مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لسكيكدة

إشراك الأئمة في التحسيس وتغيير المنكر

إشراك الأئمة في التحسيس وتغيير المنكر
  • القراءات: 874
 رشيدة بلال رشيدة بلال

لا زالت الحملة التحسيسية للتوعية بمخاطر فيروس "كورونا"، التي أطلقتها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية سكيكدة، بالتنسيق مع الحماية المدنية مستمرة، حيث تطوع عدد من الأئمة، بعد انتهاء دوامهم للتجول في الشوارع داخل سيارات خاصة، باستخدام مكبرات الصوت، لحث المواطنين على ضرورة التحلي بالوعي والمسؤولية والالتزام بتدابير الوقاية، لاسيما ما تعلق منها بارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، ورغم أن استجابة المواطنين متباينة، إلا أن الأئمة مصرون على التوعية .."المساء" تحدثت إلى الإمام الأستاذ حسن النصير، عن تجربته في مجال التوعية، حيث نقل صورة عن طريقة العمل الميداني، في سبيل التخفيف من زحف الوباء لمساندة الجيش الأبيض.

أكد الإمام حسن النصير، في معرض حديثه مع "المساء"، أن تبني مديرية الشؤون الدينية والأوقاف للحملة التحسيسية، كان من باب الواجب ومن منطلق شرعي، فلابد من الحفاظ على النفس البشرية ضد هذه الجائحة التي تفشت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، لتسليط الضوء على دور الأئمة في خدمة المجتمع، ويقول "بادرنا من باب التطوع بعد انتهاء داوم العمل، للخروج من أجل توعية الناس بأهم التدابير الوقائية، التي تحث عليها يوميا وزارة الصحة، من لبس الكمامة التي تحولت إلى التزام إجباري، اجتناب المصافحة واحترام المسافة بالاعتماد على مكبرات الصوت"، مشيرا إلى أن نسبة الاستجابة تبقى متباينة من شخص لآخر، وهذا راجع لعدة أسباب منها، الاستهزاء وعدم الاكتراث بالوباء، بينما يبادر البعض الآخر، بمجرد سماعنا، إلى لبس الكمامة والاستماع بانتباه لما يقال، وكأنهم بذلك ينتظرون من يذكرهم دائما بما يجب عليهم القيام به.

أكثر من يتأسف له الإمام نصير أثناء العمل الميداني التطوعي، ردة فعل بعض المواطنين الذين يحاولون، حسبه، إحباط عزيمتهم والتقليل من قيمة الجهد الذي يقوم به، رفقة زملائه من الأئمة ومصالح الحماية المدنية في مجال التوعية، ويردف "حيث يقابل عملنا في بعض الأحيان بكلمات وألفاظ غير مهذبة، والتي نرد عليها بحثهم على زيارة المستشفيات، والوقوف على ما يعانيه الطاقم الطبي والمرضى، جراء هذا المرض الخطير"، لافتا في السياق، إلى أن اختياره للعمل التطوعي كان من منطلق الشعور بالمسؤولية، إيمانا منه بأنه واجب، مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام "من رأى منكم منكرا فليغيره"، ويوضح "وبالنظر إلى أن الإمام من الأشخاص الذين يملكون القدرة على الإقناع والتأثير في الغير، ارتأينا المشاركة لإحداث التغيير وحث عموم الناس على البقاء في منازلهم، للحد من انتشار الوباء".

عن نسبة الوعي في المجتمع، بحكم تجربته الميدانية في ولاية سكيكدة، أوضح محدثنا أن تجربته لا زالت في بدايتها، حيث يتم الخروج أيام الأحد والثلاثاء والخميس بعد صلاة العصر، ليجوب بلدية سكيكدة والبلديات المجاورة لها، ممثلة في حمادي كرومة، حمروش حمودي، والحدائق، غير أنه تبين له أن نسبة الوعي لا زال ضعيفة، وهناك من ينتظر أن يصل الوباء إلى أفراد أسرته حتى يؤمن بوجوده، داعيا بالمناسبة، الجهات المعنية لأن تكون أكثر حزما مع المواطنين الذين لا زالوا يخرقون تدابير الوقاية، حفاظا على أرواح المواطنين.