تتسبب في أمراض خطيرة كالتيفويد

أطفال يعرضون أنفسهم لخطر السباحة في النافورات

أطفال يعرضون أنفسهم لخطر السباحة في النافورات
  • القراءات: 594
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّرت الدكتورة جميلة مزنان، طبيبة منسقة بمؤسسة الصحة الجوارية للدار البيضاء من مخاطر سباحة الأطفال في النافورات، مشيرة إلى أنّ تلك المخاطر تنقسم إلى قسمين، مخاطر تكون أثناء السباحة المتمثّل في السقوط بسبب نوعية النافورات والبلاط أو الرخام المستعمل لصناعتها، ومخاطر تظهر أعراضها بعد السباحة والمتمثلة في ظهور أمراض بسبب البكتيريا المنتشرة وسط تلك المياه الملوثة. ودعت الطبيبة إلى ضرورة تدخّل السلطات الأمنية من أجل ضبط تعليمة تمنع السباحة في النافورات بهدف حماية الصحة العمومية.

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة تتمثّل في السباحة داخل النافورات المنتشرة في مختلف الأحياء الكبيرة، والتي وضعت أساسا للزينة في مفترق الطرقات وبالحدائق المتواجدة وسط المدينة، وهي الصورة التي أصبحت تتكرّر كلّ صائفة مع ارتفاع درجات الحرارة وبلوغ ذروتها خلال الفترات المسائية، حيث وجد الأطفال الذين يفتقدون للوعي الصحي لمخاطر تلك السلوكات، متنفسا وبديلا لهم عن البحر وأحواض السباحة، غير مبالين بما يتعرّضون له من تهديدات على صحتهم، حيث لا يهمّهم سوى الشعور بالقليل من الانتعاش بالغطس في تلك المياه الباردة، هروبا من حرارة الجو.

اتّخذ بعض الأطفال من الأحياء المجاورة، لتلك النافورات العمومية التي يتحوّل لونها أحيانا إلى اللون الأخضر، نظرا لدرجة تلوّثها، مسبحا مفتوحا على الهواء الطلق، وهو سلوك جدّ خطير - تضيف المتحدثة - حيث يحجون إليه بالعشرات بداية من ظهيرة كلّ يوم حار، ليقضوا ساعات طويلة هناك تحت أعين المارة، حيث لم تسلم أيّ نافورة من تلك العادة لاسيما تلك المجاورة للطرق الوطنية السريعة على غرار المتواجدة بالقرب من ورشة بناء المسجد الأعظم  وكذا تلك التي تتوسّط الطريق أمام شاطئ الصابلات، التي هي على شكل باخرة صغيرة. 

هي العادة التي تبناها كذلك بعض المراهقين خلال فصل الصيف خصوصا الذين يتعذّر عليهم الذهاب إلى البحر لسبب أو لآخر، في أجواء يراها هؤلاء أنها ممتعة تمنحهم الكثير من السعادة إلاّ أنّها في حقيقة الأمر تهدّد صحتهم، هذا ما أوضحته الدكتورة مزنان التي أضافت أنّ العديد من الأمراض قد تصيب الطفل أوالمراهق عند سباحته في تلك المياه "القذرة"، التي لا تضاف إليها مواد معقمة كالكلور مثلما الذي يوضع في أحواض السباحة، ومن بين تلك الأمراض ذكرت المختصة مرض التيفويد وهو مرض انقرض في الجزائر، و يعرفه بعض المختصين بـ«مرض الفقراء" الذي يكون بسبب ابتلاع المياه الملوّثة، وأعراضه تتمثّل في الإسهال أو الإمساك، الحمى، الصداع، الضعف والإرهاق، آلام في البطن، هذا إلى جانب أمراض أخرى لا تقل خطورة عن التيفوئيد كالتهاب العين والأذن والحنجرة ومرض التيتانوس.

وأشارت المتحدثة إلى أنّ هؤلاء الأطفال الذين يحوّلون النافورات التي تكون مياه بعضها "راكدة" إلى أحواض للسباحة ويقضون ساعات داخل مياهها الملوّثة، يعدّ بمثابة "محاولة انتحار"، وتعود المسؤولية حسبها إلى ضعف وعي هؤلاء الذين لا يجدون من يرشدهم ومن يوضّح لهم أنّ تلك السلوكيات خطيرة على صحتهم.

وأضافت مزنان أنّ هناك مخاطر أخرى تسجّلها مصالح الصحة الجوارية، وتتمثّل في سقوط بعض الأطفال خلال "القفز" والركض، والغوص في تلك النافورات، حيث قالت "إنّ أغلبية النافورات إذ لم نقل كلّها مصنوعة من الفاخورة أوالبلاط، أوالرخام الذي يكون ذات ملمس زلج، ونظرا لوجود الماء فيه، تتكوّن فيه طحالب فيصبح السطح رطبا أكثر مما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى سقوط الأطفال وارتطامهم مع تلك الأسطح والإصابة بجروح وكسور بالغة.

وتنتشر هذه الظاهرة في ظلّ غياب المرافق السياحية منها المسابح الجوارية، التي عادة ما تكون بديل البحر، إلى جانب ارتفاع أسعار دخول "القليل" من المسابح المتوفرة، يدفع هؤلاء الصغار صحتهم ثمنا لبحثهم عن بديل للسباحة. 

ودعت الطبيبة بهذه المناسبة السلطات المعنية إلى وضع تعليمة تمنع السباحة وسط تلك النافورات والسهر على تطبيقها بإرشاد الصغار ومنعهم من تلك السلوكات الساذجة والخطيرة على صحتهم، إلى جانب تكثيف الحملات التحسيسية وسط الأحياء التي تجاورها تلك النافورات.