فيما حذر المختصون في الصحة من الاستهلاك المفرط لها

أكياس "الشيبس" أكياس "الشيبس".. سموم معلَّبة تخلق إدمانا للطفل

أكياس "الشيبس" أكياس "الشيبس".. سموم معلَّبة تخلق إدمانا للطفل
  • القراءات: 376
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّر سيد أحمد هراب، طبيب عام، من الاستهلاك المفرط لأكياس رقائق البطاطس أو ما يسمى بالشيبس، خاصة من طرف الأطفال، مشيرا في حديثه إلـى " المساء"، إلى جملة المشاكل الصحية التي تترتب عن الاستهلاك اليومي لتلك الأكياس، والتي بات الكثير من الآباء يعتمدون عليها كوجبة خفيفة لصغارهم، بعد أن أصبحت تشكل لهم إدمانا؛ لتأثيرها على المزاج، والرغبة في تناولها.

تُعد الحلويات بأنواعها والشيبس من أكثر المنتجات استهلاكا حول العالم، لا سيما من طرف الأطفال والشباب؛ إذ إنها من بين المواد المتوفرة في السوق التي تمنح شعورا بالراحة عند استهلاكها، ولها تأثير كبير على الهرمونات، كما تُشعر بالسعادة.

وتتعمد كثير من المحلات والفضاءات التجارية، عرض تلك المنتجات عند مدخل المحل، وأمام صناديق الدفع؛ كحيلة استراتيجية وسياسة نفسية تؤثر على السلوك الاستهلاكي للفرد؛ أي بأسلوب اللاوعي يحملها المستهلك عند تبضّعه، وقبل أن يصرف ماله على مشتريات أكثر أهمية.

وفي هذا الصدد، أوضح الطبيب أن إنتاج أكياس رقائق البطاطس أصبح، اليوم، من أكثر المشاريع الناجحة في السوق؛ باعتبار أن الاستثمار في صناعتها لا يكلف الكثير. كما إن تعبئتها في أكياس بكمية ضئيلة أحيانا لا تتعدى 10 غرامات، أي من 5 إلى 10 قطع، يعني كيلوغراما واحدا من البطاطس، يمكن أن ينتج 100 كيس "شيبس"، وهذا يوضح مدى الربحية التي يحققها المنتجون من وراء هذه المعادلة البسيطة، مشيرا في السياق، إلى أن البطاطس المستعمَلة هي، عادة، من النوعية الرديئة؛ والدليل على ذلك ما نجده داخل أكياس رقائق البطاطس، من تسوّس على شكل قطع سوداء أو خضراء، يتم إخفاء ذوقها الرديء باستعمال منكهات، لتجد ذوق الكاتشب، والجبن، والدجاج، والبيتزا، والباربكيو، والجمبري، والليمون، والفلفل الحار، وغيرها من الأذواق التي تطغى على الطعم الحقيقي للبطاطس، وكل ذلك على حساب صحة مستهلكيها، خاصة الأطفال.

وأوضح الطبيب أن خطورة ذلك المنتج تكمن في وجود مادة الأكريلاميد. وتتشكل هذه المادة الكيميائية في الأطعمة النشوية أثناء الطهي على درجات حرارة عالية؛ مثل القلي، والخبز، والتحميص، والمعالجة الصناعية فوق 120 درجة مئوية، هذا إلى جانب ما تحتويه من نسبة عالية من الملح، والملونات الغذائية، وكذا المواد الحافظة، موضحا أنه استنادا إلى الدراسات التي أجريت على الحيوانات لمعرفة تأثير تلك المادة، من المحتمل أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان للمستهلكين من جميع الفئات العمرية. وعلى الرغم من أن هذا ينطبق على جميع المستهلكين، إلا أن الأطفال هم الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان"، باعتبارهم أكثر حساسية.

وأوضح سيد أحمد هراب أن الشيبس نظرا لاحتوائه على الملح، يُعد من الأطعمة التي تُشعر بالشبع لفترة قصيرة جدا، وتزيدا دائما الرغبة في استهلاك كميات كبيرة منها؛ فلا يكتفي الشخص أحيانا بكيس واحد؛ إذ تترك شعورا بـ " الإدمان" وهو نفس الشعور لدى تناول السكريات والحلويات؛ ولهذا يُعد الحد من استهلاكه أمرا ضروريا، مع استبداله بمنتج محضّر في البيت إذا تطلّب الأمر.

والجدير بالذكر أن المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، سبق لها بقيادة رئيسها مصطفى زبدي، أن نظمت حملة تحسيسية توعوية، توضح مخاطر مادة الأكريلاميد على الصحة، خاصة على الطفل؛ للحث على التقليل من استهلاكها بالشكل المفرط، وتعريض الصحة للخطر.