فيما أكدت رئيسة جمعية مرضى السيلياك على أهمية عيادته:

أغلب مرضى السيلياك لا يزورون طبيبهم قبيل رمضان

أغلب مرضى السيلياك لا يزورون  طبيبهم قبيل رمضان
  • القراءات: 1388
رشيدة بلال رشيدة بلال

وجهت صفية جباري، رئيسة جمعية مرضى السيلياك لولاية الجزائر، دعوة إلى كل مرضى السيلياك بضرورة الالتحاق بأطبائهم بغية الحصول على استشارة طبية قبيل حلول الشهر الكريم، للتأكد من مدى قدرتهم على الصيام من عدمه، وقالت في حديثها لـ "المساء"؛ مرضى السيلياك شأنهم شأن مريض السكري والضغط الدموي بحاجة إلى توجيه طبي قبل الصيام، وهو ما يغفل عنه الأغلبية، مما يعرضهم لوعكات صحية تجعلهم يفطرون". مرضى السيلياك وكما هو معروف حسب رئيسة الجمعية، هم الفئة المصابة بالحساسية لمادة الغلوتين، بالتالي هم بحاجة إلى حمية غذائية لتجنب التعرض لبعض التعقيدات الصحية، غير أن أغلبهم مصاب، إلى جانب السيلياك، بأمراض أخرى مزمنة مثل السكري والضغط الدموي ولا يدركون خطورة الصيام على حالتهم الصحية، من أجل هذا أدعوهم ونحن نستقبل الشهر الفضيل، إلى التردد على الأطباء للتأكد من مدى جاهزيتهم للصيام، ليزودهم الطبيب ببعض النصائح والتوجيهات ويصموا من دون تعب.

وفي ردها عن سؤالنا حول بعض التعقيدات الصحية التي يصاب بها مرضى السيلياك عند الصيام، قالت محدثتنا: "إن مريض السيلياك رغم أن له قابلية للصيام، شأنه شأن الأشخاص الأصحاء، غير أن الاختلاف الوحيد يتمثل في حالة التعب والفشل وعدم القدرة على التواصل مع الغير كون هذه الفئة من المرضى تحتاج إلى التزود بالوجبات الغذائية بصورة دورية طيلة اليوم، وبحكم أننا نعاني في الأيام العادية من نقص في المواد الغذائية الخالية من الغلوتيين مقابل تلك الأجنبية التي تباع بمبالغ مالية باهضة، فإننا نعاني من سوء التغذية، فما بلك في رمضان؟ حيث نجبر على الصيام وعند الإفطار نتناول وجبات غذائية بعضها يحتوي على مادة الغلوتيين، مما يتسبب لنا في تعقيدات صحية، مشيرة إلى "أن من أكثر الصعوبات التي يواجهها مريض السيلياك صعوبة التقيد بحميته بالنظر إلى المغريات الكثيرة من الأطعمة في رمضان وبحكم أن تلك المعدة بدون غلوتين منعدمة، يتعمد بعض المرضى تذوق بعض الوجبات، مما يجعله غير مؤهل لصوم اليوم الموالي.

الوجبة المثالية لمريض السيلياك عند الإفطار هي شوربة "الفريك" بدون غلوتين أو شوربة "الفارميسال" الخالية من الغلوتيين، تقول محدثتنا وتضيف: "المشكل في المواد الخالية من الغلوتيين أنها قليلة رغم الجهود المبذولة لتحسين نوعيتها المحلية، وبعضها يحوي على مادة الغلوتيين، أي أنها مغشوشة ولا تغطي كل الوجبات التي نحتاج إليها، كالخبز مث لا،من أجل ذلك ننصح المرضى أولا بضرورة معايدة الطبيب الذي يزودهم بمعلومات حول الطريقة الصحية للإفطار بالوجبات التي تزودهم بالطاقة، خاصة أن بعض المرضى يعانون مثلا من بعض الأمراض، مع ضرورة الكشف عن أمراض أخرى التي لا يعرفون بوجودها، مثل فقر الدم الذي عادة ما يصيب مرضى السلياك.

زيارة الطبيب غير واردة عند المرضى

احتكت "المساء" عند تواجدها في غابة بوشاوي، الفضاء الذي اختارته جمعية مرضى السيلياك لإحياء يومها العالمي المصادف لـ18 ماي من كل سنة، ببعض المرضى الذين شاركوا في السباق الذي نظم بالمناسبة مع جمعية رياضية، حيث كان سؤالنا؛ هل تزورون طبيبكم قبل حلول صيام الشهر الفضيل، فردت السيدة ويزة لونيسي مصابة بمرض السيلياك منذ كانت طفلة، بأنها عادة لا تزور الطبيب لأنها طبيب نفسها كما يقال، فإن نال منها التعب وأصبحت غير قادرة على إنهاء اليوم تفطر، أما إذا كانت حالتها الصحية تسمح فإنها تكمل صيام يومها، مشيرة إلى أن أغلب الحالات التي أفطرت فيها راجعة إلى عدم تقيدها بالحمية، بالتالي لا تحاج، في رأيها، لطبيب لأن علاج السيلياك يكمن في الحمية، أما السيدة تسعديت فتؤكد أنه منذ صغرها لا تزور مطلقا الطبيب قبيل الصيام وتحاول عند حلول الشهر الفضيل بذل الجهد للصيام وتقول "إنها بعد الإفطار تشعر بتعب شديد، خاصة أن الأغذية الخالية من الغلوتيين قليلة في السوق، وهو ما يجعلها تجد صعوبة في الحصول على تغذية جيدة لصيام اليوم بسبب افتقارها للطاقة، مما يعيق الصيام، وهو ما لا يؤمنه الطبيب، لأن المشكل في عدم وفرة الأغذية الخالية من الغلوتيين، أما الشابة أمينة فهي الأخرى تؤكد أن مرض السيلياك لا يمنعها من الصيام وإن تبين لها أنها غير قادرة تفطر وتعيد اليوم بعدها، مشيرة إلى أن سبب إفطارها هو عدم قدرتها على تحمل الجوع لأن الغذاء غير كاف وغير متنوع، الأمر الذي يجعلها تفسد في بعض الأحيان حميتها لإرضاء شهيتها، وهي لا ترى من داع لزيارة الطبيب لأنها خير طبيب لنفسها.

ماذا عن رأي الطبيب؟

من جهته، يرى الدكتور أرزقي لعراس، مختص في الطب الداخلي بمستشفى "نفيسة حمود"، أن مرض السيلياك عبارة عن حساسية تجاه مادة الغلوتيين الموجودة في الحبوب وبعض الأطعمة وعادة يظهر المرض في الصغر، ومن أعراضه الإسهال وضعف في الجسم وعدم النمو، مضيفا "أن الدواء الوحيد لهذا النوع من المرضى هو اتباع الحمية مدى الحياة لعدم وجود دواء شاف، غير أن المطلوب من مريض السيلياك، ونحن نقترب من حلول شهر الصيام، هو ضرورة التقييد فقط بالحمية ولا حاجة لزيارة الطبيب، لأن المريض بإمكانه أن يصوم مثل غيره من الأشخاص، شرط أن لا يرتكب الأخطاء بعد الإفطار بالتحكم في شهيته وعدم تناول الأغذية التي تحوي مواد غذائية فيها مادة الغلوتيين وأن الفئة فقط التي تحتاج إلى زيارة الطبيب هي فئة مرضى السيلياك الذين يعانون من أمراض أخرى، مثل السكري والضغط الدموي، هذه الفئة التي ننصحها بمعايدة طبيبها لصوم آمن.