المهرجان الأول للألعاب التقليدية

إحياء التراث وإعادة الاعتبار للترفيه

إحياء التراث وإعادة الاعتبار للترفيه
  • 2574
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

أوضح علي صفصاف، رئيس رابطة تنشيط أوقات فراغ الشباب، أن الألعاب التقليدية التي كانت لها شعبية كبيرة وسط الناس قديما اختفت اليوم، بسبب التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية التي طغت على تفكير الطفل، مشيرا خلال المهرجان الأول الذي نظم في إطار إحياء تلك الألعاب، إلى أن الهدف من هذه التظاهرة، هو إعادة الاعتبار لتلك الألعاب التي كانت تحمل رسائل تربوية تجمع بين التسلية والتفكير.

قال المتحدث بأن الرابطة تهتم بالشباب والطفولة التي تأسست سنة 2015، يديرها منشطون لهم خبرة في المجال، وتهدف إلى ملء فراغ الشباب بأنشطة فنية وترفيهية، تعمل على ترقية الأنشطة الجوارية التقليدية ودعم روح المواطنة لإحياء الذاكرة.

إحياء للألعاب التقليدية، ارتأت مديرية الشباب والرياضة تنظيم المهرجان الوطني الأول لتلك الألعاب التي اختفت كليا وسط العائلات الجزائرية، مشيرا إلى أن مختلف الأنواع منها، كانت تلعب في فرق عادة ما يكونون أفراد العائلة، بعضها مخصص للكبار، والبعض الآخر للأطفال، في حين أن منها ما يلعب من قبل الكبار والصغار، أي في فرق قد تزيد عن 5 أفراد، وهذا ما يجعل منها ألعابا ترفيهية تجمع بين العائلة وتزيد أواصرها، تمنح الطفل مشاطرة الوقت مع والديه، مما يجعله يتلقى رسائل تربوية عند احتكاكه بمن يكبرونه سنا.

وقال رئيس الرابطة أن الألعاب التقليدية قديما، كانت تلعب في أجواء تنافسية وكان يعمها الاحترام، خلافا للألعاب الإلكترونية اليوم التي يطغى عليها طابع العنف، نظرا لنوعية الألعاب المحملة على الأجهزة الإلكترونية التي خصصت لأطفالنا، والتي تعتبر وسائل لتعنيف الطفل، هذا ما جعل العديد من الدراسات تجرى حول موضوع الآثار السلبية لإدمان الأطفال على ألعاب الفيديو، من أجل البحث عن سبل لانتشال أطفالنا من ذلك العالم، حيث يرى التربويون أن ألعاب الفيديو أخذت تطمس القيم التقليدية وتغرق الأطفال في عالم افتراضي وتعزلهم عن العالم الخارجي والتواصل مع أقرانهم، لذلك يعد من الضروري إحياء الألعاب التقليدية، أملا في تنويع اهتمامات الأطفال والتخفيف من فترات جلوسهم وتحديقهم في أجهزتهم اللوحية.

تكتسب الألعاب التقليدية أهميتها من كونها تساعد في تمرين القوى الجسدية والذهنية، وتتطلب تواجد مجموعة من الأفراد، مما يفسح المجال للتواصل بين الصغار والكبار ويحد من عزلتهم، ومن تلك الألعاب الاجتماعية التي اختفت خصوصا في المدن الكبرى، ذكر علي صفصاف، الزربوط، السيق، القريدة، الطائرات الهوائية، قاراقوز، السارسو، شد الحبل، لماغين، البويتة، الرولمة، كلها ألعاب تتطلب أدوات بسيطة للعبها، غالبا ما تكون مصنوعة من مواد مرسكلة، تختلف قواعد لعبها من لعبة لأخرى، إلا أن مبدأها واحد يتمثل في تمضية وقت الفراغ للتسلية والترفيه، في ظل غياب بدائل آنذاك، وكانت تمنح فرحة لا توصف.

للإشارة، كان هذا المهرجان الولائي للألعاب التقليدية الذي نظم في طبعته الأولى تحت شعار "ألعاب أيام زمان، بمنتزه الصابلات" موعدا يوميا على مدار أسبوع كامل للعائلات الجزائرية التي تريد إحياء التراث في مجال الألعاب التقليدية، عاشته العائلات رفقة أطفالها في أجواء ممتعة، شهدت إقبالا لافتا في فعالياته وأنشطته، حيث حضره مجموعة من المنشطين والوجوه التلفزيونية القديمة التي لها تاريخ مع الأطفال في شاشتنا التلفزيونية، حيث تضمن ألعابا تراثية خاصة بالأطفال، في ساحة أقيمت خصيصا لعرض نماذج من الألعاب التي مارسها أطفال في ورشات تسمح لهم بلعبها واكتشافها للأطفال الأقل سنا الذين لا يعرفونها، ليتذكرها الكبار الذين كانت سبيلهم الوحيد للتسلية والترفيه، في عصر سماته البساطة والاعتماد على المكونات التي وفرتها البيئة.

نور الهدى بوطيبة