نظرا لدورها الفعال في تطوير المهارات الفكرية لدى المعاق بصريا

ألعاب الذكاء علاج يدخل المؤسسات التربوية

ألعاب الذكاء علاج يدخل المؤسسات التربوية
  • القراءات: 1248
نور الهدى بوطيبة/ تصوير: عمر.ش نور الهدى بوطيبة/ تصوير: عمر.ش
تُكسب الألعاب الفكرية أو ألعاب الذكاء مهارات منطقية وإدراكية للطفل، وتقوي روح الفريق والشعور بالانتماء وتحسين العلاقات الاجتماعية، بتلقين ذهنية اللعب النبيل، حسبما أكده السيد منير جنادي، أستاذ مختص في "مدرسة المعاق بصريا" بالعاشور، مشيرا إلى أنها تمثل ثقافة في حد ذاتها يمكن مشاطرة الطفل المعاق فيها لتنمية مهاراته التركيزية.
ألعاب الذكاء ألعاب عالمية اكتسبت شهرتها في تنمية الفكر والذكاء، نذكر منها "السكرابل، مونوبولي، الشطرنج، الدامة" والكلمات المتقاطعة، إلى جانب عدد كبير من ألعاب الرقعة التي تمثل مجالس الألعاب، قوانينها وطرق لعبها مستنبط من قواعد ميادين اجتماعية اقتصادية، فكرية ثقافية واستراتيجيات عسكرية فنية، ميزتها أنها تلعب في جماعة وتختلف من حيث قواعدها ومدلولاتها، يشير المختص مؤكدا أن على الأولياء اختيار أنفعها لتنمية قدرات الطفل الفكرية.
وأوضح المتحدث أن لهذه الألعاب قدرة كبيرة في تطوير حواس الطفل المعاق، كما  تساعد في تشكيل شخصيته بأبعادها المختلفة، وعلى المدرب أن يوضح للطفل أنها لعبة شريفة بعيدة عن العنف والمصارعة، تكفل بذلك أداء دور فعال في تطوير روح الفريق ومنح التركيز والذكاء للطفل المعاق.
وأثبتت الدراسات التربوية القيمة الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة وتنمية السلوك والقدرات العقلية والجسمية والوجدانية، ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية، ويعمل على توسيع آفاقهم المعرفية. كما تعد الألعاب الفكرية التي ينظمها المربون داخل المدرسة لمساعدة الأطفال المعاقين، حلا لبعض الاضطرابات الفكرية، خاصة التركيزية لدى الطفل الذي يعاني من قصر أو إعاقة في البصر، فهي بذلك نوع من العلاجات التي يلجأ إليها المؤطر داخل المؤسسة كبرنامج بيداغوجي.
كما يشكل اللعب الجماعي أداة تعبير وتواصل بين الأطفال، وفي هذا الخصوص يقول الأستاذ جنادي أنه تم ضبط هذه الألعاب الفكرية حسب البراي، أي التقنية التي تساعد الطفل المعاق بصريا في اللعب بها وفهم قواعدها، كما تدمج هذه الألعاب بين الطفل المعاق والسوي، للتعبير لهما أنه لا يمكن إقصاؤها ويمكنها المشاركة في شتى الألعاب الفكرية، وبهذا يمكن للشخص الذي يعاني من العمى أو قصر في النظر من فرض الذات وهنا يكون فقط الذكاء الفارق الوحيد بين اللاعبين، فتأكيد الذات تكون فقط من خلال التفوق على الآخرين.
وأكد المختص أنه واستنادا لخبرته الطويلة مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، توصل إلى إدراك أن تركيز الطفل المعاق بصريا يكون أقوى من تركيز الطفل السوي، وهذا بقدرة الله تعالى في تطوير الحواس الأخرى بعد فقدان حاسة معينة، فيكون التأني والإنصات الجيد حكمة وسر التفوق، مثلا، على الشخص القادر على الرؤية.
وعن مدى صعوبة هذه الألعاب، يقول المختص أنه لا يمكن اعتبار هذه الألعاب صعبة التعلم من طرف الشخص المعاق، إنما يمكن أن تكون سهلة لكليهما أي بالنسبة للشخص السوي والمعاق، أو صعبة لكليهما، فهي مجرد قواعد لابد من تعلمها ومدى قدرة الطفل في استيعابها، وأن قصر النظر أو العمى لا علاقة له بسهولة أو صعوبة تعلمها.
والجدير بالذكر أن الألعاب التي تعرضها المؤسسة على تلاميذها، حسبما يذكره الأستاذ، الألعاب الجماعية التي تتطلب اشتراك شخصين أو أكثر فيها، وكذا الألعاب الاستراتيجية التي تساعد على قراءة تفكير الخصم، والألعاب المنطقية مثل الألغاز التي تساعد في تدريب الفرد على اتخاذ القرار الصحيح، وتنمي تركيزه على المبدأ الذي تعرضه اللعبة.