في انتظار الحصول على أقسام جديدة بشرق العاصمة

أكثر من 300 طفل مصاب بـ"التريزوميا" يحلمون بمقعد بيداغوجي

أكثر من 300 طفل مصاب بـ"التريزوميا" يحلمون بمقعد بيداغوجي
  • القراءات: 1059
رشيدة بلال رشيدة بلال
ينتظر عدد كبير من الأطفال المصابين بمتلازمة داون الحصول على قسم جديد بمدرسة ما بالضاحية الشرقية للعاصمة، هذا الإشكال الذي يطرح سنويا ويحرم عددا كبيرا منهم من الحصول على مقعد والتمتع بالحق في التعليم، تقول الأخصائية النفسانية كهينة ملال مسؤولة بيداغوجية على الأقسام المدمجة بجمعية "انيت"، وتطالب بالمناسبة وزارة التربية بالتدخل لكفالة حق هذه الفئة في التمدرس، ومنه الاندماج في المجتمع.
تقول السيدة كهينة: "نستقبل مع بداية كل دخول اجتماعي أعدادا كبيرة من الأطفال الذين تم إدماجهم، أي سبق لهم أن تمدرسوا ليتم إعادة تسجيلهم كما يتم تسجيل قائمة بالمتمدرسين الجدد، فالأطفال المصابون بمتلازمة داون كغيرهم من الأطفال يلتحقون بالمدرسة ويخضعون لنفس النظام، إذ يجتازون مرحلة التحضيري، ومن ثمة يلتحقون بالمدرسة ويدرسون نفس البرنامج التربوي لوزارة التربية، وأكثر من هذا، يعيشون كغيرهم من الأطفال العاديين حماس وفرحة الرجوع إلى المدرسة مع اختلاف بسيط يتمثل في أن هذه الفئة التي تفوق 500 طفل متمدرس على مستوى الجمعية في تزايد مستمر، هذا التزايد يطرح إشكال عدم وجود أقسام تتكفل بتعليمهم على خلاف الأطفال العاديين، وهذا راجع إلى صعوبة الحصول على أقسام ببعض المقاطعات الإدارية بالعاصمة، أهمها باب الزوار، الدار البيضاء والحراش، الأمر الذي يحتم علينا إلحاق الأطفال الجدد بقائمة الانتظار إلى حين الحصول على أقسام، علما أن انتظارهم قد يطول، الأمر الذي يجعلهم يحرمون من حق  التعلم الذي يكفله الدستور.
وعن مصير هذه الفئة التي ،حسب محدثتنا، يزيد تعدادها في قائمة الانتظار 300 طفل. وجاء على لسان المختصة النفسانية "أن الجمعية لا تملك الإمكانيات للتكفل بالفئة التي بلغت سن التمدرس ولم يتسن لها الالتحاق بالمدرسة بسبب عدم وجود الأقسام، في هذه الحالة كل ما يمكن للجمعية أن تقوم به هو تمكين الأطفال من حصص للمرافقة مع المختصة الأرطفونية والنفسية على مستوى الجمعية، حتى يظلوا تحت الرقابة والمتابعة، أما فيما يتعلق بالتعليم فيظل الإشكال قائما في انتظار الحصول على أقسام جديدة.
ومن جملة الأسباب التي جعلت الأطفال المصابين بمتلازمة داون يحرمون من التعليم؛ التزام الجهات الوصية بتسليم قسم واحد فقط على مستوى أغلب المدارس، يدرس فيه طفل "التريزوميا" كل سنواته الدراسية، بمعنى "أن الأطفال الجدد لا يمكنهم الالتحاق بهم لأنهم انتقلوا إلى مستوى أعلى، ولا يمكن مغادرة القسم لأنهم لا يملكون قسما آخر"، مشيرة إلى أن الجمعية تملك فقط الحق في قسم واحد على مستوى 47 مدرسة مقابل 500 طفل متمدرس، وأكثر من 300 طفل على قائمة الانتظار لأكثر من سنتين، دون إحصاء المقبلين الجدد. هذه المعادلة جعلتنا نعيش في صراع بين الرغبة في إلحاق هؤلاء بأقسام خاصة بهم وبين حرمانهم من أقسام جديدة في ظل قلة إمكانيات الجمعية".