الأخصائية في علم النفس العيادي، أمال بوروبة:

إدراج الاسترخاء الإدماجي في علاج الجانحين ضرورة

إدراج الاسترخاء الإدماجي في علاج الجانحين ضرورة
الأخصائية في علم النفس العيادي، أمال بوروبة رشيدة بلال
  • القراءات: 1972
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

بحثت الدكتورة أمال بوروبة، الأخصائية في علم النفس العيادي من جامعة سطيف، في إمكانية تحويل الاسترخاء الإدماجي إلى علاج يساهم في تخفيض مستوى الضغط النفسي لدى المراهق الجانح بالمؤسسات العقابية، حيث عرضت تجربتها مؤخرا، بالملتقى الوطني الثالث حول التدخلات الوقائية  والتربوية والعلاجية في علم النفس الصحي بجامعة الجزائر ”2”، على أمل تبني هذه الآلية في الميدان لمساعدة الجانح على تسوية سلوكه.

أوضحت الدكتورة في معرض حديثها لـ«المساء، أن آلية الاسترخاء الإدماجي موجهة لعلاج المراهق الجانح دون غيره من شرائح المجتمع، منبهة إلى أنه ينبغي الإشارة عند الحديث عن القلق والضغط، إلى أن مختلف شرائح المجتمع تعاني منه، بما في ذلك الأطفال، ولابد من التمييز بين الضغط الإيجابي، كالفتاة التي تحضّر لزفافها وهي تعاني من الضغط، غير أنه إيجابي، خلافا للضغط السلبي الذي يكون مرضيا يتطلب العلاج عند أخصائي. على العموم، فإن اختيار المراهق كان لسبب واحد يتمثل في  صعوبة الوصول إليه، لأنه يحيط نفسه ببعض الحواجز تمنع الغير من الاقتراب منه، فضلا عن أنه يمر بأزمة هوية، لأنه في مرحلة يبحث خلالها عن إجابات لعدد كبير من الأسئلة التي تلعب دورا هاما في تكوين الشخصية، مشيرة إلى أن من بين الأسباب التي وقفت عليها وكانت وراء حالة الضغط التي يعانيها؛ خضوعه للمتابعة القضائية، تواجده بالمؤسسة العقابية، ضعف المساندة العائلية وغيرها من الضغوط الاجتماعية والمالية.

حسب الأخصائية النفسية، فإن العلاج بالاعتماد على تقنية الاسترخاء الإدماجي، يعد من أهم الآليات الحديثة التي تلعب دورا هاما في امتصاص الضغط أو الحد منه، إذ تنقسم إلى قسمين هما؛ قسم الاسترخاء الجسمي الذي يعتمد على اللمس، وقسم الإدماج الذي يساهم في تقويم سلوك الجانح ليعاد إدماجه في المجتمع، مشيرة إلى أن تطبيق هذه الآلية كان باختيار عينة من المراهقين الجانحين المتواجدين في المؤسسة العقابية بولاية سطيف،  ومؤسسة إعادة التربية وإعادة الإدماج الوسط المفتوح”. عن كيفية تطبيق آلية الاسترخاء، تشرح الأخصائية النفسانية أنها تنطلق من قياس الضغط من خلال مقياس خاص بقياس الضغط، وكذا استبيان يكشف ردود أفعال الجانح عند الشعور بالضغط، ودرجات بحثها إن كانت استجاباته انفعالية أو عدوانية أو تلقائية فيزيولوجية، وتقول بعدها يأتي دور الاسترخاء الذي هو عبارة عن تدريب جسمي بأساليب نفسية، يجري الاعتماد فيه على الإيحاء الذي يحول تصوراته إلى واقع يتم علاجها”.

ردا عن سؤال المساء حول مدى نجاح آلية الاسترخاء الإدماجي بعد تطبيقها على عينة معينة من الجانحين، أشارت محدثتنا إلى أن الاسترخاء جاء بنتائج جد إيجابية، من خلال تقويم سلوك ـ تقريبا ـ كل المراهقين المتواجدين في المؤسسات العقابية على مستوى ولاية سطيف، الذين شملهم الاستبيان. مؤكدة أن النتائج أوضحت أن نسبة الضغط منخفضة والاستجابات كانت عقلانية. بالمناسبة، تدعو الأخصائية النفسانية كل الذين يعانون من ضغوط التواصل مع أخصائيين عياديين، أن يستفيدوا من جلسات الاسترخاء التي من شأنها أن تحد من نسبة الضغط لديهم.

ردا عن سؤالنا حول بعض أساليب الاسترخاء التي يمكن لأي فرد ممارستها دون الحاجة إلى أخصائي، قدمت محدثتنا بعض الأساليب الاسترخائية البسيطة التي يمكن لأي كان ممارستها كي يخفض من نسبة الضغط التي يعانيها، خاصة أن هذه الحالة النفسية تحولت إلى حالة يومية تصاحب كل المواطنين، على اختلاف شرائحهم العمرية وبدرجات متفاوتة لعدة اعتبارات، منها تطبيق آلية التنفس البطيء، وهي عبارة عن تدريب بعض العضلات، إلى جانب شد اليد بقوة وملاحظتها، ومن ثمة إرخاؤها بصورة تدريجية، فعملية الشد والإرخاء تلعب دورا كبيرا في بلوغ الاسترخاء، مشيرة إلى أن الراغبين في الحصول على نتائج ملموسة للتخلّص من الضغط ما عليهم إلا الاتصال بأخصائيين، لأن الطرق العلاجية التي يطبقها الأخصائي يتحدث فيها مع العقل الباطن للحالة، بالاعتماد على لغة إيحائية من أجل استثارة بعض الصور عبر الشاشة العقلية بالتحديق البصري وإغلاق العينين، للتوصل إلى نتيجة القضاء على الاضطراب بنسبة 30 بالمائة، ومن ثمة يجري بالاعتماد على مخططات علمية، علاج الحالة والتخلص من الضغط”.