رغم إعاقتها، أماني بن سخرية تبرز في عالم الإبداع

إرادة فولاذية وحلم مكتوب بلغة البراي

إرادة فولاذية وحلم مكتوب بلغة البراي
  • القراءات: 1911
❊ ع.بزاعي  ❊ ع.بزاعي

لم يمنعها داء المهق من الوقوف بصمود والنظر إلى أفق أوسع من محيطها، رغم علة عينيها اللتين أصابهما بعض الفتور، لتتحدى الواقع وتتغلب على معوقاته، هي أماني بن سخرية، طالبة في السنة الثالثة قسم إعلام في جامعة "الحاج لخضر" بباتنة، رزقها الله فطرة الذكاء والتفوق العلمي التي عوضت معاناتها مع المرض، كما نالت رضا زملائها وثقة الجمعيات المحلية.

ظلت أماني تنسج أحلامها منذ صغرها وتدون ذكرياتها، وقررت أن ترعى مواهبها الإبداعية، لذلك اختارت الانخراط في الجمعيات كي تترسخ قدمها في هذا الفضاء الراقي.. التقتها "المساء" مؤخرا، بجامعة "الحاج لخضر" بباتنة، حيث أكدت أن الطموح يكبر معها، وهي تتوق لمستقبل أفضل، تكون لها فيه مكانة في زخم الحركة الجمعوية، كما اعتبرت أن الحركة الجمعوية نضال مستمر يدعم مشاريعها المستقبلية، وهي متواصلة معه، خاصة بعدما تحصلت على شهادة البكالوريا سنة 2017.

توج نشاط أماني بحصولها على المرتبة الأولى في اللغات الأجنبية محليا لدى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، والرابعة وطنيا، وتأمل في أن تصبح أول إعلامية تدرس بعدها بالبراي في الجزائر، علما هذه الطريقة اكتسبتها في الجامعة، وهكذا انتقلت إلى السنة الثالثة جامعي بمعدل 16.24.

أشادت أماني بجهود جامعة باتنة التي وفرت لها كل ظروف التمدرس، خاصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي السياق نفسه، اعتبرت أن تجربة التعليم بالبراي في الجامعة، خطت أشواطا مهمة، وهو ما ساهم في تفجير الطاقات والمواهب.

عن سر اختيارها للإعلام كتخصص، رغم أن لها من الإمكانيات ما يمكنها من التفوق في مجالات أخرى، قالت أماني "لدي قصة عشق مع الصحافة لا تنتهي"، موضحة أن هذا الاختصاص رغم ما عرف عنه أنه مهنة المتاعب، لكنه يبقى مشروعا يحمل رسائل الوعي وخدمة المجتمع، مضيفة أننا بحاجة أكثر من أي وقت سابق لخدمات الإعلام، وإدراج التربية الإعلامية ضمن مناهج التعليم، مع اعتبار متطلبات رقمنة الإعلام في ظل التطور الحاصل في تكنولوجيات الاتصال.

أبرزت أماني الدور الريادي للدولة في التكفل بشريحة المعاقين، واعتبرت تظاهرات أعياد المعاقين مناسبة كفيلة للتحسيس بضرورة تكثيف البرامج والمبادرات الجادة، لإدماج هذه الفئة في المجتمع، تتويجا لجهود الدولة ضمن برامجها، من خلال وزارة التضامن الوطني التي خصتها بالعناية.

ترى المتحدثة أن مشاكل هذه الفئة ستختفي تلقائيا مادامت الإرادة قوية، خصوصا بعد سن القوانين الجديدة التي تعمل بنسبة كبيرة على تذليل العقبات والمشاكل الاجتماعية التي يعيشها المعاق، وتأمل في أن تتحسن الظروف الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة، التي اتخذت من الجد والتحدي عنوانا لنشاطها، وجسدت ذلك بمبادراتها وتفوقها.

كما تحظى أماني باحترام وتقدير في الولاية وخارجها، تبعا لنشاطها في العمل طيلة هذه المدة، تدافع عن حقوق المعاقين وتعمل في كل المبادرات على توفير الأجواء اللازمة لبروزها واندماجها في الحياة الاجتماعية. ترعرعت هذه الشابة في حضن الحركة الجمعوية وكنف الإبداع، وتميزت بمشاركاتها في العديد من التظاهرات الثقافية والأمسيات الأدبية، وهي تتطلع لأن تصبح من بين الأساتذة الرواد في البراي.