تدفعهم إليها الحاجة والظروف الاجتماعية

أطفال.. من متمدرسين إلى عمّال في الورشات

أطفال.. من متمدرسين إلى عمّال في الورشات
  • 1391
كريم. ب كريم. ب

يتوجه الكثير من الأطفال خلال أيام العطلة، إلى ممارسة أعمال مختلفة لكسب بعض "المصروف" اليومي، ولا يهم نوع العمل الذي قد يقومون به، مادام يوفر لهم القليل من المال، بعيدا عن العوز والاكتفاء بالجزء اليسير الذي يقدمه الأولياء لأبنائهم، حيث كثيرا ما تسرق براءتهم في الورشات، ويغتصب حلمهم البسيط. كشفت الجولة التي قامت بها "المساء" على مستوى بعض الورشات، وحتى عبر الطرقات، وجود عدد كبير من الأطفال المتمدرسين المتواجدين في عطلة، يماسرون نشاطات وأعمال مختلفة بغية توفير بعض المال لمواجهة الحياة اليومية، وبين هذا وذاك يختلف نوع العمل، فمحمد البالغ من العمر 10 سنوات، يدرس في قسم السنة الرابعة ابتدائي، وبائع "الفول السوداني" على مقربة من إحدى المقاهي، فعمله لا يقتصر خلال العطلة، وإنما على مدار السنة على حد قوله".. كل واحد منا لديه ظروف شخصية تدفعه للعمل، على الأقل توفير المال القليل من اجل توفير أدوات مدرسية، او حتى شراء ملابس ومساعدة الأب على مشقة الحياة".

ورشات يدها العاملة متمدرسون

العثور على فرصة عمل، قد لا تتاح للكثير من الأطفال الذين يتسارعون لعثور على فرصة "بيركولاج" عند أحد الأقرباء والجيران، وقد يكلفهم الأمر العمل في إحدى الورشات، ففتحي البالغ من العمر 13 سنة، وجد فرصة عمل مؤقتة خلال عطلة الربيع، في إحدى الورشات المتخصصة في غسل وتشحيم السيارات، حيث يؤكد في معرض حديثه مع "المساء". "أنا اعتدت على العمل خلال العطلة، وقد اخترت العمل في محطة لغسل السيارات، على اعتبارها مهنة لا تتطلب الكثير من الخبرة، على الأقل أكسب فرصة لاكتساب مهنة قد تنفعني مستقبلا، وأيضا يمكن أن تساعدني على إعانة عائلتي ونفسي، في شراء ملابس وكذا توفر لي مصروف اليومي". ويؤكد صاحب الورشة في حديثه معنا "أغلبية الأطفال الذين يعملون معي خلال فترات العطلة، هم أفراد من عائلتي، وفي بعض الأحيان أفتح الفرصة لبعض التلاميذ المتمدرسين حتى يعينوا أنفسهم، وحتى إذا جاء فصل الصيف يكونوا قد اكتسبوا خبرة للعمل بشكل أحسن، وكذا هي فرصة لإعانة نفسهم، أما عن كون أنني استغلهم فهذا غير وارد".

بيع المطلوع مهنة على مدار السنة

مهنة بيع "المطلوع" عند الأطفال المتمدسرين على قارعة الطريق، هي من بين الأعمال التي لا تكاد تفارق المتمدرسين ولا يفارقونها بتاتا، غير أن بيع المطلوع يتحول إلى مهنة للكثير من المتمدرسين، حيث صادف مرورنا عبر إحدى الطرق التي تؤدي إلى بلدية زرالدة وجود عد من الأطفال الذين يقومون بعرض "المطلوع" للبيع، لكن هذه المرة، البائع ليس طفلا وإنما طفلة لم يتجاوز سنها 8 سنوات، وهي بالكاد تتقن العمليات الحسابية الذهنية، كونها جديدة في المهنة، حيث تقول وهي تبتسم في حياء"..نعم أن أبيع "المطلوع" خلال أيام العطلة، فأمي هي من تصنعه في المنزل، وأنا لا أبيعه إلا خلال أيام العطلة، أما باقي الأيام الأخرى فأخي الذي لم ينه دراسته يقوم ببيعهن وهو متواجد على الطرف الآخر من الطريق.." وتضيف قائلة"..نحن مرغمون على البيع في الطريق من أجل مساعدة أمنا فالمصاريف كثيرة"..تركنا البنت وهي تسترق لحظات للعب مع قريناتها بين الفينة والأخرى متحولة بين لحطة وأخرى من بائع محترف إلى طفل صغير لا يزال يحلم باللعب.