حساسية الربيع أم "كورونا"..

أعراض موسمية تثير هلع بعض المصابين

أعراض موسمية تثير هلع بعض المصابين
  • القراءات: 613
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعت الدكتورة مليكة حواش، مختصة في أمراض الربو والصدر، إلى عدم الهلع عند ظهور أعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا خلال هذا الموسم، مشيرة إلى أنه مع أولى نسمات الربيع، بات البعض يشعر بأعراض، كالسعال وسيلان الأنف وحتى الصداع أحيانا، نتيجة إصابتهم بحساسية موسمية، مشيرة إلى أن عشرة أشخاص من أصل 15 يتوافدون على المصالح الطبية، معتقدين أن المشكل يتعلق بفيروس "كورونا"، لكنه في حقيقة الأمر مجرد حساسية موسمية خلال فصل الربيع.

يتسبب موسم الربيع، أو موسم الأزهار الذي يعرف درجات حرارة أكثر اعتدالا ولطفا، بحساسية مزمنة لبعض الأشخاص الذين يعانون في الأصل من هذا العرض المرضي، نتيجة وجود حبوب الطلع في الهواء الطلق، تؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا، ومع انتشار فيروس "كورونا"، يتخوف البعض من تلك الأعراض التي تجعلهم يتوافدون على المصالح الاستعجالية للاستشارة حولها، وهو ما جعل المختصين يدعون إلى عدم الهلع والهرع نحو المصالح الاستعجالية، إذ تمت الإشارة إلى أنه يجدر بهم التوجه نحو عيادات مختصة في أمراض الربو أو الحساسية.

قالت الطبيبة، إن حساسية الربيع ليست مرضا، إنما عرض يعرف بالحساسية المفرطة لجسم غريب، عادة ما تكون خلال فصل الربيع، بسبب حبوب الطلع، إلى جانب حساسيات أخرى، يمكن علاجها أو التخفيف من حدتها عند الكشف عنها مبكرا. على هذا الأساس، شددت المتحدثة على أهمية تحديد هوية الجسم الخارجي الذي نتحسس منه، حتى لا يتطور ذلك العرض من حساسية إلى مشاكل أكثر تعقيدا، كالإصابة بالربو. ذكرت أن أكثر من نصف الجزائريين يعانون من الحساسية المفرطة تجاه شيء معين، وتختلف شدة الإصابة من فرد إلى آخر، وحسب المحيط الذي يعيش فيه، إذ تختلف وفق رطوبة المكان، انتشار الأشجار أو الأزهار به، وحتى التلوث البيئي داخل المدن بسبب المصانع أو الميناء وغيرها.

أضافت المختصة، أن ما يزيد الأمر حدة؛ تعرض المصاب لما يعرف بمثيرات الحساسية الموجودة في محيطنا، كالغبار، التربة، مواد البناء، أو حتى بعض البكتيريا المتواجدة في أفرشتنا وأثاثنا، والتي تسبب كلها ظهور أعراض مشابهة للأنفلونزا، على غرار انسداد الأنف وحكة على مستوى الحلق، احمرار العين، سيلان الأنف والعين، سعال حاد وعطس، بالتالي هي أعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا، لذا من الضروري تحديد ما يعاني منه الفرد لتوجيهه نحو أحسن علاج. أضافت مليكة حواش، أن أخطر مرحلة قد يبلغها المصاب هي وصول الأزمة إلى الصدر، وهنا يشعر الفرد بضيق في التنفس، ويمكن أن يصاب بالربو المزمن، مما يجعله يخضع لعلاج مستمر وفق حدة إصابته، وشددت على أهمية متابعة العلاج حتى بعد الشعور بالراحة، لأن أعراض الحساسية موسمية، لكنها تعود في كل مرة يتعرض فيها المصاب إلى مثيرات الحساسية، والتهاون في علاجها يزيد من حدة الإصابة مع مرور الوقت.