ظهرت نتيجة نمط الحياة ونوعية الأغذية

أمراض العصر.. تحد بحاجة لوعي صحي

أمراض العصر.. تحد بحاجة لوعي صحي
  • القراءات: 601
رشيدة بلال رشيدة بلال

تسبب نمط الحياة المتطور والسريع، وما مسه من تغيرات، خاصة النمط الغذائي، في ظهور عدد من الأمراض التي أصبح يصطلح على تسميتها بأمراض العصر، لارتباطها بما فرضه العصر من متغيرات، كان أهمها، ارتفاع معدل حياة الأفراد الذي نتج عنه وجود عدد من الأمراض، وحسب الدكتور حاج مكراشي، فإن المواطن مدعو إلى التحلي بالوعي الصحي لحماية نفسه من هذه الأمراض، التي رغم أنها غير معدية، إلا أنها أمراض ثقيلة وتؤدي إلى الوفاة.

دفعت حالة الاستقرار الأمني وتحسن التكفل الصحي بالسكان، لاسيما توفر الغذاء، إلى تحسن الحالة المعيشية للأفراد، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع معدلات العيش، على خلاف ما كان عليه الحال في الماضي، حيث كان الناس يموتون في سن مبكرة، بسبب تفشي بعض الأمراض الفتاكة، مثل الجدري والكوليرا والسل وانتشار الفقر، وغيرها من الأمراض الخطيرة، ونظرا لتوفر اللقاحات، ناهيك عن تحسن التغذية وتطور الرعاية الصحية، كلها عوامل جعلت بعض الأمراض تختفي، لتحل محلها بعض الأمراض الأخرى، التي ظهرت بسبب المتغيرات الجديدة، ولعل أهمها، حسب توضيح الدكتور حاج مراكشي، في تصريح لـ«المساء"؛ "معدل العيش، ففي الماضي كان المواطن الجزائري لا يزيد معدل حياته على 49 سنة، بينما اليوم أصبح معدل العمر 79 سنة، وعليه فإن واحدا من النتائج المترتبة على زيادة معدل الحياة، هو تراكم كميات كبيرة من السموم في الجسم، ناجمة عن نوعية التغذية غير الصحية، التي تعتبر هي الأخرى من أخطر تحديات العصر الجديد، مثل الأكل السريع الغني بالدهون، الذي عجل بظهور عدد من الأمراض المستعصية.

يكشف الدكتور حاج مكراشي بقوله: "ترسبات تلك الدهون والمواد، أدت إلى ظهور أمراض القلب، والضغط الدموي والسكري بنوعيه، وأمراض الحساسية والربو"، مشيرا إلى أن أهم هذه الأمراض التي أصبحت الدول تسطر لها برامج خاصة لمواجهتها، "الأمراض السرطانية التي تعددت واختلفت أسبابها، انطلاقا من التلوث البيئي، إلى التدخين، إلى شرب السوائل المحلاة الغنية بالملونات والمواد الحافظة والسكريات، إلى الأغذية المصنعة غير الصحية" .

من بين العوامل الأخرى التي عجلت بظهور عدد من أمراض العصر، حسب الدكتور مكراشي، "حياة الفرد في حد ذاتها، التي أصبحت تميل بفضل توفر عوامل الراحة، إلى الخمول وعدم القيام بعدد من النشاطات، بعدما حلت الآلة محل الفرد وأصبحت توفر العديد من الخدمات"،  مردفا بوقوله: "حيث نسجل اليوم، نسبا عالية من الدهون والسكريات المخزنة في الجسم، التي تتسبب في تصلب الشرايين وظهور بعض الأنواع السرطانية". مؤكدا أن من أهم الإجراءات التي يمكن اتخاذها في محاولة  الهروب من أمراض العصر، التي  أصبحت الوجه الآخر الذي يواكب التغيرات والتطورات الحاصلة، هو السعي إلى الهروب من البيئة الملوثة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، ومراقبة الأغذية التي يتم تناولها، سواء تعلق الأمر بالمشروبات المحلات أو الوجبات الغذائية السريعة الغنية بالمواد السامة، والتي تعتبر من المحفزات الأولى لانتشار الأمراض المستعصية، وبعض الأمراض الأخرى المرتبطة بالعمر، مثل الزهايمر.

وردا على سؤال "المساء"، حول إمكانية ترتيب أمراض العصر من حيث خطورتها، والتي تتطلب متابعتها، قال المتحدث بأن عوامل خطر أمراض العصر يمكن تصنيفها حسب معدل الوفيات، حيث تأتي في المرتبة الأولى السكتة الدماغية أو القلبية، وكل ما له علاقة بأمراض القلب والشرايين ومضاعفات مرض السكري، التي لها علاقة مباشرة بالأغذية غير الصحية، التي يتم تناولها، بعدها تأتي مختلف الأمراض السرطانية التي تفشت بشكل كبير.