بسبب انعدام الإمكانيات البيداغوجية

أطفال القمر في تلمسان محرمون من الدراسة

أطفال القمر في تلمسان محرمون من الدراسة
  • القراءات: 896
ل. عبد الحـليم ل. عبد الحـليم

لا يزال العشرات من  أطفال القمر بتلمسان، يعانون من مشكل الالتحاق بالدراسة، بسبب هذا المرض الذي يفرض عليهم تجنب الاحتكاك بأشعة الشمس وكل ما هو مضاء والبقاء طوال حياتهم داخل غرف مظلمة، فالعديد منهم بلغوا العشر سنوات ولم يلتحقوا بمقاعد الدراسة، رغم أنهم متحمسون لذلك. أشار هؤلاء الصغار في تصريحهم لـ"المساء"، أنهم يشعرون بالتهميش بسبب فقدانهم إلى الحق في الدراسة كغيرهم من الأطفال، مضيفين أنهم يشعرون بمرارة شديدة، وهم يستمعون لجلبة أبناء الجيران صباح كل يوم وهم قاصدون الدراسة، في الوقت الذي فرضت عليهم ظروفهم الصحية البقاء في غرف مظلمة طوال ساعات اليوم، ما أثر على حالتهم النفسية والبدنية، وأوضح لنا أحد الأطفال أنه سلك كل الطرق الممكنة من أجل الالتحاق بالمدرسة، حيث  قام باتصالات مع مديرية التربية، ورغم الوعود تارة، والتحفظ تارة أخرى، إلا أنه لم يلق أي رد، مما سبب له تأخرا عـن الدراسة العادية بخمس سنوات، كون الأطفال من عمره يدرسون حاليا في الصف الخامس ابتدائي ويستعدون مع نهاية الموسم الدراسي لشهادة التعليم الابتدائي.

من جهتها، طالبت جمعية مرضى المصابين بمرض القمر على خلفية تنامي عدد أطفال القمر في الولاية، وكثرة شكاوى أوليائهم من فقدانهم حق التمدرس، من خلال مراسلة رسمية إلى مديرية التربية، بضرورة فتح أقسام بيداغوجية تربوية للأطفال المصابين بهذا المرض، والذين يقـدّر عددهم بالعشرات، إذ أن أكثر من 70 بالمائة من المصابين هم في سن التمدرس، وتعود أسباب ذلك إلى عدم قدرة مديرية التربية في الولاية على تخصيص قاعات دراسية مكيفة ومجهزة بتجهيزات خاصة، من بينها جعل القاعة مظلمة 100% وتوفير نوع من الأشعة الأخرى داخل القاعة التي لا تؤثر على جلد الأطفال، ناهيك عن طاقم بيداغوجي وتربوي يتكيف مع هذه الحالات، وهي ظروف يصعب على المديرية توفيرها وتجسيدها بسبب قلة الإمكانيات. على حـدّ ما جاء في العديد من الردود السابقة للجمعية واللقاءات التي جمعتها بمسيري الجمعية في هذا الإطار، ومع ذلك، تلقت الجمعية أيضا التزامات من مديرية التربية في ولاية تلمسان بتسجيل الأطفال في سن التمدرس من الأطفال المسجلين لديها،  مؤكدة إمكانية اجتياز امتحانات نهاية الموسم الدراسي في منازلهم على أن توفد المديرية معلمين يشرفون على ذلك في بيوتهم في امتحان وتوقيت وأسئلة لا تختلف عـن تلك الموجودة في المدارس، وهو الشأن نفسه بالنسبة للأطفال المقبلين على مختلف الشهادات في نهاية الموسم الدراسي الجاري.