البليدة

إجراء أول عملية لزراعة النخاع العظمي

إجراء أول عملية لزراعة النخاع العظمي
  • القراءات: 1198

شهدت ولاية البليدة مطلع سنة 2019، قفزة نوعية في مجال علاج داء السرطان، من خلال إجراء أول عملية لزراعة النخاع العظمي في يناير الماضي، بمركز مكافحة السرطان، بالإضافة إلى برمجة إنجاز مشروع أول مستشفى لعلاج الأطفال المصابين بهذا المرض على المستوى الوطني، بمبادرة من جمعية البدر.

 

بعد حوالي 20 سنة من الانتظار والترقب، قامت مصلحة أمراض الدم بمركز مكافحة السرطان بالبليدة في جانفي الفارط، بإجراء أول عملية لزراعة النخاع العظمي لرجل يبلغ من العمر 57 سنة، تعد سابقة من نوعها في تاريخ الولاية، وفقا لما ذكره مدير المركز، طاباش عمار، الذي أكد أن العملية التي أجريت من خلال أخذ خلايا سليمة من المريض نفسه وزرعها في مكان الخلايا المصابة، تمت بنجاح، بفضل كفاءة الطاقم الطبي الذي تم تكوينه في المجال، والتجهيزات اللازمة المقتناة خصيصا لهذا النوع من العمليات.

تقنية دقيقة

كشف في هذا الإطار، عن استقبال المركز مؤخرا لمريضين آخرين من أجل إجراء نفس العملية، كمرحلة أولى، في انتظار الشروع في إجراء عملية زراعة النخاع العظمي، لكن انطلاقا من خلايا تؤخذ من شخص آخر سليم ونقلها لشخص مريض، على أن تكون الأنسجة متطابقة بين الطرفين، وهي تقنية دقيقة سيتم تجسيدها في المركز في غضون حوالي ثلاث سنوات.

سيساهم إجراء هذا النوع من العمليات الصعبة والمعقدة في بلادنا في تخفيف أعباء مصاريف العملية عن ميزانية الدولة، حيث تكلف هذه العملية في الخارج 30 مليون دج، علما أن مركز البليدة يعد الثالث على المستوى الوطني الذي يجري هذا النوع من العمليات الجراحية.

اقتناء مسرّع جديد

في سياق آخر، صرح المتحدث بأن المركز الذي يستقبل مرضى السرطان من حوالي 45 ولاية من الوطن، سيستفيد قريبا من اقتناء مسرع جديد بقرار من وزارة الصحة، لتخفيف الضغط الكبير المسجل في قسم العلاج بالأشعة. أفاد أن مركز البليدة يملك حاليا ثلاثة مسرعات فقط، أحدها رئيسي تم اقتناؤه منذ 12 سنة، يستعمل في علاج مختلف أنواع السرطانات، وآخران ثانويان يعالجان بعض الأنواع من المرض فقط، مشيرا إلى أن المشكل يكمن في الإقبال اليومي الكبير للمرضى على قسم العلاج بالأشعة.

يسجل المسرع الرئيسي ضغطا كبيرا في حصص العلاج اليومية، حيث يعمل بشكل مضاعف من خلال علاج 200 مريض يوميا، بدلا من 100 مريض، بالإضافة إلى عمل الفرق الطبية الأخصائية من الخامسة صباحا إلى التاسعة مساء، لهذا سيساهم المسرع الجديد كثيرا في رفع الضغط عن الوسائل المتوفرة لدينا، استنادا لنفس المسؤول.

يتميّز مركز مكافحة السرطان بالبليدة بسمعة جيدة، نظرا للكفاءات الطبية الجزائرية التي تمارس به، والتجهيزات الحديثة التي يملكها، لهذا يقصده المرضى بكثرة من معظم ولايات الوطن. وقد أكد المرضى بمختلف أقسام المركز والغرف الاستشفائية، على النوعية الجيدة للتكفّل بهم على مستوى هذه المنشأة الصحية، حيث أشادت السيدة عبد الله جميلة (61 سنة) من الجزائر العاصمة، التي تعالج من سرطان الجيوب الأنفية منذ سنة 2017 بالتكفل الجيد الذي تتلقاه في المركز، منوهة بالجهود الكبيرة التي يبذلها الطاقم الطبي من أطباء وشبه طبيين، سواء من حيث المواعيد أو حصص العلاج، أو غيرها، وهو ما ساهم كثيرا في تحسن حالتها بشكل سريع.

الأولوية في العلاج للأطفال

يضم مركز مكافحة السرطان خمسة أقسام هي؛ مصلحة العلاج بالأشعة، مصلحة علم الأورام، مصلحة العلاج الكيميائي، مصلحة الجراحة ومصلحة أمراض الدم، حيث يتم توجيه كل مريض للمصلحة الأخصائية كل حسب نوعية مرضه، كما يسهر فريق من الأطباء النفسانيين في جميع الأقسام، على التكفل النفسي بالمرضى قبل، أثناء وبعد العلاج، وفقا للقائمين عليه. من جهة أخرى، لفتت الدكتورة صونيا بلشهب، مديرة فرعية للنشاطات الصحية بمركز مكافحة السرطان في البليدة، إلى أن المركز يفتقر لقسم مخصص لعلاج سرطان الأطفال،  قائلة إنه رغم ذلك يتم دائما إعطاء  الأولوية في العلاج للأطفال، حيث يشرع في تلقيهم العلاج فور قدومهم للمستشفى دون مواعيد.

أبرزت في هذا الصدد أن المركز يستقبل عددا معتبرا من الأطفال، تُعطى لهم حصص للعلاج بالأشعة فقط، وأحيانا يتم اللجوء إلى العلاج المنزلي، إلا أن هذا الأمر يشكل خطورة كبيرة على الطفل، مما يتطلب إنجاز مستشفى مخصص كليا لعلاج الأطفال.

رغم وجود وحدة مخصصة للأطفال بمستشفى حسيبة بن بوعلي للأم والطفل، تضم حوالي 12 سريرا، إلا أنها تبقى غير كافية تماما للتكفل الكامل بالأطفال المصابين بهذا الداء، وفقا لما صرحت به الطبيبة التي أشارت إلى أن المركز يستقبل سنويا ما لا يقل عن مائة طفل، معظمهم مصابون بمرض هوتشكين (نوع من أنواع سرطان الدم)، وبالأورام الدماغية، غير أن نسبة شفاء الأطفال تصل إلى غاية 90 بالمائة، خاصة إذا تم التكفل بهم كما يجب.

«البدر ترفع تحدي مستشفى الأطفال

بهدف مواجهة هذا المشكل الكبير الذي يؤرق أولياء الأطفال المصابين بالسرطان، وعلاج وشفاء أكبر عدد ممكن منهم، فكرت جمعية البدر الرائدة في مجال مساعدة مرضى السرطان، في إنجاز مشروع أول مستشفى لعلاج سرطان الأطفال على المستوى الوطني، وهي المبادرة التي استحسنها الأخصائيون في المجال، والمواطنون على حد سواء.

تعمل الجمعية على تحقيق حلم إنجاز هذا المستشفى، حسب الدكتورة طروادادة، أخصائية في معالجة السرطان بمركز البليدة، وعضو في جمعية البدر، من خلال تبرعات المحسنين، مشيرة إلى أنه سيعود بالفائدة على الأطفال المصابين، سواء المنحدرين من ولاية البليدة أو من باقي ولايات الوطن.

الجدير بالذكر، أن الجمعية ستنظم طيلة اليوم 16 فبراير المقبل، في القاعة البيضاوية بالجزائر العاصمة، تظاهرة معا لنبني مستشفى سرطان الأطفال، بهدف تحسيس الجميع بأهمية المشاركة ولو بتبرعات رمزية، في بناء هذه المنشأة الصحية المكونة من 60 سريرا بالنسبة للجناح الطبي، و30 غرفة لإقامة الأطفال المصابين وأوليائهم.