إسعافات أولية لتفادي الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون

إسعافات أولية لتفادي الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون
  • القراءات: 4851
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
أقرت مديرية شركة توزيع الكهرباء والغاز، بارتفاع الوعي عند السكان بأهمية الوقاية من الاختناقات جراء تسربات الغاز، تبعا للحملات التحسيسية المكثفة التي قادها أعوان الحماية المدنية والمصالح المعنية خلال الأشهر العديدة المنصرمة، إلى جانب جملة الإرشادات، للحد من مخاطر الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون.
حدثتنا السيدة نصيرة مزواني، مديرة تقنيات الغاز في الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز، حيث أكدت لنا أن الاختناق بأول أكسيد الكربون من أهم العوامل المسببة للوفيات في فصل الشتاء، بسبب سوء استعمال الأجهزة المشتغلة بهذه الطاقة، سواء عند تركيبها، أو بسبب بعض الأخطاء التي يتم الوقوع فيها عند استعمالها، وأهمها المدفأة وسخان الماء..
ويعد أول أكسيد الكربون من الغازات السامة، ويطلق عليه اسم "القاتل الصامت"، حيث يصعب الشعور به، ويتميز بانعدام اللون والرائحة، وعند التعرض له، فإنه يمنع وصول الأكسجين إلى الأنسجة والخلايا، مما يؤدي إلى ظهور أعراض على الجسم، منها تغيّر لون الجلد بسبب نقص كمية الأكسجين وتشبعه بكم كبير من أول أكسيد الكربون، إلى جانب الشعور بالدوار، الغثيان، القيء، الصداع، ضيق في التنفس وعدم الثبات في الحركة أثناء المشي تصل إلى فقدان الوعي تماما.
تعد ثقافة الإسعافات الأولية من الضروريات، حيث قالت السيدة مزواني: "لا بد أن يكون الفرد على دراية تامة بما يجب وما لا يجب القيام به في حادثة تسرب الغاز، فهناك بعض التسربات الغازية التي قد يمكن إنقاذ الشخص منها إذا أحسن التصرف مع هذه الحالة، إلا أن عكس ذلك قد يحدث انفجارا واندلاع حريق ما يسبب وفيات".
ومن أهم الإسعافات الأولية التي يجب اتخاذها في هذه الحالة؛ إبعاد الشخص عن المكان الذي يوجد به غاز أول أكسيد الكربون على الفور، من أجل استنشاقه الهواء النقي الغني بالأكسجين، والبحث عن المصدر المسبب لانبعاث غاز أول أكسيد الكربون وإغلاقه على الفور.
وعن الأمور التي أوصت المتحدثة بعدم القيام بها في حالة الشعور بدوار أو شم رائحة الغاز؛ عدم محاولة التعامل مع مفاتيح الكهرباء بالتشغيل أو الإيقاف أو إشعال أعواد الثقاب لتجنب حدوث انفجار، إلى جانب المفاتيح التي تحدث شرارات كهربائية ويخطئ الفرد في استعمالها، وإشعال المصابيح الكهربائية للإضاءة، حتى اليدوية منها، أما إذا كانت مضاءة فلابد من عدم إطفائها، كما يعد خطأ استعمال الجرس الخاص بالبيت أو جرس بيت الجيران، لأن الغاز يكون قد تسرب إلى خارج المنزل، بالتالي يصعب تحديد نطاقه، ويمنع استعمال المصعد الكهربائي، كما نصحت المديرة التقنية بعدم محاولة استعمال الهاتف الثابت أو النقال لأنه يحدث شرارة كهربائية عند تشغيله، وأصرت على الابتعاد عن المنزل واستعمال الهاتف النقال، وفي الوقت نفسه يجب فتح كل الأبواب والنوافذ لتهوية المكان.
وأخيرا تقول  السيدة مزواني بعد القيام بتلك الخطوات السابقة واتباع أساسيات الإسعافات الأولية؛ ينصح بالاتصال الفوري بسيارة الإسعاف لنقل المصاب إلى أقرب مستشفى، لأن التسمم بغاز أول أكسيد الكربون يحتاج إلى تدعيم التنفس بأجهزة الأكسجين ليتنفس المصاب تركيزات عالية من الأكسجين لفترة طويلة من الزمن تكون عادة بدرجة معادلة لتأثير الغاز السام.