المؤتمر الدولي السابع لأمراض الكلى بباتنة
إجماع على توسيع نطاق عمليات نقل الأعضاء

- 531

في ختام أشغال المؤتمر الدولي السابع لأمراض الكلى، الذي احتضنه مركز الترفيه العلمي بباتنة على مدار ثلاثة أيام، خرج المشاركون من أساتذة جزائريين في الطب وأعضاء الجمعية الجزائرية لمرضى الكلى وأخصائيين من موريتانيا، تونس وفرنسا، بعدة توصيات، تأخذ في المقام الأول دور التحسيس وتنسيق المساعي بتوظيف تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة، مع إبراز الكفاءات الجزائرية في تقنيات الجراحة، إلى جانب تكثيف الملتقيات العلمية لخلق فرص الاحتكاك وتبادل الخبرات والمعارف في شأن التكفل بالمصابين، وتوسيع نطاق عمليات نقل الأعضاء البشرية من الأموات للأحياء كالكلى، الكبد، القرنية والبنكرياس.
تناول المؤتمر، حسبما أشار إليه رئيس المؤتمر الدكتور لزهر شينار من مستشفى باتنة الجامعي، ثلاثة محاور أساسية، تمثلت في الشق العلمي الطبي، الحماية القانونية والشق الديني. أضاف المتحدث لـ«المساء"، أنه لا حاجز ديني يمنع التطور العلمي في الاختصاص، وأشار إلى أن العزوف عن التبرع بالكلى له أسباب أخرى، منها الثقافة الطبية وجهل الكثيرين بجدوى عمليات نقل الأعضاء، مذكرا بهذا الخصوص بدور الإعلام الثقيل في مساعدة الطواقم الطبية على شرح الموضوع، الذي نظرا لأهميته أدرج المنظمون 51 محاضرة، تناولت موضوع المؤتمر بإسهاب، إلى جانب 06 ورشات علمية دعمت المسعى.
من جهته، أبرز رئيس مصلحة أمراض وزرع الكلى بالمركز الاستشفائي الجامعي بباتنة، الدكتور أحمد بوقرورة، أهمية هذا المؤتمر الذي رفعت أشغاله شعار "الميت في خدمة الحي"، الذي يشكل ـ حسبه ـ فرصة لتبادل الخبرات والتجارب، والغاية منه التشخيص المبكر والوقاية بغية تقليص عدد المرضى المصابين بالعجز الكلوي النهائي، والعمل على تطوير زرع الكلى عن طريق الحي، ومباشرة زرع الكلى انطلاقا من ميت. ذكر في السياق بنموذج باتنة في زراعة الكلى، بعدما أجرى 77 عملية زرع كلى ناجحة، وفي رزنامة نشاطه إجراء 100 عملية أجري منها إلى حد الآن 33 عملية.
كما كشفت المكلفة بالإعلام على مستوى الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء، نادية عمر خوجة، عن جاهزية القائمة الوطنية مع نهاية السنة الجارية، وأوضحت أن الإستراتيجية الوطنية للتحسيس بالتبرع بالأعضاء اعتمدت من طرف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وهو ما يدعم مساعي الطواقم الطبية في وجود 32 من المراكز المرخصة لزرع الأعضاء، تتمثل في 14 مركزا مختصا في زرع الكلى، 14 مركزا لزرع القرنية، مركزين لزرع الكبد ومركزين لزرع الأنسجة.
خلال الملتقى، أكد المشاركون "أن المصابين يحظون وسيحظون باهتمام أكبر في بث روح الأمل فيهم، وتخفيف الأعباء التي تثقل كاهل أسرهم"، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل دعم جهود الدولة في سبيل رسم البسمة على أوجه المصابين.
تناول الدكتور عثمان لزهر شينار من مصلحة أمراض الكلى بالمستشفى الجامعي باتنة، دراسة ميدانية امتدت بين عامي 2009 و2017 حول إصابات العجز الكلوي، وأضاف في مداخلته التي خصصها للحديث عن عمليات نزع الأعضاء من الموتى، وما تطلبه عمليات الزرع من وقاية، أنّ الجهود منكبة لتحضير سجلات تقييد الموتى دماغيا بهدف الانتفاع بأعضائهم.
من جهته، شدد البروفيسور عياش طبي الأخصائي في علم الأوبئة، على ضرورة الاحتياط من مختلف الأمراض المعدية وعدوى فيروس الالتهاب الكبدي "س"، ولخّص هذا الاحتياط بمدى التقيّد بشروط النظافة الصحية، مع تعقيم وسائل العمل والأجهزة الطبية، وتنظيف المساحات المخصصة للعلاج، إلى جانب إخضاع الوسائل للمعايير المعمول بها قانونا، وتسيير النفايات الاستشفائية وفق ما تقتضيه شروط النظافة الصحية عند نقل الأعضاء.
في مجمل حديثه عن هذه الاصابات، طمأن البروفيسور بوجود إرادة كبيرة من قبل وزارة الصحة للتكفل بمرضى الكلى، مضيفا أن الوضعية غير مقلقة، بالنظر إلى التقدم الحاصل في الطب الذي تشهده بلادنا، خاصة ما أدركه المستشفى الجامعي بباتنة من خبرة ميدانية في نقل وزراعة الأعضاء.
حرص المشاركون في هذا المؤتمر الذي يعد مبادرة تكوينية ويوما تحسيسيا بأهمية زرع الكلى، وتميز بمشاركة نوعية لأطباء من مختلف المؤسسات الاستشفائية وطلبة الطب، إلى جانب أخصائيين من دول عربية وأجنبية، على إبراز طرق التحسيس والبحث في البديل، بعدما تم البت في إشكالات الحاجز الديني الذي يلجأ إليه المرضى كاستشارة دينية.
❊ع. بزاعي