الأخصائية النفسانية العيادية سيرين بزيان لـ "المساء":

أنا السلاح الذي يواجه به المريض خوفه

أنا السلاح الذي يواجه به المريض خوفه
  • القراءات: 823
حاورها:  بوجمعة ذيب حاورها: بوجمعة ذيب

تعدّ الآنسة سيرين بزيان، وجها نسائيا جد متميز بمدينة سكيكدة، وفاعلة نشطة سواء في مجال اختصاصها باعتبارها أخصائية نفسانية عيادية للصحة العمومية، أو في مجال نشاطها التطوعي في الحركة الجمعوية، قدّمت الكثير للمجتمع السكيكدي داخل المدينة وخارجها، التقتها "المساء" ونقلت هذه الدردشة في العديد من المواضيع.

من هي سيرين بزيان؟

أخصائية نفسانية عيادية للصحة العمومية ومدربة في التغيرات المناخية، ومدربة في معالجة مرضى السكري، متحصّلة على شهادة في التنمية البشرية، ونائب رئيسة مكتب ولائي لسكيكدة لجمعية إصرار لضعاف البصر، ونائب أمين عام لجمعية كنوز الجزائر للسياحة وعضو نشط في جمعية بريق 21 للتنمية المستدامة والطاقات المتجددة، وعضو بجمعية زهرة لمرضى السكري، وعضو نشط في جمعية نزهة سكيكدة، وعضو متطوع في العديد من الجمعيات بسكيكدة، كما اشتغلت كأستاذة علم نفس لشبه الطبيين بمستشفى سكيكدة وشاركت في عدّة دورات تكوينية مسّت مختلف المجالات.

لماذا اخترت مجال علم النفس تخصصا؟

البداية لم تكن لي ميولات لعلم النفس إطلاقا، فعندما نلت شهادة البكالوريا وجّهت إلى شعبة القانون وكان ذاك اختياري الثاني، أما اختياري الأول فهو أدب فرنسي، ومع الدخول الجامعي رفضت الالتحاق بعزابة لدراسة القانون وبقيت لفترة في البيت أفكر، وبفضل مساعدة أحد الأقارب وجدت نفسي أدرس علم النفس المدرسي، ثم اخترت علم النفس الإكلينيكي، وبفضل الإرادة والمثابرة اكتشفت مجالا رائعا غنيا بالمعارف والمعلومات سمح لي بالتوغل داخل كيانات الأفراد، وأعمل كل ما في وسعي على مساعدتهم كي يتجاوزوا الظروف النفسية الصعبة التي يوجدون عليها.

كيف تنظرين إلى واقع الطبيب النفساني في الجزائر؟

رغم انّه مهمش بشكل كبير، إلا أنّه يقدّم الكثير للمجتمع وله أهمية كبيرة سواء في مجال الصحة بوجه عام أو في مجال الصحة النفسية بوجه خاص، لاسيما وأنّ العديد من أفراد المجتمع يعانون والدليل الجرائم البشعة التي أصبحت ترتكب والحرقة، وغيرها من الأمراض النفسية المتفشية.

كيف تتعاملين مع مرضاك؟

باعتباري أخصائية نفسانية عيادية للصحة العمومية، فإنّني أتعامل مع المرضى كل حسب حالته النفسية استمع إليهم باهتمام بالغ، وأولي أهمية لمشاكلهم مهما كانت، من خلال الإصغاء إليهم ومساعدتهم على تجاوز صدماتهم النفسية أو أزمة القلق التي يعانون منها، وأهم شيء عندي  هو عندما أرى المرضى الذين يقصدونني يخرجون وهم فرحين بعد أن أعمل على تبديد قلقهم والتخفيف من حدّة ما يعانون منه من أزمة نفسية أو غيرها لاسيما الذين يعانون من أمراض عضوية خطيرة أو مزمنة قد لا يتقبلونها.

هل تنشطين في المجال الجمعوي؟

أكيد أنشط في هذا المجال فأنا دائما موجودة مع العديد من جمعيات المجتمع المدني بسكيكدة، لأنني أحب وأعشق النشاط التطوعي الذي يزيدني تجربة أكثر خاصة في مجال تخصصي، وأقول لكم بصراحة أحب أن أكون ذلك السلاح الذي يواجه به المريض خوفه، أحب أن أجعله يفهم بأنّه لا يوجد شيء اسمه مستحيل، أحب أن أكون سببا في ابتسامة مريض مهموم، أن أغرس بداخلهم الأمل، وحب الحياة والمضي قدما.

ماذا استفدت من النشاط الجمعوي؟

استفدت الكثير من نشاطي الجمعوي، حيث مكّنني من التعرّف على العديد من المواطنين من مختلف الشرائح، وأيضا جعلني أحس معاناة الناس وآلامهم وهواجسهم، تعلمت معنى الفقر عندما تصادفك صور أشخاص لا يستطيعون شراء الدواء، تعلمت معنى الاحتياج، كما أكسبني النشاط الجمعوي الثقة بالنفس والاحترام المتبادل، وأنّ أجمل شيء يقدمه الإنسان للمجتمع عندما يضحي بوقته من أجل سعادة الآخرين، وأيضا عندما يشعر بأنّه يعيش داخل عائلة كبيرة، تعلّمت معنى الديمقراطية التشاركية، تعلمت أيضا رغم ألمي وحزني بأن أرسم بسمتي على شفاه الغير، لتكون تلك الابتسامة شفاء لحزني.

هل وجدت تجاوبا من العائلة؟

نعم وجدت كل التجاوب من كل أفراد العائلة كبيرهم وصغيرهم، وقد كان دعمهم لي أكبر محفز مكّنني من العمل بكل طاقتي من أجل إسعاد الآخرين سواء في مجال عملي كأخصائية نفسانية، أو في النشاط الجمعوي.

ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه المرأة
في المجتمع؟

باعتبار المرأة جزءا لا يتجزأ من كيان المجتمع ومكوناته الرئيسية، فإنّها تلعب دورا رياديا في بلادنا سواء في الأسرة أو خارج الأسرة.

بماذا نختم؟

أشكر يومية "المساء" التي أتاحت لي هذه الفرصة التي أعتز بها، وأتمنى للمرأة الجزائرية بمناسبة عيدها العالمي المزيد من الانتصارات والبروز في جميع مناحي الحياة.