نعيمة مهديد نائب رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة لـ"المساء":

ألقينا بشروع حفظ الذاكرة في مواقع التواصل الاجتماعي ليحتضنه الشعب

ألقينا بشروع حفظ الذاكرة في مواقع التواصل الاجتماعي ليحتضنه الشعب
نعيمة مهديد نائب رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة ت: ر٠ بلال
  • القراءات: 753
رشيدة بلال رشيدة بلال

شرعت مؤسسة الولاية التاريخية الرابعة بمدينة العفرون ولاية البليدة، في تكريم شهود الولاية التاريخية الرابعة من الذين وثقوا شهاداتهم، وهي المبادرة التي لجأت إليها المؤسسة، من خلال توزيع النسخ الخاصة بالشهادات التي شرع في جمعها منذ سنة 1989 إلى يومنا هذا، وقد قالت في هذا الشأن، الأستاذة نعيمة مهديد، نائب الرئيس مكلفة بالتاريخ في حوار خصت به "المساء"، إن الهدف من هذه العملية هو "تمكين الشهود من المجاهدين والمناضلين ووذويهم من الحصول على نسخ لشهاداتهم، لإطلاعها للأجيال ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، تمهيدا للمشروع الأكبر، وهو الوصول إلى رقمنة أرشيف ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة الذي يعاني مؤخرا جملة من العراقيل".

حول عدد الشهادات التي تم جمعها والصعوبات التي تواجه المؤسسة في السنوات الأخيرة، والتي أثرت على عملية حفظ ذاكرة شهداء الولاية التاريخية الرابعة، كان هذا اللقاء.

بداية، كم بلغ عدد الشهادات التي تمكنتم من جمعها وتوثيقها؟

❊❊ تمكنت مؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة من جمع ثلاثة آلاف شريط، وستة آلاف شهادة صوتية، وفقا لإحصاء 2008، إذ تم إيقاف جمع الشهادات بسبب الضغط الحاصل، حيث أصبحت لدينا الكثير من الشهادات التي تحاج إلى فرق عمل كبيرة من أجل إعادة ترتيبها وتوثيقها، ومنذ حلول سنة 2020، نعاني من نقص فادح في عدد العمال من أجل توثيق الشهادات ومواصلة المشروع الذي لا زلنا نؤمن به، رغم كل العراقيل والصعوبات، ورغم أنه يسير بوتيرة بطيئة، لكن كلنا أمل في أن تلتفت إلينا السلطات المعنية وتدعمه.

فيم تتمثل العراقيل التي تواجهكم وتؤثر على الاستمرار في عملية الجمع؟

❊❊ نعاني في السنوات الأخيرة، من مشكل عويص تأزم كثيرا مع تفشي وباء "كورونا"، يتمثل في غياب فريق العمل الذي كان يدعم العملية التوثيقية، وكان ينشط معنا في إطار سياسة التشغيل التي تم إيقافها بصورة فجائية بولاية البليدة، لاعتبارات معينة، حيث بادرت المؤسسة إلى مراسلة الجهات المعنية لإعادة النظر في الملف، لكن دون جدوى، فأصبحت المؤسسة اليوم، عاجزة عن مواصلة المشروع، لعدم وجود موظفين في إطار سياسة التشغيل، الأمر الذي دفعنا إلى إعادة إحياء مقولة الشهيد البطل العربي بن مهيدي "ألقوا الثورة إلى الشارع يحتضنا الشعب"، وهذا ما قمنا به اليوم، حيث سعينا من خلال شعارنا "إلى التحدي معا، لنحفظ ذاكرة أبنائنا"، والشروع في توزيع الشهادات التي تم جمعها وتوثيقها على أبناء المجاهدين وذوي الحقوق، من أجل نشر ما وثقناه عبر منصات التواصل الاجتماعي، علنا نتمكن من فتح باب جديد لدعم مسعانا الرامي إلى توثيق الذاكرة الشفهية لشهداء الولاية التاريخية الرابعة".

كيف تتعامل المؤسسة مع الباحثين عن المعلومة التاريخية؟

❊❊ مؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة تتعاون وتقدم الدعم والمساعدة لكل راغب في الاطلاع على هذا الإرث التاريخي، بشرط إمضاء اتفاقية مع رئيسها العقيد يوسف خطيب، الهدف من الاتفاقية؛ ضمان الحقوق الأدبية للمؤسسة على مادتها التاريخية، لأن مؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة كانت ولا تزال حارسة لهذا الإرث الثوري.

هل تمكنت المؤسسة من عقد بعض الاتفاقيات؟

❊❊ رغم أن باب المؤسسة مفتوح لكل الراغبين في الاطلاع على ما جمعناه من شهادات، وما وثقناه من حقائق حول الثورة التحريرية المجيدة، إلا أننا لم نتمكن من عقد أي اتفاقية، لأن الجميع يرفض الاعتراف بهذه المؤسسة، والدور الذي تقوم به، من خلال البحث في كيفية الاستفادة من هذه المعلومات التاريخية دون ذكر مصدرها، ومع هذا، تجدد المؤسسة ندائها إلى كل الراغبين في الاستفادة من المادة التاريخية، ممثلة في المؤسسات التربوية، جامعات وباحثين مهتمين بالتاريخ، التقرب منها والحصول على كل التسهيلات والمساعدة، للظفر بالشهادة التاريخية التي تحفظ الذاكرة، والتي قد لا يجدونها لدى أية جهة أخرى.

بالنظر إلى العراقيل ،هل توقفت عملية الجمع؟

❊❊ عملية جمع الشهادات، رغم كل العراقيل لا تزال مستمرة، لكن بوتيرة ضعيفة جدا، ولا يزال كل الذين يؤمنون بمشروع رقمنة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة يعملون ويصرون على تحقيق هذا المسعى، الذي يدعمه المجاهدون، ونأمل أن يتحقق هذا الحلم.. نقولها اليوم وبكل صراحة، يحتاج إلى فرق العمل التي كانت تعمل لدينا، وتكونت عبر سنوات، لأن استكمال الرقمنة يحتاج إلى يد عاملة، وأن الهدف هو الوصول إلى توطين قواعد البيانات لهذا الموروث، لحفظ الذاكرة، ولنقول بأن المؤسسة أنهت مشروعها وساهمت في حماية ذاكرة شعب.