سكان قصور توات يعبرون عن حبهم للرسول الكريم
إحياء رحلة "لمبيتة" قصة متوارثة

- 1081

ككل سنة، وفي نفس المكان، تهتز منطقة توات على وقع أنشطة كبيرة للتعبير عن حب الرسول محمد صلى الله عليه سلم، في إحياء ما يعرف بـ«لمبيتة"، وهي رحلة صوفية سنوية تابعة للطريقة الطيبية، يحييها سكان قصور توات الوسطى بولاية أدرار التابعة لدائرة زاوية كنتة، بعد أربعين يوما من المولد النبوي الشريف، حيث يتم إحياؤها بفرق فكلورية شعبية في مدح سيرة محمد رسول الله، حيث يهتم سكان تلك المناطق ككل سنة بالتحضير الجيد لها، عن طريق التكافل الاجتماعي.
تكون البداية بانطلاق فرقة "قصر تيطاف" للحضرة والمديح الديني، لتكون ضيفة صباح اليوم الموالي بقصر بوانجي يستقبلها سكان القصر في صفوف متقابلة يتبادلون عبارات الترحاب وكرم الضيافة، بعدها تقترب تلك الصفوف شيئا فشيئا، حتى تتلاقى فيتصافح ويتعانق الجميع في مشهد أخوي مثير يعرف محليا بـ«الملقى"، دلالة على المحبة والترابط بين السكان.
في المساء، ينتقل الجمع إلى قصر زاوية بلال، حيث تقام هناك ما يسمي بـ«الملقى الثانية"، في الغد الموالي يتحول الجميع لقصر تيلولين، وتقام هناك "الملقى الثالثة"، وفي فجر اليوم الموالي تكون خاتمة إحياء المبيتة والفاتحة والدعاء في أجواء بهيجة للدلالة على نهج الطريقة الطيبية الصوفية.
وحسب العارفين بتاريخ الإقليم التواتي بأدرار، فإن مناسبة لمبيتة قديما كانت تتجه إلى منطقة تيميمون، إلا أنها تراجعت وأصبحت تقام في قصور توات الوسطي، في جو من الابتهال حبا في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، واسم "لمبيتة" دلالة على استقبال الضيوف ونومهم عند مستقبليهم في القصر، كما يقام كل سنة ما يمسي بسبوع المولد بزاوية كنتة في قصور توات الوسطي، دلالة على توسطها إقليم ولاية أدرار.
❊بلقاسم بوشريفي