حمية البحر الأبيض المتوسط
أفضل الأنماط الغذائية لصحة الأطفال
- 328
نور الهدى بوطيبة
حذّرت البروفيسور مليكة بوشناق خلادي، العضو المؤسس بالأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات ورئيسة الجمعية الجزائرية للتغذية، من تزايد ظاهرة سوء تغذية الأطفال رغم وفرة الأكل وتنوعه في الوقت الحالي، مشيرة الى ضرورة اعتماد ما سمته بالحمية المتوسطية؛ نسبة إلى ثقافة أكل البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، التي وصفتها بالمتوازنة، والمتكاملة، وخاصة المتنوعة.
جاء تأكيد البروفيسور مليكة بوشناق خلادي على هامش اليوم الدراسي الذي نظمته الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات مؤخرا، بالشراكة مع الجمعية الجزائرية للتغذية، بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة؛ حيث أوضحت أن مشكل التغذية عند الأطفال لا يكمن في قلة الطعام، أو كثرته، بل في نوعيته، وتنوعه خاصة.
وأكدت البروفيسور بوشناق خلادي أن عددا كبيرا من الأطفال باتوا يعتمدون بشكل متزايد، على الأكلات السريعة، وأحيانا بوتيرة متكررة بعيدة عن نظر الأهل، لكن بطريقة غير مباشرة بدعم منهم؛ بسبب ما يقدمونه لهم مما يُعرف بمال "الجيب"؛ ما يدفعهم الى صرفها تقريبا كاملا في أكل الشوارع، والتي تبدو مشبعة، لكنها في الحقيقة تحتوي على كربوهيدرات فارغة، على حد تعبيرها، وتفتقر إلى الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الطفل السليم، مضيفة أن هذا النوع من التغذية يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على المدى القريب والبعيد، مثل ضعف المناعة، وفقر الدم، والسمنة، وتأخر النمو، وسوء تغذية الطفل، الذي حتى وإن كان أحيانا يبدو ببنية سليمة بسبب سمنته، إلا أنه في حقيقة الأمر قد يعاني سوء تغذية، ويشتكي جسمه قلة أو حتى غياب بعض الفيتامينات والمعادن الضرورية.
وشددت المتحدثة على أهمية العودة إلى الحمية المتوسطية، معتبرة إياها من أفضل الأنماط الغذائية التي تتماشى مع ثقافتنا وعاداتنا الغذائية، والتي تعوّد عليها أجدادنا الذين لم يعرف غالبيتهم أمراض اليوم المرتبطة بالأكل والمعدة. وأوضحت أن هذه الحمية تعتمد أساسا على الخضر والفواكه الطازجة، والحبوب الكاملة، والبقول الجافة، وزيت الزيتون، والأسماك، والحليب ومشتقاته، الى جانب استهلاك معتدل للحوم، والابتعاد عن السكريات والدهون المصنّعة. كما أبرزت أن الحمية المتوسطية توفر كل العناصر الغذائية الضرورية لبنية جسم الطفل؛ من فيتامينات، ومعادن، وبروتينات ودهون صحية؛ ما يجعلها أكثر فائدة من استيراد حميات غذائية أجنبية لا تتلاءم مع نمط حياتنا.
وفي هذا السياق، انتقدت البروفيسور بوشناق خلادي، بعض النماذج الغذائية المستوردة، خاصة الأمريكية، التي تعتمد، بشكل كبير، على الأكل السريع والمصنع. والدليل على سوئها أن غالبية سكان أمريكا يعانون السمنة المفرطة، لا سيما بين الأطفال. ووصفتها بـ«الطعام السام”، لافتة الى أنها غنية بالدهون المشبعة والسكريات، وفقيرة جدا من حيث القيمة الغذائية. ولا تساهم في بناء جسم صحي للطفل. وفي الأخير دعت إلى توعية الأولياء بأهمية التغذية السليمة، وإدماج ثقافة الأكل الصحي في المدارس؛ حفاظا على صحة الأطفال، وبناء جيل سليم، قادر على العطاء، موضحة أن تعويد الطفل على الأكل الصحي دون حرمانه كذلك، مفتاح لتبنّيه تلك السلوكيات الغذائية السليمة، والصحيحة.