من أجود أنواع القهوة في العالم

إثيوبيا تعرض ”أرابيكا” بالجزائر

إثيوبيا تعرض ”أرابيكا” بالجزائر
  • القراءات: 2819
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد عبد الحي، رئيس طهاة وذواق عالمي من إثيوبيا، أن أكثر نسبة منتجات العالم من القهوة أصلها من إثيوبيا، حيث يتم بيع ما يفوق 10 آلاف طن من القهوة كل عام إلى مختلف دول العالم، من الجودة العالية والمتميزة لقهوة ”أرابيكا”، مشيرا إلى أنه إلى حد اليوم، ليس هناك تعامل اقتصادي بين إثيوبيا والجزائر في هذا المجال، رغم اعتبار الشعب الجزائري من أكبر مستهلكي القهوة في إفريقيا، مما يجعلهم يحسنون التمييز بين أكثر أنواع القهوة جودة ويستمتعون بالمذاق الجيد للنوعيات المتميزة.

من الذي لم يستسلم للعناق الحساس لرائحة فنجان قهوة، تتمايل منه انحناءات البخار المتصاعد؟ رائحة تدعوك في رحلة إلى المناطق المدارية المنكهة بالفواكه الاستوائية، تستحضر الجمال من مناطق غريبة وبعيدة، تقترب منها تدريجيا مع كل رشفة، تدفعك إلى أن تغمض عينيك لتستمتع بلذتها، التي لها سحر غريب في أن تريحك وتنشطك في آن واحد.

تلك الأحاسيس، دفعت زوار الصالون الدولي للقهوة والشكولاطة، الذي نظم مؤخرا بقصر المعارض الصنوبر البحري، إلى المشاركة في جلسة التذوق الذي نظمها الذواق عبد الحي، لعدد من فناجين القهوة المختلفة،  وعرض للزوار الطريقة المثالية للقيام بذلك، من خلال ارتشاف القليل من القهوة وإدخال كمية من الهواء باستنشاقها من الفم، وأخذ تلك الكمية إلى غدة التذوق، وإذا دام المذاق لمدى أطول، يعني أن القهوة من النوعية الجيدة والمتميزة.

في هذا الصدد، قال عبد الحي، يوجد في إثيوبيا العديد من أنواع القهوة، كلها من نوعية ”أرابيكا”، أي من أرقى الأنواع، تختلف في المذاق من خلال المناطق المزروعة فيها، فمنها التي تحمل أذواق الأزهار، وأخرى بعض الفواكه الاستوائية، ومنها ما تحمل ذوق التوابل، وأشار إلى أن ”أرابيكا” و«روبيستا” نوعان من الأشجار موطنهما إفريقيا، وهما الأكثر زراعة في العالم، بالتالي هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من أشجار البن في جميع أنحاء العالم.

تنتمي أشجار البن إلى نوع ”كوفي” من عائلة ”روبيكيا”، يحتوي نوع القهوة على حوالي 80 نوعا وعدة مئات من الأنواع المختلفة، أنواع أشجار البن الأكثر انتشارا وزرعا هي؛ ”كوفي أرابيكا” و«كافيا كانفيورا”، وكما يشير الاسم، ثمرة شجرة القهوة الأولى تعطي ”أرابيكا” والثانية تعطي ”روبيستا”، ولعل الأولى مذاقها حلو وفاكهي، تحتوي على نسبة قليلة من الكافيين، وهي تزرع في المناطق العالية وعلى تربة غنية بالأحماض والمعادن، وهي عناصر أساسية تساهم في الروائح المستقبلية التي لا تضاهى، تزهر بعد كل موسم ممطر وتتطلب ثمارها تسعة أشهر حتى تنضج، وهي تشكل نسبة 70 بالمائة من إجمالي ما يتم إنتاجه من القهوة في العالم، وأكثر الدول المنتجة لها، يضيف المتحدث هي؛ إثيوبيا، البرازيل، كولومبيا، المكسيك وغواتيمالا.

أما فيما يخص ”روبيستا”، فيتم زراعتها في مناطق أقل ارتفاعا لا تتعدى 800 متر على سطح البحر، تتحمل أكثر قساوة الجو الحار، فهي ليست بحساسية ”الأرابيكا”، مذاقها أكثر قوة وتركيزا، تتميز بمرارة وتحتوي على نسبة أكبر من الكافيين، ضعف كمية المتواجدة في ”أرابيكا”، يمثل 30 بالمائة من الإنتاج العالمي، وأكثر الدول المنتج له هي إندونيسيا، الفيتنام، الهند، أوغندا وكوت ديفوار.

في الأخير، أعرب المختص في حديثه لـ«المساء”، عن أمله في إمكانية الدخول في السوق الجزائرية مباشرة، حيث تعرف وجود قهوة إثيوبية في أسواقها، لكن تحت تسميات ومصادر أجنبية، بعضها معدل وغير طبيعي، مما يجعلها تفقد أصالتها وذوقها الطبيعي المتميز.