يسعى إلى إعادة إحياء بعض التقاليد القديمة

أنيس أغيلاس شغوف بصناعة النافورات المتنقلة

أنيس أغيلاس شغوف بصناعة النافورات المتنقلة
  • القراءات: 1221
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعا أنيس أغيلاس حرفي في صناعة النافورات المنزلية، إلى ضرورة النهضة بالصناعة التقليدية والبحث عن سبل تسويقها داخليا وكذا خارجيا.، مشيرا إلى أنه من الضروري تفعيل سياسة البعثات الأجنبية لتبادل الخبرات مع دول عربية معروفة في مجال صناعتها التقليدية، موضحا أن ذلك كفيل بتطوير الصناعة التقليدية بتبنّي تقنيات جديدة هذا من جهة، ومن جهة أخرى التعريف بالمنتج المحلي الذي طالما حافظ عليه الأجداد بتعليمه للأجيال الموالية.

وأشار المتحدث خلال مشاركته في معرض الصناعة التقليدية بشارع ديدوش مراد، إلى أن الصناعة الحرفية مقسمة إلى قسمين "الصناعة التقليدية" والصناعة التقليدية المعصرنة، فهذا المجال لا يعني فقط إعادة صنع نفس القطع القديمة، والقول إنه لا يمكن الخروج منها حفاظا على أصالتها، وإنما الصناعة الحرفية هي كل الصناعات اليدوية القادرة على أن تكون قطعا جديدة لم يسبق أن صنعها الحرفيون قديما، إلا أنها قد تكون قطعا مصنوعة يدويا، تتميز بالبساطة والجمال في آن واحد.

وعن صناعته النافورات التي لقيت عند عرضها على الجمهور إعجاب المواطنين، قال الحرفي: "إنها صناعة حديثة إلا أنها يدوية، وبهذا يمكن وصفها بالحرفة التقليدية؛ لأنها تُصنع بمواد أولية بسيطة ولا تُستعمل فيها الآلة، ويبذل الحرفي عند صناعتها الكثير من الجهد لإتقانها".

على صعيد آخر، قال المتحدث: "إن الجزائر ومنذ سنوات عديدة، اهتمت ببناء النافورات التي كانت تتوسط أشهر الساحات الكبرى بالعاصمة، وكذا في ولايات مختلفة بالوطن، وكانت تلك النافورات كثيرا ما تثير استحسان المواطنين الذين يستمتعون بالجلوس أمامها والتأمل في جمالها وفي الماء المتدفق منها بصوت ترتاح له النفوس، ومن هنا انطلقت الفكرة في تجسيد نافورات صغيرة لتزيين البيوت، يمكن نقلها واستعمالها داخل الحدائق أو وسط البيت بالنسبة للمنازل القديمة التي تحتوي على مساحة تُعرف بـ "الحوش" أو "وسط الدار"، حتى يتمكن مقتنوها من الاستمتاع بخرير المياه المتدفق من تلك  النافورات.

ولقد كانت معظم البيوت العربية القديمة خصوصا في الولايات البعيدة عن العاصمة التي يتوسطها " حوش"، تحتوي على نافورات جميلة،  إلا أ هذه الأخيرة كانت مبنية ولا يمكن إزاحتها من مكانها،  فقد كانت تأخذ عادة الشكل الدائري، بسيطة في تصميمها، لها منفذ مائي واحد، تصب على أطرافها مياه تستعملها ربات البيوت في سقي النباتات وتزيَّن بـ "محابس" من طين بها ورود، توضع على أطراف وحواف تلك النافورات، وهي العادة التي تخلت الكثير من العائلات العربية وكذا الجزائرية عنها، مبتعدة عن ذلك الديكور العتيق، حيث أصبح المعماري يعتمد على التصميم الحديث لبناء تلك البيوت، وبات يفضَّل استغلال المساحات في بناء غرف بدل جعلها مكانا فارغا يُستغل للجلوس فيه.

وعن سر اهتمام الحرفي بهذه المهنة أوضح الحرفيّ أن جدة أمه كان لها بيت بسيط جدا بولاية المدية، متواضع في تصميمه يتوسطه "حوش" صغير، به نافورة دائرية مبنية بالرخام، وكان كثيرا ما يُعجب بتلك النافورة وهو صغير، وبقيت تلك الصورة دائما تعيده إلى أيام طفولته؛ حيث كان يستمتع كثيرا رفقة أقاربه في سنه في ذلك البيت البسيط، ولهذا أراد الحرفي أن يبدع في صناعة النافورات، حيث ينزل عند رغبة محبي هذا النوع من الحرف الجمالية، ويصمم لهم نافورات بالحجم الذي يريدون؛ سواء لتزيين البيوت أو مداخل الشركات.