ماسة إلى بذل المزيد من الجهود في مجال العمل التحسيسي، بالنظر إلى تفشي التوجّه الرامي إلى عدم الإرضاع وتعويضه بكل ما هو حليب مصنّع، وهو المفهوم الذي يجري العمل ـ حسب المشرفة على برنامج الأم والطفل ـ تغييره من خلال الإشراف على هذه الحملة التحسيسية، وقالت بأنه يجري العمل على نشر الوعي الصحي للتقليص من عدد الوفيات في صفوف الأمهات، تفعيلا للحملة التي سبق للمنظمة الإفريقية أن أطلقتها سنة 2009، ووضعت من خلالها الآليات الرامية إلى محاربة الأسباب المؤدية إلى وفاة الأمهات. مشيرة إلى أنّ الجزائر كانت سباقة في تفعيل برنامج الحملة، حيث أثبتت التحقيقات الإحصائية تراجعا ملحوظا في نسبة الوفيات، بعد الوقوف على الأسباب المؤدية إلى ذلك وعالجتها، والمساعي جارية في سبيل مواصلة العمل على  ترقية الخدمات الصحية الموجّهة للأم والأطفال حديثي الولادة، موضحة أن الجزائر في هذا السياق تملك 15 وحدة صحية موجهة للأم والطفل، موزعة عبر مختلف ولايات الوطن.

ردا عن سؤال المساء حول الولايات التي تعرف ارتفاعا في معدل الوفيات في صفوف الأمهات عند الولادة، أشارت محدثتنا إلى أن ولايتي الجلفة والأغواط من بين الولايات التي عادة ما تكون فيها معدلات الوفيات عند الأمهات مرتفعا بالمقارنة مع ولايات أخرى، غير أن هذا لا يعني أن معدل الوفيات كبير أو يدعو إلى القلق. وفي هذا الإطار، بادرت وزارة الصحة إلى إصدار تعليمة منذ سنة 2013، مفادها وجوب التصريح الإجباري عند وفاة الأمهات، للوقوف على الأسباب وتحديد المسؤوليات.