طباعة هذه الصفحة

بديعة بوكفارنة رئيسة جمعية المصابين بالتوحد:

أنشأت مركزين لسد العجز في مجال التكفل بالمتوحدين

أنشأت مركزين لسد العجز في مجال التكفل بالمتوحدين
  • القراءات: 1061
رشيدة بلال رشيدة بلال
غياب المراكز التي تتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد، وعدم وجود مختصين لمرافقة هذه الفئة من المجتمع، دفع السيدة بديعة بوكفارنة من ولاية قسنطينة إلى التفكير رفقة بعض السيدات، في تأسيس جمعية تكون بمثابة الدعم النفسي والسيكولوجي لكل من له في وسطه العائلي طفل متوحد.
لم يأت تفكير السيدة بديعة في تأسيس جمعية تتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد من فراغ، وإنما جاء بعد معاناتها الكبيرة مع طفلها المصاب بالتوحد الذي يصعب اكتشافه مبكرا بسبب غياب المختصين من جهة، والعارفين بهذا الداء من ناحية أخرى، الأمر الذي صعب من مهمتها في كيفية التعامل مع طفلها الذي لم يتبين لها في أول الأمر نوع ما أصابه بسبب غياب الجهات المختصة بهذه الحالات، وأمام هذا الوضع، فكرت السيدة بديعة في إنشاء جمعية، جمعت فيها النسوة اللواتي لديهن أطفال مصابون بالتوحد وواجهن صعوبات في التكفل بهم، "حيث اعتمدنا في عملنا على دعم ومساعدة بعض المختصين النفسانيين، إذ كنا نلتقي لمدة ساعة أو ساعتين من أجل الدردشة وتبادل الأفكار، ونعتمد على توجيهات النفسانيين الذين يعتمدون على المعلومات المتوفرة على شبكة الأنترنت فيما يخص كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات"، تقول المتحدثة.
الصدى الكبير الذي أحدثته الجمعية المختصة في التكفل بالأطفال المصابين بالتوحد جعل عددا كبيرا من العائلات تتوافد على الجمعية طلبا للمساعدة، تقول السيدة بديعة، فالجمعية أنشئت سنة 2004، وفي تلك الفترة لم يكن هناك أي وعي بهذا النوع من الأمراض، وأمام هذا ظهرت الحاجة إلى ضرورة توسيع الجمعية لتعنى بالأطفال المصابين بالتوحد، فقمنا باستئجار شقة، وتم تدعيمها ببعض المختصين النفسانيين الذين أبدوا استعدادا للمساعدة واكتساب بعض المعارف حول سلوك الطفل المصاب بالتوحد، ولاحظنا تطورا على سلوك بعض الأطفال الموجودين بالجمعية، خاصة أن الأمهات كن يبذلن مجهودات كبيرة في سبيل التوصل إلى وضع استراتيجية تمكنهن من تحسين سبل التواصل مع أبنائهن.
لم تكتف السيدة بديعة بمجرد تأسيس الجمعية، وإنما ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث دخلت في شراكة مع الاتحاد الأوروبي للحصول على دعم يمكنها من إنشاء مركز خاص بأطفال التوحد، تقول: ‘لقد حصلنا على تمويل مادي أنشأنا به مركزا مختصا في دعم والتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد في مطلع عام 2008، رغم قصر عمره ـ لمدة سنة فقط ـ، غير أننا تمكنا من تدعيم التأسيس لفكرة مركز قائم بذاته يحتوي على مختصين مكونين، بعد أن استفادوا من دورات تدريبية في مجال التوحد، كما استفدنا من دعم خبرات أجنبية لديها تجربة في مجال التكفل بأطفال التوحد، ولمزيد من التوعية والتحسيس قمنا بتنظيم ملتقيات على مستوى الولاية للتعريف بماهية التوحد، ولقيت المبادرة تجاوبا كبيرا’.
بعد النجاح الكبير الذي حققه مركز التكفل بالأطفال المصابين بالتوحد في مجال المرافقة والمتابعة، تم ـ حسب محدثتنا ـ قصد سد العجز الحاصل في مجال التكفل بهذه الحالات، فتح مركز آخر في الولاية يستجيب للطلب الكبير على المركز، حيث تم تخصيصه ليهتم بالتكفل المبكر بالأطفال المصابين بالتوحد الأقل من خمس سنوات. وتوضح رئيسة الجمعية أنه كلما كان التشخيص والتكفل مبكرين كلما تيسر أمر مرافقة ومتابعة هذه الفئة التي تحتاج إلى المساعدة لتتمكن من الاندماج بالمجتمع.
لا تتوقف السيدة بديعة عن البحث في الشبكة العنكبوتية عما يساعدها على تحسين سبل التكفل بالمصابين بالتوحد، وتمكنت من ربط علاقات مع عدد من الجمعيات التي ساهمت في تعزيز عملها الجمعوي من خلال تكوين مختصين في التكفل بهذه الفئة من الأطفال، واقترحت بعض المشاريع المتعلقة بإخراج المتوحدين من المراكز وتمكينهم من التواصل مع العالم الخارجي، من خلال برامج ترفيهية وإدماجية تربوية، إلى جانب برنامج آخر يجري التفكير فيه ويخص التأكيد على تكوين مختصين لخلق شبكة تعنى بهذه الفئة.