مركز علاج المدمنين بالخروب

إجراءات صارمة لمنع التحايل والمطالبة بالتغطية الأمنية

إجراءات صارمة لمنع التحايل والمطالبة بالتغطية الأمنية
  • القراءات: 571
 زبير.ز زبير.ز

كشف السيد كيرش حفيظ، رئيس المركز الوسيط لعلاج المدمنين ببلدية الخروب، التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، عن متابعة ما يناهز 1000 مريض مصاب بأمراض عقلية، ناهيك عن عدد من المدمنين كلهم يملكون ملفات طبية ورقما تسلسليا ويتركون نسخة من بطاقة هويتهم داخل المركز، لتجنب أي انحرافات أو أي مشاكل يمكن أن تتداخل مع قضية المهلوسات والمخدرات.

حسب السيد كيرش حفيظ، فإن هناك العديد من الشباب ممن يقصدون المركز بنية العلاج ظاهريا ولكن في الواقع وبعد التحقيقات يتبين أنه جاء من أجل الحصول على وصفة دواء ترخص له استهلاك المهلوسات بشكل طبيعي بعيدا عن أعين مراقبة مصالح الأمن، مضيفا أن هناك حتى من يستغل القصّر والمرضى من أجل الحصول على الأدوية التي تصنف ضمن المهلوسات وحتى المخدرات.

أكد السيد كيرش حفيظ، في حديث لـ«المساء"، أنه وبسبب هذه الممارسات التي تفطن لها المركز الوسيط لعلاج المدمنين بالخروب، تم اتخاذ إجراءات صارمة تفاديا لأي تلاعب وقطعا للطريق أمام الاستفادات المتعددة من الوصفات، حيث قررت إدارة المركز عدم استقبال وفحص أي مريض أو مدمن من خارج دائرة اختصاصها بإقليم الخروب، مع التركيز على الحضور الشخصي للمعني، الذي يكون لديه ملف داخل المركز يضم رسالة توجيهية، نسخة من بطاقة الهوية، صورة شمسية وملف طبي.

وحسب رئيس المركز الوسيط لعلاج المدمنين بالخروب، فإن هذا الأخير لا يستقبل تماما القصر، إلا بحضور الولي الشرعي، كما يحرص على ضرورة احترام المواعيد والآجال بدقة، مع المطالبة بإحضار الوصفة الطبية لأخر فحص، مضيفا أن كل مريض يحضر قبل موعده لن يتم فحصه وكل من يتعمد الإخلال بموعده بالتأخر كذلك لن يستقبل، مع الحرص على عدم تجديد وصفة طبية أخرى بداعي التلف أو الضياع، إلا بتقديم تصريح محرر من الجهات الأمنية.

ويحرص المركز ـ حسب تأكيد رئيسه ـ على عدم تقديم وصفات جديدة للمرضى الذين يعودون في منتصف مدة العلاج، مطالبين بأدوية جديدة بحجة أن الدواء السابق لم يلائمهم، مع عدم جلب الدواء الأول، كما يحرص المركز على غلق الأبواب في وجه كل محتال أو الذين يريدون الالتفاف على القانون، من خلال الامتناع عن تقديم شهادات الصحة العقلية لعاملين كسائقين أو كأعوان الأمن وعدم منح شهادة لأي مريض إلا بعد مزاولة مدة 6 أشهر من العلاج والامتناع عن تقديم أية شهادة لأي مدمن إلا بطلب من الجهات القضائية، كاشفا عن بعض الحيل التي يقوم بها بعض الأشخاص ومحاولتهم للحصول على شهادات طبية تثبت المرض، لأقربائهم من المساجين داخل المؤسسات العقابية، لاستعمالها في ملف الدفاع. 

واستنكر السيد حفيظ كيرش، عملية إقحام الأطفال الصغار، في عالم المخدرات الذي وصفه بالأخطبوط متعدد الأرجل، من خلال بعض المجرمين الذين باتوا ينشطون في محيط المؤسسات الجامعية والتربوية ولم تسلم منها حتى الابتدائيات، مضيفا أن عالم المخدرات بات يدخل أصحابه في متاهات وفي العديد من الجرائم الأخرى على غرار التزوير واستعمال المزور، انتحال صفة الغير، الحيازة والمتاجرة في المهلوسات والمخدرات، الاعتداء على الغير باستعمال السلاح الأبيض وحتى جرائم القتل والاستغلال الجنسي، دون نسيان حوادث المرور المميتة بسبب هذه السموم.

ويرى رئيس المركز الوسيط لعلاج المدمنين بالخروب، الذي يعمل موظفوه بصعوبة بسب تفشي وباء كوفيد-19 ومخاطر انتقاله من الزوار والمرضى إلى العمال، بأن مؤسسته وعلى غرار باقي الهياكل المتخصصة في هذا المجال، بحاجة ماسة إلى توفير الأمن بشكل دائم، كغطاء، حماية ومرافقة للعاملين بهذا القطاع الحساس، لتمكين هذه المؤسسات المتخصصة، من أداء واجباتها في منأى عن أي تهديدات أو مخاطر تهدد سلامة وحياة الطواقم العاملة من تحرشات، إهانات واعتداءات، وهي سلوكات، حسب محدثنا، تهدف إلى ترهيب وإخضاع هذه الطواقم لكل طلبات زوار هذه المؤسسات الاستشفائية وإن كانت غير قانونية.

وطالب السيد حفيط كيرش، بفرض حصار وفرض طوق على هذه الظاهرة وتجفيف مصادر تمويلها وضرب قواعدها، معتبرا أن هذه الظاهرة التي باتت تنهش المجتمع، أصبحت آفة عابرة للقارات، من ورائها أشخاص يريدون تدمير المجتمعات والبلدان ويستهدفون عدد كبير من الدول ومن بينها الجزائر، معتبرا أن خطر المخدرات أشد من الأمراض والأوبئة التي عرفتها البشرية على غرار الايبولا، السارس، أنفلونزا الطيور والخنازير والكوفيد-19، مبررا ذلك بأن هذه الأوبئة لها أدوية ولقاحات على عكس المخدرات، التي يهدف من ورائها إلى الإضرار بالنسيج الاجتماعي للبلدان وتهيئتها للانهيار.