بسبب غلق دور الحضانة خلال العطلة الصيفية

أمهات عاملات يبحثن عن "ملجأ" بديل لأطفالهن

أمهات عاملات يبحثن عن "ملجأ" بديل لأطفالهن
  • القراءات: 540
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

مع كل فصل صيف، يعود مشكل حضانة الأطفال ليؤرق راحة بال الأمهات العاملات، حول المكان الذي يتركن فيه أطفالهن عند الذهاب إلى العمل، نظرا لغلق مختلف المدارس التربوية ودور الحضانة أبوابها، مما يدفع الكثيرات إلى طلب مساعدة الجيران أوالأهل لحضانة الطفل والتكفل به.

خروج المرأة للعمل تحول إلى ضرورة ملحة، حيث أصبحت العديد من النساء تبحثن عن فرص وظيفية لإعانة أزواجهن في ظل الظروف المعيشية الصعبة لدى بعض الأسر، الأمر الذي خلف مشكلة "حقيقية" تتمثل في عدم وجود مكان تضع فيه أبناءها بعد أن تغلق دور الحضانة أبوابها.

استطلعت "المساء" آراء بعض الأولياء الذين يعانون من صعوبة في إيجاد مكان يحفظ  أبناءهم في فترة غيابهم أثناء العمل، حيث كانت البداية مع حورية، عاملة وأم لثلاثة أطفال أكبرهم سنا لا يتجاوز العشر سنوات، أوضحت لنا أن الأم العاملة تحتاج إلى مكان آمن تضع فيه صغارها خلال فترة غيابها، الأمر الذي يطمئنها ويحقق لها الراحة النفسية، وعكس ذلك يجعلها تدخل في دوامة من القلق تتجدد يوميا وذلك قادر على التأثير سلبا على عملها وأدائها. وأضافت أن المشكل يتضاعف خلال فصل الصيف عندما تغلق مختلف دور الحضانة والمراكز التربوية أبوابها، حيث أشارت إلى أن طفلها الصغير لا يزال لم يلتحق بعد بمقاعد الدراسة وهو ينتمي إلى أحد دور الحضانة التي غلقت أبوابها خلال شهر أوت، الأمر الذي يدفعها إلى برمجت عطلتها السنوية مع عطلة المدرسة حتى وإن لم ترغب في ذلك، إلى حين إيجاد حل بديل لباقي العطلة المدرسية التي تدوم ثلاثة أشهر تقريبا.

من جهتها، أشارت السيدة فريال، أم لتوأمين "ثلاث سنوات"، أن مشكل عدم وجود دور حضانة خلال فصل الصيف بالقرب من بيتها أو بالقرب من مكان عملها يدفعها إلى طلب الخدمة من بنت جارتها التي لم تبلغ من العمر 17 سنة لحضانة طفليها خلال العمل، لكن عند تعذر وجودها تضطر فريال إلى التغيب عن العمل للبقاء في البيت.

وبيّنت إنصاف، أن سعادتها كانت كبيرة عندما تم قبولها للعمل في إحدى الشركات الخاصة، إلا أن تلك السعادة تبددت مع مرور الوقت، في ظل عدم وجود مكان آمن تستطيع أن تضع فيه ابنتها صاحبة 12 سنة طيلة فترة بقائها في عملها، مما اضطرها إلى تركها وحدها في البيت إلا أن ذلك لم يرحها ويدفعها إلى الاتصال بها كل ساعة للاطمئنان عليها.

أما مريم، أم لطفل في السابعة من العمر وعاملة بإحدى الشركات الوطنية، فأعربت عن كثرة تأخرها عن العمل الأمر الذي يسبب لها في العديد من المشاكل مع المستخدم، مثمنة سياسة بعض الدول الأجنبية منها العربية التي توفر للمرأة داخل المؤسسة منشأة خاصة لحضانة الأطفال ورعايتهم، ما يجنبها البحث بصفة دائمة عن حاضنة أومؤسسة لرعاية الطفل أثناء غيابها.

وعلى صعيد آخر، قالت سميرة، إن فصل الصيف يشكل هاجسا للأولياء بسبب غلق دور الحضانة أبوابها خلال هذا الموسم، ولكن اليوم آن الأوان للتفكير في استراتيجيات جديدة لمنح الراحة النفسية للأمهات ما يمكنهن من الأداء الجيد للعمل دون القلق على أطفالهن، حيث يضطرهن ذلك في بعض الأحيان إلى توقف بعضهن عن مواصلة العمل.

ومن جهتها، قالت غنية، ربة بيت ومعتادة على حضانة أطفال الجيران الذين يدفعون لها مقابل الخدمة بصفة يومية: "إن الجارات العاملات يصطحبن أطفالن يوميا على الساعة السابعة صباحا ليبقوا في بيتي إلى غاية الساعة الخامسة، والتكفل كليا بإطعامهم وتوفير كل حاجاتهم الضرورية، مشيرة إلى أنها كثيرا ما تستمع لشكوى هؤلاء الأمهات اللواتي يتذمرن بعدما تغلق المدارس أبوابها، مؤكدة أن بعضهن حاولن أكثر من مرة ترك عملهن بسبب تلك الظروف التي لا يتقبلها الزوج كذلك، إلا أن الحاجة الماسة للعمل تضطرهن إلى التحمل والبحث عن حلول بديلة ولو كانت مؤقتة.