الورم القحفي البلعومي

إبراز ضرورة إنشاء سجل للتكفل بالمصابين

إبراز ضرورة إنشاء سجل  للتكفل بالمصابين
  • القراءات: 507
ق. م ق. م

دعا رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الغدة النخامية، الأستاذ خير الدين بويوسف، اليوم السبت بالجزائر العاصمة، السلطات العمومية، إلى ضرورة إنشاء سجل للتكفل بالمصابين بالورم القحفي البلعومي، وهو من الأورام الحميدة في المخ.

الورم القحفي البلعومي من بين أنواع الأورام الحميدة النادرة في المخ، مشتقة من الأنسجة الجينية للغدة النخامية التي تحدث بشكل شائع لدى الأطفال، وقد تظهر في أية مرحلة من عمر الطفل، بما فيها فترة الحمل، لكن المعدلات العالية تظهر على الخصوص بين سن 5 و14 عاما. كما تؤثر أيضا على الأشخاص بين سن 50 و74 عاما، ويصيب هذا الورم الرجال أكثر من النساء. يتسبب هذا الداء في البداية، في عمى ربعي، يتطور إلى عمى نصفي صدغي مزدوج، نتيجة ضغط الورم على أعصاب العين، وأكد الأستاذ بويوسف، على هامش الملتقى الوطني الرابع للجمعية الجزائرية لأمراض الغدة النخامية، في تصريح لـ«وأج"، أن بعث سجل لهذا النوع من الأورام قد يساعد على إحصاء العدد الحقيقي للمصابين وتحسين التكفل بهم.

استنادا لعدد الحالات المتكفل بها، فإن هذا المرض يمثل في الجزائر 0.7 حالة لكل مليون نسمة، غير أن هذه النسبة ـ حسب المختصين ـ "لا تعكس العدد الحقيقي للمصابين، بسبب صعوبة الكشف عن المرض".

حسب رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الغدة النخامية، فإن العلم لم يتوصل بعد إلى الكشف عن العوامل الرئيسية التي تتسب في الإصابة بالورم القحفي البلعومي، مؤكدا أنه رغم صعوبة هذا الكشف، فإن التكفل بالمرضى شهد "تطورا محسوسا" خلال السنوات الأخيرة، بفضل التكوين الطبي المتواصل.

يستدعي التكفل بهذا النوع من الأورام الحميدة، التي تصف في نفس الوقت بـ«الأورام الخبيثة"، نظرا لصعوبة التكفل بها قبل وبعد الجراحة، لأنها تترك أعراضا خطيرة على الغدد والأعصاب وارتفاع الوزن، بالإضافة إلى تعرض المريض إلى داء السكري، سواء كان دائما (بالنسبة 18 بالمائة)، أو مؤقتا، إلى جانب تدهور حالته النفسية، وعودة الورم رغم استئصاله النصفي أو الكلي.

كما يتسبب هذا المرض ـ حسب الأستاذ بويوسف، مختص في جراحة الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية ‘فرانتز فانون’ بالبليدة ـ في الوفاة بنسبة 20 بالمائة. شدد المختص على ضرورة إرساء بطاقة تقنية للمرض وملفه الإلكتروني، وفتح مصالح لأمراض وجراحة الأعصاب بمناطق الهضاب العليا والجنوب لاحتواء المرض، مؤكدا أن وجود 16 مصلحة بالمناطق الشمالية فقط "لا يسمح بالتكفل بجميع المواطنين عبر القطر".

كما دعا من جهة أخرى، إلى ضرورة تظافر الجهود بين الاختصاصات الطبية التي تدخل في التكفل بهذا المرض، إلى جانب طب وجراحة الأعصاب، وهي على سبيل المثال، طب الأطفال والغدد والعيون والمصورة الطبية.

عرض المختصون خلال هذا اللقاء العلمي، تجارب مصالح جراحة الأعصاب بمختلف المؤسسات الاستشفائية الجامعية، إلى جانب توصيات الجمعية الأوروبية لهذا الاختصاص حول التكفل بهذا المرض النادر.