المختص في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق يحذر:
أمراض الصيف خطيرة والتحلي بالوعي الصحي كفيل بتجنبها

- 132

تحدث الدكتور محمد ملهاق، باحث ومختص في علم الفيروسات، في تصريح خص به "المساء"، عن الأمراض الأكثر شيوعًا في فصل الصيف، والتي تتطلب من المواطن أخذ الحيطة والحذر، حتى لا يصاب بها، خاصة وأنها مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، التي تخلق بيئة مناسبة لتكاثر عدد من الجراثيم، التي يكون مصدرها إما البحر أو الغذاء أو مياه الشرب، أو حتى أجهزة التبريد.
قال الدكتور محمد ملهاق، إن أولى المشاكل الصحية التي تظهر مع حلول فصل الصيف؛ الأمراض المرتبطة بالغذاء، إذ تسارع المصالح المختصة إلى تنظيم حملات توعية بشأنها، بالنظر إلى ما تسببه من تسممات غذائية، نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ومخالفة بعض الإجراءات المرتبطة بحفظ الأغذية، أو عدم احترام سلسلة التبريد، أو نقص النظافة، مما يؤدي إلى تلف المواد الغذائية.
وحسبه، فإن التسممات الغذائية تنقسم إلى نوعين: النوع الأول مرتبط بالغذاء، حيث تتحول بعض محلات الأكل السريع إلى بؤر للتسممات الغذائية، بسبب التلاعب بسلسلة التبريد أو عدم احترام شروط الحفظ. لذلك، يوصي الدكتور المواطنين بالتقليل قدر الإمكان من تناول الوجبات خارج المنزل، خاصة تلك الغنية بالمكونات سريعة التلف، مثل "المايونيز".
أما النوع الثاني فمرتبط بالمياه، وهو مجال قطعت فيه الجزائر أشواطًا كبيرة في محاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه، غير أن التحدي الكبير خلال مواسم الصيف، يتمثل في لجوء بعض المواطنين إلى شرب المياه من ينابيع غير مراقبة، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض تنتقل عبر المياه، التي قد تحتوي على جراثيم خطيرة.
ومن بين الأمراض الشائعة أيضًا، تلك المرتبطة بأشعة الشمس، خاصة في أوقات الذروة الممتدة من العاشرة صباحًا
إلى الرابعة مساءً، حيث تكون أشعة الشمس في ذروتها، ما يزيد من احتمال الإصابة بالإجهاد الحراري والسكتات الدماغية الحرارية، لا سيما في أوساط الفئات الهشة، مثل الأطفال والمسنين، ولفت المختص إلى أن هذه الفئة، خاصة محبي البحر، تكون أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض.
كما أشار المتحدث، إلى أن من بين الأمراض الأخرى المرتبطة بأشعة الشمس، هناك الأمراض الجلدية، التي تزداد خلال موسم الصيف، حيث يصاب الكثيرون بحروق شمسية، وصداع، وجفاف، وفي هذا الإطار، يوصي المختص بضرورة توخي الحذر من أشعة الشمس الحارقة، وعدم التهاون في اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية، مثل الإكثار من شرب الماء، والبقاء في المنازل خلال أوقات الذروة، والتحلي بالوعي عند التواجد على الشواطئ، بدهن الجلد، والابتعاد قدر الإمكان عن التعرض المباشر لأشعة الشمس.
وفي السياق ذاته، أشار الدكتور ملهاق، إلى أن بعض الأمراض الأخرى التي تصيب فئة معينة من الأشخاص، ممن يعانون من الحساسية، مثل "حساسية القش"، التي يتسبب فيها نوع من النبات، إضافة إلى الحساسية الناتجة عن استخدام المكيفات الهوائية، والتي تتكون فيها جراثيم، نتيجة إهمال تنظيفها. لذلك، يوصي المختص بضرورة تنظيف أجهزة التبريد قبل استعمالها، مع الحرص على تهوية المنازل، وضبط المكيفات على درجة حرارة معتدلة، تتراوح بين 22 و25 درجة مئوية، لتفادي الإصابة بالصدمات الحرارية الناتجة عن الانتقال المفاجئ من محيط بارد إلى ساخن، أو العكس، والتي تعد من أكثر الأمراض انتشارًا في الصيف، وغالبًا ما تؤدي إلى الزكام. ولفت إلى أن الاستعمال العقلاني للمكيف الهوائي كفيل بحماية الأسر من هذه المشاكل الصحية.
تحذير من السباحة في الشواطئ غير المراقبة
من بين النقاط التي يحرص الدكتور ملهاق، على تنبيه عشاق البحر إليها، ضرورة التقيد بالتعليمات المتعلقة بالشواطئ، محذرًا من مخاطر السباحة في الشواطئ الممنوعة، لما تشكله من خطر كبير على صحة المصطافين، خاصة فئة الشباب المتهور، الذين يفضلون السباحة في أماكن ممنوعة. ولفت إلى أن وجود لافتة "ممنوع السباحة" تعني أن مياه هذا البحر غير مراقبة، وقد تكون ملوثة بمياه الصرف الصحي، ما يجعلها بيئة مناسبة لنقل العديد من الأمراض التي تسببها الجراثيم، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بطفح جلدي، أو أمراض أخرى، نتيجة ابتلاع كمية من هذه مياه البحر الملوثة.
وختم الدكتور حديثه، بالتأكيد على أن السباحة في المياه الملوثة والممنوعة تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة، لذلك يجب التقيد بالتعليمات، وعدم التلاعب، مع ضرورة الالتزام بالسباحة فقط في الشواطئ المسموحة.