انطلاق موسم جني الزيتون

أهالي «الدوزن» يحيون «الزردة»

أهالي «الدوزن» يحيون «الزردة»
  • القراءات: 614
❊بوجمعة ذيب ❊بوجمعة ذيب

عاشت قرية «الدوزن» الواقعة ببلدية بني زيد (غرب سكيكدة)، بالمصيف القلي، على بعد حوالي 20 كلم عن مدينة القل، مؤخرا، أجواء احتفالية بهيجة وجد مميزة بمناسبة إحياء أهاليها لـ»الزردة»، إيذانا بانطلاق موسم جني الزيتون. وهي العادة التي دأب على إحيائها السكان منذ الأزمنة الغابرة، حيث يجسدون من خلالها أعظم صور التضامن والتكافل، وأسمى معاني التآزر والمحبة بين أفراد سكان القرية التي عادت إليها الحياة، بعد أن هجرها الأهالي خلال عشرية الدم والموت والدمار.

رغم المحنة التي عاشتها المنطقة، إلا أن سكانها أبوا إلا أن يستمروا في إحياء عادات الآباء والأجداد، وفي نفس المكان وبنفس الطريقة، وكأنهم يرفضون أن يذوب كل ما له علاقة بعادات المنطقة التي أضحت جزءا منهم، لاسيما إذا تعلّق الأمر بشجرة الزيتون التي تحتل لدى الأهالي مكانة لا أحد يستطيع التنازل عنها. وما زاد في بهجة تلك التظاهرة الاجتماعية؛ صور الشباب والأطفال الذين توافدوا على «الدوزن» من جميع المناطق، بما فيها القل وبني زيد  والشرايع وأم الطوب والحروش وحتى من الولاية لحضور مراسيم «الزردة» السنوية.

تتميز التظاهرة بنحر عدد من رؤوس العجول تحت أشجار الزيتون، أو كما يسميها الأهالي بـ

«الدمنة»، إيذانا بانطلاق التظاهرة الاجتماعية. وبعد الانتهاء من الذبح والسلخ الذي يتم عادة وسط الأهازيج والأدعية وفضول الأطفال، يتم الشروع مباشرة فيما يصطلح عليه محليا بـ»المصباح». وهي عملية تقطيع اللحم وتقسيمه إلى أجزاء بأعداد متساوية،  استعدادا لتوزيعه على العائلات، خاصة الفقيرة منها، ليجتمع بعدها الحضور حول الأطباق التقليدية؛ من كسكس أو شخشوخة تقوم بإعدادها النساء تحت أشجار الزيتون، ولا يتخلف أحد من أهالي القرى والمداشر عن الوليمة، وبعد الانتهاء من الأكل تُعقد حلقات للذكر والدعاء والتضرع إلى الله بأن يطرح عليهم من خيراته وبركاته، وأن يجعل من موسم جني الزيتون موسم خير.

حسب الروايات المتداولة بالناحية، فإن عملية جني الزيتون بالمنطقة ومباشرة بعد الانتهاء من طقوس «الزردة»، يجب أن تكون المشاركة فيها جماعية، حتى لا يتعرض المخالف للجماعة إلى ما لا يُحمد عقباه، وقد تصل إلى الإصابة بإعاقة قد تمنعه مستقبلا من المشاركة في عملية الجني.

يبقى أمل سكان هذه المنطقة الجميلة والرائعة والهادئة، أن تتدخل الجهات المسؤولة من أجل إصلاح الطريق الذي يوجد في وضع مزر للغاية، انطلاقا من قرية الشعبة التي تبعد عن قرية «الدوزن» بحوالي 06 كلم، مما يصعب بشكل كبير على أهالي المنطقة من التنقل إلى مكان وجود أشجار الزيتون لمباشرة عملية الجني، بل أكثر من ذلك، فإن أبناء المنطقة يفكرون صراحة في العودة بشكل نهائي إلى قريتهم، وربطوا عودتهم بتأهيل الطريق على القل.

بوجمعة ذيب