للتكفل الأحسن بمرضى "باركنسون" و"الزهايمر"

أمراض المسنّين.. تخصص لم يلقَ الاهتمام الكافي

أمراض المسنّين.. تخصص لم يلقَ الاهتمام الكافي
الدكتور مراد كاشا، مختص في طب المسنين
  • القراءات: 518
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا الدكتور مراد كاشا، مختص في طب المسنين، إلى الاهتمام بهذا التخصص في الجزائر، الذي لايزال غير معروف بالنظر إلى انتشار أمراض المسنين، خاصة منها "باركنسون" و"الزهايمر"، بعد الوقوف على الصعوبات التي تعاني منها الأسر؛ لعدم معرفتها بكيفية التعامل مع المريض المسن في العائلة، الأمر الذي أصبح يهدد حتى مرافق المريض، بالإصابة بهذه الأمراض؛ لكثرة الضغوط التي تقع عليه، ولجهله بطرق التكفل الصحيحة. أشرف الدكتور مراد كاشا، مختص في طب المسنين، مؤخرا، على دورة تكوينية موجهة لفائدة الأشخاص المشرفين على رعاية المسنين، على ذويهم على مستوى دار الشباب ببلدية بني مراد بالبليدة، حيث عرف اليوم التكويني حضور عدد من المهتمين بهذا الموضوع. 

وعلى هامش اليوم التكويني الذي قدّم فيه المختص جملة من التوجيهات العلمية  حول الطرق الصحيحة للتعامل مع المسنين المصابين بباركنسون أو الزهايمر، كشف الدكتور كاشا لـ "المساء"، أن معدل الإصابة بهذا النوع من الأمراض، يعرف ارتفاعا في الجزائر، خاصة أن عدد المسنين في ارتفاع؛ إذ وصل في سنة 2022، إلى 4500 مسن مصاب بهاذين المرضين. ويُنتظر، حسبه، أن يرتفع مع نهاية سنة 2030، إلى 6 ملايين مسن من الذين فاق سنهم 65 سنة. وحسبه، أيضا، فإن المجتمع الجزائري أصبح يضم نسبة كبيرة من المسنين لعدة أسباب، أهمها تغير نمط الحياة؛ إذ أصبح المسن يعيش لفترة زمنية طويلة  نتيجة تحسن التكفل الصحي، وتحسن التغذية، والرعاية الصحية.

وأوضح المختص أن الهدف من اليوم التكويني هو توعية الأشخاص الذين يملكون في عائلتهم مسنا مصابا بأحد أمراض الشيخوخة على غرار "الزهايمر" و"باركنسون"، بتبيان الطرق الصحيحة في التكفل بهذه الفئة من المرضى ومرافقتهم، وإكسابهم بعض التقنيات والأساليب التي ينبغي استخدامها، لتمكين المريض من الاستجابة لبعض التعليمات، وحمايته من فقد بعض المكتسبات، مما يُفقده حتى آلية التواصل، لافتا في السياق، إلى أن الحاجة إلى مثل هذه الدورات التكوينية، ملحة، خاصة أن هذا النوع من التخصص، وهو طب المسنين، غير موجود في الجزائر، الأمر الذي رفع الحاجة إلى هذا التخصص، خاصة أن أغلب المكلفين برعاية المسنين على مستوى الأسر، يقومون بعملهم بطريقة فوضوية، الأمر الذي يفرض حتمية التدخل لمساعدتهم على تحسين نوعية التكفل بهذه الفئة الحساسة من المجتمع.

وفي السياق، أشار المختص في طب المسنين، إلى أن التخصص الذي اختاره كطبيب، غير موجود في الجزائر. وبحكم أنه يعمل في فرنسا قرر في كل مرة يزور فيها الجزائر، مقاسمة تجربته، وتقديم ما يملك من معلومات للمهتمين بشأن المسنين؛ من خلال الإشراف على دورات تكوينية، خاصة أن الكثيرين لا يعرفون أبسط الأمور عند التعامل مع المسن المريض، ويطلبون، في كل مرة، توجيههم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن هذا التخصص أصبح اليوم غاية في الأهمية، الأمر الذي يفرض حتمية الاهتمام به، ودعوة الأطباء إلى التخصص فيه بعدما أصبح معدل المسنين كبيرا في الجزائر.

ومن جهة أخرى، أشار المختص في طب المسنين إلى أن الحاجة إلى وجود مثل هذا التخصص، لا تتوقف عند المريض فقط، وإنما تمتد إلى المُرافق الذي يشرف على رعاية المريض، والذي يكون، هو الآخر، مهدَّدا بالإصابة بأمراض الشيخوخة؛ لكثرة الأعباء التي تقع على عاتقه، مؤكدا أن المختصين يحثون المرافق على أخذ عطلة حتى يرتاح؛ لأنه مع مرور الوقت، يكون المرافق، أيضا، معرَّضا للإصابة بالمرض؛ لذا لا بد من التكفل بكلى الشخصين المريض والمرافق، ومن هنا تظهر أهمية تخصص طب المسنين.