مختصون يؤكدون من سكيكدة:

إدراج المؤشرات الحضرية في بناء الأحياء الجديدة

إدراج المؤشرات الحضرية في بناء الأحياء الجديدة �
  • القراءات: 949
بوجمعة ذيب� بوجمعة ذيب

كشفت دراسة جامعية تم عرضها خلال أشغال الملتقى الوطني حول العشوائيات الحضرية، الذي احتضنه قصر الثقافة لمدينة سكيكدة مؤخرا، أن الأحياء القصديرية بكل من صالح بوالكروة وبحيرة الطيور وبوعباز، تشكل أهم بؤر الآفات الاجتماعية والانحلال الخلقي بمدينة سكيكدة، إلى جانب كونها عنوانا للفقر والتهميش وأن أكثر من 40 بالمائة من أطفال هذه الأحياء لا يذهبون إلى المدارس أصلا، والذين يسعفهم الحظ للتمدرس إما يتوقفون عند عتبة التعليم المتوسط أو يطردون في السنوات الأولى من التعليم الثانوي، مع الإشارة إلى أن بمدينة سكيكدة 16 حيا قصديريا جلها بوسط المدينة. وقد أشار المختصون إلى ماهية العشوائيات وكيفية القضاء عليها.

أكدت الأستاذة سهيلة شاوي، تخصص إعلام بجامعة 20 أوت 55 بسكيكدة على هامش الملتقى الوطني حول التنمية والعشوائيات الحضرية الذي نظمه مخبر البحوث والدراسات الاجتماعية وكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بالتنسيق مع قصر الثقافة لسكيكدة، خلال حديث خصت به "المساء" بأن العشوائيات الحضرية لا يمكن حصرها في الأكواخ القصديرية فقط، وإنما تتعدى إلى نوع جديد من العشوائيات الحضرية والمتمثلة في البنايات الجديدة التي لا تحمل هوية محلية ولا حتى وطنية من حيث الطابع المعماري.

وتواصل المختصة قائلة "ناهيك عن كون تلك البنايات المليئة بالأخطاء التقنية في الانجاز سواء في قنوات صرف المياه التي لا تنجز حسب المعايير المعمول بها، أو من حيث الرطوبة الموجودة داخل المسكن، أوضيق الغرف التي لا تتماشى مع متطلبات الأسرة الجزائرية، فإن المواطن أمام تلك المواصفات لا يشعر بالافتخار والاعتزاز بانتمائه إلى تلك الأحياء التي يقطن بها مرغما. ولحل هذه المعضلة التي أضحت تطبع أحياءنا الحضرية، ترى الأستاذة بأنه بات من الضروري إدراج المؤشرات الحضرية الجزائرية لبناء الأحياء الجديدة مع الأخذ بعين الاعتبار الطابع المعماري الجزائري المغاربي الذي كثيرا ما استلهم الأوروبيون منها في إنجاز المساكن والمدن التي أقاموها في مستعمرتهم بالجزائر والتي تضمنت لمسات جمالية ذات نفحة مغاربية أصيلة.

وفيما يخص إشكالية العشوائيات الحضرية في مدينة سكيكدة بكل تراكماتها، فقد اعتبرها الأستاذ رياض تومي من جامعة 20 أوت 55 بسكيكدة مساهمة في الظاهرة العشوائية بكل ثقلها من خلال مسايرتها للتطور العمراني للمدينة، والنتيجة كما قال إن ظهرت أمامنا مدينة تسير بسرعتين مختلفتين أو كما اصطلح عليها بالمدينة الرسمية والمدينة غير الرسمية، معتبرا في ذات السياق ومن الوهلة الأولى أن تلك العشوائية هي في الأصل مناطق هامشية لا تحترم القوانين السارية في العمران وبمقابل ذلك تتميز في داخلها بتنظيم اجتماعي يجعلها تؤدي وظائف اجتماعية وتقدم صورة أخرى للعشوائيات تختلف تماما عن تلك التي نلاحظها بعشوائيات البرازيل أو آسيا وحتى إفريقيا.

وعن ظاهرة ما أصبح يسمى بالعشوائيات الحضرية التي تتميز بها العديد من مناطق الوطن، منها سكيكدة بالخصوص عاصمة الولاية، فقد اعتبرها الأستاذ رياض تومي مشكلة يقتضي الأمر البحث عن بدائل متعددة لأجل وضع حلول دائمة من قبل القائمين على قطاع العمران ما قد يساهم بشكل كبير في القضاء على ظاهرة العشوائيات الحضرية بصفة نهائية، ولن يتأتى ذلك ـ كما أوضح ـ إلا برسم استراتيجية واضحة بإمكانات ووسائل وآفاق محددة، على غرار ما قامت به عدة دول في هذا المجال.

للإشارة، فقد احتضن قصر الثقافة لمدينة سكيكدة نهاية الأسبوع الأخير ملتقى وطنيا حول التنمية والعشوائيات الحضرية، قام بتنظيمه مخبر البحوث والدراسات الاجتماعية وكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة 20 أوت 55، بالتعاون مع مديرية الثقافة للولاية، شارك فيه أساتذة وباحثون ومختصون تطرقوا فيه إلى العديد من النقاط التي لها علاقة بالعشوائيات الحضرية كالأزمة الحضرية وتفاقم ظاهرة الأحياء المتخلفة وواقع الطفولة في العشوائيات الحضرية والبطالة والتحدي المفروض، وكذا عوامل نمو العشوائيات الحضرية في البلدان النامية والتهميش وتطور الأحياء القصديرية والعشوائيات الحضرية بين غياب التخطيط الحضري والاندماج الاجتماعي.