لإدراك المفاهيم بصفة فعالة ودائمة

إدماج الطفل في الورشات العلمية التطبيقية والتجريبية ضروري

إدماج الطفل في الورشات العلمية التطبيقية والتجريبية ضروري
  • القراءات: 486
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

دعت شانيز بن ناصف، رئيسة النادي العلمي «أوميغا» للمدرسة العليا لعلوم التغذية والصناعات الغذائية، إلى ضرورة إدماج الطفل في الحصص التطبيقية في مختلف التخصصات، حسب درجة استيعابه العلمي، مشيرة إلى أن الأمر يساعده بشكل فعاّل في التقاط المعلومة بدل تلك التي يتلقاها عن طريق الدروس النظرية فقط.

كان هذا على هامش اليوم التحسيسي الذي نظمته مؤخرا المدرسة،  بهدف توعية الطفل والطالب بأهمية غسل اليدين والأسنان، بمناسبة اليوم المغاربي للصحة المدرسية والجامعية، التي نظمت خلالها ورشات علمية لحث الطفل على النظافة الشخصية التي تساهم في حماية جسمه من مختلف الأمراض التي قد تنتقل عن طريق البكتيريا، التي يحملها من مختلف الأسطح الملوّثة في محيطه. أوضحت رئيسة النادي والطالبة في السنة الرابعة تخصص علوم التغذية،  أن مشاركة الطفل في مختلف النوادي العلمية أمر في غاية الأهمية، وبناء على هذا، ارتأت المدرسة العليا أن يكون محور هذه السنة «النظافة الجسدية» وإدراج الطفل فيها لتوعيته وإرشاده عبر ورشات تطبيقية، يمكن له من خلالها ملاحظة حركة تلك البكتيريا وانتقالها من السطح الملوث إلى اليدين وغير ذلك، ليدرك الطفل بشكل دائم مخاطر الأمر، وكذا سبل الحفاظ على النظافة وعلى سلامة الجسم.

تقول المتحدثة «ينطبق ذلك على مختلف العلوم أو النظريات التي لابد أن يكون للطفل جانب من الإدراك عبر التطبيق، باعتبار الأمر يسهل له التقاط المعارف بطريقة سهلة ودائمة»، مشيرة إلى أنّ تلك السياسة من بين السياسات التي تبنتها العديد من الدول المتطورة قبل سنوات، وأحدثت ثورة عميقة في الأدبيات التربوية الحديثة، باعتبار أن الأمر يمد الطفل مفاهيم علمية قائمة على التجربة وبعيدة عن النظريات الكلاسيكية التي تدخله في متاهة من الكلام، قد لا يتم استيعاب سوى نسبة قليلة منه، لأن ذلك يدخله في نوع من الملل.

أشارت رئيسة النادي إلى إدراج تقنيات جديدة في المنهج التربوي المخصّص للطفل في مختلف الدول، منها التي تعتمد على اللعب وأخرى على التطبيق أو الخرجات الميدانية أو التجارب العلمية أو الورشات، القصص، الأفلام الوثائقية والمسابقات وغير ذلك، كلّها سبل حاولت الابتعاد على الروتين الكلاسيكي لتلقي العلوم، وهي نتاج دراسات نفسية واجتماعية على ذهنية الطفل وسلوكه، تم من خلالها التوصل إلى أن السبيل الفعال لجلب اهتمام الطفل وتركيزه، هو إبعاده نسبيا عن الإطار «الأكاديمي البحت»، باعتبار أن ذلك يشعره بالتقييد ولا يحرر تفكيره وإبداعه، بل يشتت تركيزه، بسبب الأحاديث المطولة، وقد نجحت مختلف تلك التقنيات في مرحلة ما من جعل الطفل يلتقط معارف جديدة، والأهم من ذلك أن يخزنها في ذاكرته بصفة دائمة، فذاكرة الطفل ـ تضيف بن ناصف ـ مثل «الإسفنجة» التي تلتقط المياه التي حولها، تشرح «عند إدراج الطفل في الورشات التطبيقية العلمية، تجعله يفهم أصل التجربة وأساسها ويجد أجوبة لكل الأسئلة التي يمكن أن يطرحها «كيف ولماذا..»، كما يمكنه أن يدرك بعد تلك التجارب، حقائق علمية أخرى بإسقاط تلك المعارف التي اكتسبها على وقائع أخرى، أو يفهم أن تبديل أحد المتغيرات من تجربة معينة، سوف تؤدي حتما إلى تغيّر في النتيجة وما إلى ذلك، في حين يبقى النظري داخل الأقسام «كلاما أكاديميا» قد يصعب أحيانا على الطفل فهمه، فيقوم بالحفظ فقط.

أضافت رئيسة النادي «لا ينطبق ذلك على المواد العلمية فقط، وإنما على المواد الأدبية أو التاريخية، المدنية، السياسية، البيئية، العمرانية أو غير ذلك، والفرق بين هذا وذاك في المنهاج المتبع، ليس بالقيام بتجارب نظرية، وإنّما باصطحاب الطفل في خرجات ميدانية مثل المتاحف، الحدائق، المعالم التاريخية أو البنايات والمدن العتيقة، وغير ذلك، لتقريب الطفل على العلوم التي يتلقاها نظريا».    

 

نور الهدى بوطيبة