أمام الطلب المتزايد على المراكز المتخصصة

أولياء أطفال التوحد يطالبون بفضاءات جديدة

أولياء أطفال التوحد يطالبون بفضاءات جديدة
  • القراءات: 451
رشيدة بلال رشيدة بلال

وجدت العديد من العائلات في المراكز المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، قبيل الدخول الاجتماعي، الدعم المطلوب للتكفل بأبنائها من فئة المصابين بالتوحد، هذه الشريحة التي تحتاج إلى تكفل ومرافقة خاصة، والعينة كانت من ولاية البليدة، وبالتحديد من مركز “التحدي لأطفال التوحد”، الذي استقبل هذه السنة 60  طفلا و26 آخر، مسجلا في قائمة الانتظار، بالنظر إلى قلة المراكز التي تتكفل بهذه الفئة على مستوى الولاية.

"المساء” وقفت عند الخدمات التي يقدمها المركز وكيفية مرافقة الطفل التوحدي، وأهم التحديات التي تواجهه ليندمج في المجتمع.

 يعود تأسيس المركز المتخصص في التكفل بالأطفال المصابين بالتوحد، إلى جمعية التوحد لولاية البليدة، التي تتكون من أولياء الأطفال مصابين بالتوحد جمعتهم معاناة أبنائهم، حيث تم تأسيسه، حسب رئيس الجمعية، رشيد رحال، بموجب المرسوم 650/08 المؤخر في أكتوبر 2008، المتضمن التأسيس للمؤسسات الاجتماعية، إذ يتسع المركز لـ60 طفلا، ويعمل بالدوام الجزئي، أي بمعدل 30 طفلا صباحا و30 طفلا مساء، يتكفل بهم 13 موظفا ويشرف عليهم أخصائيون أرطفونيون يمتلكون خبرة ميدانية هامة في التكفل بهم، يخضع لقوانين وأنظمة مديرية النشاط الاجتماعي، ويأتي التأسيس للمركز، حسب رئيس الجمعية “بعد الوقوف على معاناة الأولياء الذين وجدوا صعوبة في مرافقة ومتابعة أبنائهم، لعدم وجود مراكز متخصصة”، فعلى مستوى ولاية البليدة، يقول: “لا يزيد عددها على المركزين، بالتالي فإن وجود مثل هذا المركز ساعد الأولياء على التكفل بأبنائهم وحل أهم انشغال يواجههم، عقب كل دخول إجتماعي”.

وحول نوعية الخدمات التي يقدمها المركز “أوضح المتحدث”، بأنها برامج متنوعة ومختلفة، تتمثل في الدرجة الأولى في التكفل بالأطفال من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، في إطار برامج مكيفة، والمتابعة الطبية وضمان إعادة التأهيل الوظيفي والجسدي والنفسي، والعمل على تنمية القدرات المعرفية والمهارات الاجتماعية، وكذا تشجيع تنمية الاستقلالية، وضمان المرافقة للأولياء، خاصة في كيفية التعامل مع هذه الفئة من الأطفال، وكذا تحضيرها لاستقبالهم في الوسط المدرسي والاجتماعي والمهني، مشيرا في السياق، إلى أن الجمعية بحكم أنها لا تملك الأحقية في التكفل بالأطفال من الناحية القانونية، ارتأت أن تؤسس لمركز، ناهيك على حاجة الأولياء الملحة لمثل هذه الفضاءات الخاصة أمام التزايد المسجل في عدد أطفال التوحد، مشيرا إلى أن الجمعية سبق لها، وأن دعت في وقت مضى الجهات الوصية لإنشاء مراكز متخصصة جديدة لدعم الأولياء ومرافقة أبنائهم.

وحول أهم انشغال يطالب به أولياء أطفال التوحد، عقب كل دخول اجتماعي، أشار المتحدث إلى أن “أغلب العائلات تحصر احتياجات أبنائها المصابين بالتوحد في التمدرس، وهو المفهوم الخاطئ الذي نسعى من خلال المركز والاحتكاك مع الأولياء لتصحيحه، لأن بعض أطفال التوحد لا يملكون قابلية للتعلم،” من أجل هذا، يقول: “نسعى من خلال المركز لتأهيل الأطفال وتمكينهم من بعض المهارات التي تعلمهم الاستقلالية، وتسهل اندماجهم في المجتمع”، مؤكدا أن بعض أطفال التوحد يعانون من فرط حركة كبير، بالتالي إدماج هذا الطفل في قسم عادي غير ممكن، ويتطلب أيضا وجود مرافق تربوي أو مساعد خاص به، لافتا في السياق، إلى أن “المراكز اليوم يراهن على إكساب بعض الأطفال مهارات حياتية، وعدم حصر الاحتياجات في التمدرس فقط”.

وعلى صعيد آخر، أكد المتحدث أن الدور الأساسي الذي يفترض أن تلعبه هذه المراكز، هو إخراج الطفل التوحيدي من المنزل ومساعدته على التكيف واكتساب مهارات، تجعله قابلا للاندماج بسهولة في المجتمع، خاصة الاعتماد على نفسه، لافتا في الإطار، إلى أن المركز سبق له في السنوات الماضية وأن تبرم اتفاقية مع مركز التكوين المهني، حيث تم تكوين  شباب بالغين مصابين بالتوحد في مجال السيراميك”، وذكر بالمناسبة، أن الجمعية أيضا في إطار التحضر لمشروع جديد، يتمثل في التأسيس لمركز جديد، يتعلق بالمساعدة على العمل للفئات العمرية من 18 سنة فما فوق من المصابين بالتوحد، وذلك، حسبه “لإيجاد حل نهائي من أجل مرافقة ومتابعة هذه الفئة، بعد بلوغهم سن الرشد، ويكون بمثابة الدافع النفسي والاجتماعي لهم ولذويهم”.

يؤكد رئيس الجمعية في الأخير، أن “العائق الكبير الذي يواجه العاملين في المركز، والذي يتمنى من الجهات المعنية إيجاد حل له، بالنظر إلى الخدمات الهامة التي يقدمها لفائدة أطفال التوحد وذويهم، هو الاستفادة من مقر أو فضاء يسمح بالرفع من عدد الأطفال المتكفل بهم، كون المركز الحالي صغير، كما أن تكاليف الإيجار باهظة أمام الدينار الرمزي، الذي تقدمه العائلات في مقابل التكفل بأبنائها”، مؤكدا أن أعباء الإيجار هي العائق الأكبر وأن أهم ما يطالبون به كأولياء لأطفال التوحد، هو فضاء للاستغلال في مجال دعم هذه الفئة.