يحتاجون للرعاية في كل المراحل

أهمية التوازن النفسي في تربية الأطفال

أهمية التوازن النفسي في تربية الأطفال
  • القراءات: 1575
م. م م. م

تربية الأطفال عملية مهمة، فهم يحتاجون إلى الرعاية والتوجيه المستمر في جميع مراحل نموهم، والتربية لا تقتصر على السنوات الأولى من عمرهم فقط، لكنها تستمر إلى فترة المراهقة، فالرعاية والإشراف المستمر يوفر شعورا بالأمان العقلي والجسدي للأطفال، وهذا بدوره يساعدهم على التطور في الجانبين العاطفي والسلوكي على أكمل وجه.

إن توفير الدعم والتوجيه المستمر للطفل في سنواته الأولى، يُشعره بالطمأنينة والأمان، مما يساعده على بناء شخصيته وتطوير ثقته بنفسه وبالآخرين. يجدر بالذكر أن أهمية التوجيه والإشراف خلال مرحلة المراهقة، لا يقل عنه في مرحلة الطفوله، فذلك يساعد على حماية المراهق من التوجه إلى الأنشطة السيئة، كتناول الكحول، أو الاكتئاب بسبب مروره بظروفٍ صعبة، أو الانضمام لرفاق السوء، بالتالي مساعدته على النمو بالشكل السليم، والحد من تشكل السلوكيات السلبية التي تؤثر على الطفل ومجتمعه.

يجب على الآباء تخصيص وقت لقضائه مع أطفالهم، من خلال ممارسة بعض الأنشطة معهم، كتناول العشاء، أو حضور الاحتفال المدرسي، أو اللعب معهم، أو قراءة قصة أو كتاب لهم، وغيرها من الأنشطة التي تساهم في تربيتهم بصورة صحيحة، كما يمكن للأبوين غرس القيم الأسرية عند الطفل وترسيخها من خلال العديد من الأنشطة العائلية الممتعة، كتنظيم نزهات ولقاءات عائلية والتفاعل معه، وهو ما يجعله يدرك أن عائلته دائما معه وموجودة من أجله، وبالرغم من أن تلك الأنشطة تبدو بسيطة جدا، إلا أنها تساهم في بناء الثقة بين الآباء والأطفال، وتزيد من التفاهم بينهم.

تعتمد عملية تربية الطفل على عدة عوامل، منها: التأثيرات الثقافية المحيطة به، وكيفية نشأة والديه في طفولتهم، والمعتقدات الدينية الخاصة بهم، واستعدادهم لتقبل طفلهم بكونه كائنا صغيرا يحتاج إلى المحبة في جميع الأوقات، ومعرفتهم وإدراكهم للطرق الصحيحة لدعمه وإسعاده، والمساعدة على نموه وتطوره بالشكل السليم في مراحل الطفولة ومرحلة المراهقة، إضافة إلى الطريقة التي يفكر بها الأهل في اتخاذ القرارات المتعلقة بالقضايا المختلفة، كاختيار الطرق المناسبة لضبط وتأديب طفلهما، وإمكانية عمل الأم خارج المنزل.

لا يوجد أسلوب معين يمكن اعتباره بأنه الأسلوب الصحيح الوحيد لتربية الطفل، لأن التربية الناجحة لتنشئة أطفال مستقلين وسعيدين في كافة أنحاء العالم، تعود في سببها إلى استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب، وعدم الاعتماد على أسلوب محدد، وقد بينت العديد من الدراسات أن سر تربية الطفل بالشكل السليم، يقوم في أساسه على مشاركة الوالدين معا في رعاية وتربية طفلهما.