يمتد إلى نهاية مارس

إبداع الحرفيات بـ"قصر الرياس"

إبداع الحرفيات بـ"قصر الرياس"
  • القراءات: 671
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

تزين حصن 23 بالعاصمة، بمناسبة العيد العالمي للمرأة الموافق للثامن مارس، بإبداعات ممثلة في مجموعة مميزة من المشغولات اليدوية، حيث اختار القائمون على الحصن الخروج هذه السنة عن المألوف، وتقسيم شهر مارس بين النساء الراغبات في العرض،  مانحين لهن فرصة الكشف عن مختلف الإبداعات، حيث خصص الأسبوع الأول لفن الديكور والزخرفة، بينما خصص الأسبوع الثاني لفن الطبخ، والأسبوع الثالث للمهتمات بالبيئة، ليختتم الشهر بإبداعات الخياطات والحرفيات المختصات في الطرز التقليدي.

لقيت هذه المبادرة ترحابا كبيرا من طرف الحرفيات اللواتي تحدثت إليهن "المساء"، حيث اعتبرن المناسبة فرصة للاحتكاك بالجمهور العريض، خاصة أن المجال مفتوح لكل أنواع الإبداعات على مدار شهر كامل، وهو ما عبرت عنه الحرفية فاطمة الزهراء عصمان،   المختصة في صناعة التحف التزيينية الموجهة للعرائس، على غرار الصابون الملفوف في أشرطة مزينة والصحون المنقوشة بالأزهار بأشكال مختلفة، مشيرة في معرض حديثها، إلى أنها تعرض لأول مرة في حصن 23، هذا القصر التاريخي الذي كانت تتمنى زيارته وقد سمحت لها احتفالية عيد المرأة لهذه السنة بالعرض فيه، معربة عن استحسانها لتخصيص شهر مارس من أجل عرض مختلف أنواع الإبداعات، مما سيمكنها من الاحتكاك بمختلف الحرفيات لتبادل الأفكار.

غير بعيد عن الحرفية فاطمة، كانت الحرفية سعيدة غرزي هي الأخرى، تعرض مجموعة مميزة من الأواني الزجاجية التي أبدعت في الرسم عليها، ولم تكتف بذلك، حيث نقلت تقنيتها على الفخار والحقائب النسائية، وفي دردشتنا إليها، أشارت إلى أن الرسم موهبة تحب ممارستها وقت الفراغ، فبعدما كانت ترسم على الورق،  شد اهتمامها الرسم على الزجاج، فأبدعت فيه، خاصة بعدما أتقنت الرسم بالتقنية الأمريكية.

عن مشاركتها في المعرض بمناسبة عيد المرأة، أشارت الحرفية إلى أنها تمارس هذه الحرفة كهواية في المنزل، وقل ما تحتك بالجمهور، ومشاركتها هذه المرة في المعرض ستسمح لها بعرض إبداعاتها  للإطلاع عليها، تعلق "لقيت بالمناسبة، إعجاب كل من زار المعرض"، مشيرة إلى أن المرأة الجزائرية مبدعة وقادرة على العطاء في مختلف المجالات، وما الثامن مارس إلا محطة لتكشف عن جانب من قدراتها.

من جهتها، اختارت الحرفية فاطمة بودكان التي عرضت هي الأخرى مجموعة من التحف التزينية المعدة من الزجاج، وتباينت بين القوارير والفناجين وكؤوس الماء الملونة بألوان مختلفة، وقالت بالمناسبة، إنها تعشق حرفتها ولا تستغني عنها بالمنزل، حيث تشغل دائما وقت فراغها بالرسم على مختلف القطع الزجاجية، وعندما تسمح لها الفرصة، تشارك في مختلف المعارض لتقاسم الجمهور ما تعده من إبداعات، أهم ما يميزها إضفاء لمسة أنثوية بشكل واضح على مختلف القطع، سواء في شكل ألوان زاهية أو أشكال، مشيرة إلى أن الغرض من ممارستها للحرفة ليس تجاريا بقدر ما هو تنفيس عن النفس.

بمناسبة الثامن مارس، أشارت إلى أن المرأة الماكثة في البيت تملك قدرات كبيرة، وقلّ ما يتم تذكرها، رغم أنها نموذج للعطاء المستمر.

إعادة بعث قفة الدوم بروح جديدة

إذا كانت كل الحرفيات العارضات بالحصن اخترن فن الرسم على الزجاج أو الخزف، أو عرض بعض التحف التزيينية المصنوعة من القماش أو الخشب، فإن الحرفية سهام عليلي، اختارت التميّز بعرض تشكيلة فريدة من نوعها من القفف المصنوعة من الدوم، التي كانت تبدو للوهلة الأولى عادية تشبه تلك التي يصنعها باقي الحرفيين، غير أن المتصفح لها يقف على اللمسة الإبداعية التي أعطتها شكلا ووجها آخر، حيث عمدت الحرفية إلى تغليفها بقطع من القماش الملون. كما قامت بتزيينها لتستجيب كل واحدة منها للمناسبة التي تحمل لها، ولم تكتف بذلك، بل قامت أيضا بتصميم نماذج لسلال دائرية الشكل تشبه الحقيبة النسوية، بعد أن لاحظت الإقبال الكبير عليها من السياح الجزائريين والأجانب، عقب زيارتها لكل من تونس والمغرب.

عن سر اهتمامها بالقفة التقليدية المصنوعة من الدوم، قالت الحرفية في معرض حديثها إن اهتمامها بالقفة جاء رغبة منها في إعادة الاعتبار لها، لاسيما أنها تعد في حقيقة الأمر جزءا من التراث، مشيرة إلى أن إعادة إحيائها اليوم أصبح ضرورة، بالنظر إلى الاستعمال الكبير للأكياس البلاستيكية التي أصبحت تهدد الصحة والبيئة، موضحة أنها اهتدت إلى إدخال لمستها الإبداعية على هذه القفة بإدخال بعض التعديلات عليها، كتغليفها من الداخل بالقماش وتزيين أطرافها وإلصاق بعض الديكورات على حوافها، إلى جانب طرح أشكال جديدة للقفة تأخذ شكل الحقيبة النسوية، لتشجيع النساء على استعمالها.

رشيدة بلال