يزيد استهلاكها خلال موسم الصيف بمعدل 30 بالمائة

إدمان المشروبات الغازية يطال حتى الكهول

إدمان المشروبات الغازية يطال حتى الكهول
  • القراءات: 538
رشيدة بلال رشيدة بلال

يزيد الإقبال على اقتناء المشروبات المحلاة والغازية خلال فصل الصيف بشكل يكاد يفوق حتى الإقبال على شرب الماء. وحسب علي حماني، رئيس جمعية المنتجين للمشروبات، فإن معدل استهلاك المشروبات بمختلف أشكالها يزيد بنسبة 30 بالمائة خلال الصيف، مؤكدا في تصريح خاص لـ"المساء"، أن المنتجين يراهنون على النوعية والجودة لتقديم منتج في المستوى بمقاييس عالمية لصحة وسلامة المستهلك.

في جولة استطلاعية لـ"المساء" إلى بعض محلات بيع المواد الاستهلاكية، أكد أغلب الباعة أن من أكثر المواد التي يجري استهلاكها بشكل كبير خلال موسم الصيف المشروبات، سواء تعلق الأمر بالمياه المعدنية أو المشروبات الغازية والمحلاة وفي بعض الأحيان يكون الطلب كبيرا عليها أكثر من الماء، حسب عمي علي بائع مواد استهلاكية بالأبيار "ظنا أن لهذه المشروبات خاصة الغازية منها، قدرة كبيرة على إزالة العطش...، في حين أشار بائع آخر إلى أن عملية تزويد المحل بكميات كبيرة من مختلف أنواع المشروبات تكاد تكون يومية، بالنظر إلى الطلب الكبير عليها، شأنها شأن الماء الذي يباع بكميات كبيرة"،  معلقا؛ "في أغلب الأحيان تنفد كمية المشروبات الغازية قبل الماء الذي يعزف البعض عن شرائه، ويفضل البحث عن المشروب الغازي في محل آخر".

وإذا كان أغلب الباعة قد أكدوا أن الإقبال على اقتناء المشروبات الغازية أكثر من الماء للتخلص من العطش والحصول على حالة من الانتعاش والحيوية لمواجهة حر الصيف، فإن العاملين بمختلف مطاعم الأكل السريع أكدوا بدورهم أن أغلب الزبائن الذين يقصدون محلاتهم يطلبون، إلى جانب الوجبة، مشروبا غازيا باردا في المقام الأول، وإن نفذ من المحل يبحثون عن أي مشروب محلى ليأتي الماء في المقام الأخير وفي أحيان أخرى يكون الطلب على المشروبات الغازية معادلا للماء، غير أن المشروب المحلى هو الذي يصاحب الوجبة، بدليل أن البعض يطلب أكثر من مشروب واحد اعتقادا منهم ـ حسب عمر صاحب محل أكل سريع بساحة البريد المركزي ـ أن المشروبات ترفع من طاقتهم وتروي عطشهم.

استهلاك المشروبات الغازية يزيد بمعدل 30 بالمائة في الصيف

بالرجوع إلى المعدل السنوي لاستهلاك المشروبات الغازية، فإن المقياس يزيد، حسب علي حيماني رئيس جمعية المنتجين للمشروبات بمعدل 30 بالمائة، وهذا راجع، يقول، "إلى ارتفاع درجات الحرارة التي يعرف بها موسم الصيف عادة"، مشيرا إلى "أن مختلف المنتجين للمشروبات الغازية أو المحلاة يراهنون اليوم على تقديم منتج ذي جودة عالية وبمقاييس عالمية وفقا لدفتر شروط جديد خاص بإنتاج المشروبات، غير أن الإشكال"، يضيف، "الذي لا يزال يواجه المنتجين ويهدد صحة المستهلكين وقد تم طرحه أمام الجهات المعنية، يتعلق بنقل المشروبات خلال فصل الحر من المنتج إلى البائع بالجملة أو التجزئة في مركبات لا تتوفر على شروط حفظها من الحر، الأمر الذي يؤثر على النوعية ويضر بالمنتج".

وردا عن سؤالنا حول دور الجمعية في معالجة مشكلة نقل المشروبات خلال الصيف، أفاد محدثنا بأن الجمعية لفتت انتباه الموزعين إلى هذا الإشكال، حيث بادر بعض الناقلين إلى تأمين شاحنات خاصة تمنع تعرض المشروبات لحرارة الشمس، ومع هذا يضيف "الإشكال لا يزال مطروحا لدى البعض من الذين يعرضون المشروبات للشمس عند نقلها، وأمام هذا طالب المنتجون على مستوى الجمعية من السلطات المعنية أن يجري إصدار قانون في الإطار يحدد مقاييس نقل المشروبات من المنتج إلى البائع، شأنها شأن قانون نقل اللحوم والأجبان الساري العمل به، ولمن يخالفها يتم معاقبته، حماية للمنتج والمستهلك، لاسيما أن موسم الحر يعرف بتسمماته الغذائية ونحن كجمعية تولي أهمية كبيرة لصحة المستهلك الذي يعتبر رأس مالنا كمنتجين.

حمى المشروبات الغازية تنتقل   إلى الكهول 

على الرغم من أن المشروبات المحلاة أو الغازية تمد الجسم بطاقة عالية، غير أنها في حقيقة الأمر لا تزود الجسم بأية فائدة غذائية، حسب المختص في التغذية كريم مسوس الذي أكد أن "المشروبات الغازية عبارة عن مادة تقدم مفعولا إيجابيا ويتمثل في الطاقة، غير أنه محدود، أضف إلى ذلك، يقول، "الإدمان عليها خلال موسم الحر من منطلق أنها الأقدر على إطفاء العطش اعتقاد خاطئ ومن شأنه أن يخلف أضرارا صحية تتمثل في ارتفاع نسبة الدهون عند الكهول، وارتفاع معدل السكري في الدم، إلى جانب كون المشروبات المحلاة من الصودا يمكن أن تؤدي إلى التقليل من امتصاص الحديد، وهو ما يفسر إصابة بعض المواطنين وتحديدا الشباب بفقر الدم نتيجة الإفراط في استهلاك  مشروبات الصودا خلال فصل الصيف.

وما ينبغي لفت الانتباه إليه أنه بعدما كانت المشروبات الغازية حكرا على الشباب، أصبح الكهول في الآونة الأخيرة يقبلون على استهلاكها بشكل كبير، الأمر الذي يطرح مشكل التخلي عن شرب الماء شيئا فشيئا من منطلق أن لا ذوق له، من أجل هذا نطالب كمختصين في التغذية بتنبيه المستهلكين إلى ضرورة تجنب إدمان استهلاك المشروبات الغازية أو المحلاة والاعتماد دائما على شرب الماء، ليزيد الجسم بما يحتاجه وحمايته من مختلف الأمراض الممثلة في الجفاف وعدم نمو بعض الخلايا والإصابة ببعض أمراض العصر وفي مقدمتها داء السكري.