تعبتر فألا حسنا لموسم دراسي ناجح

أطباق تقليدية للاحتفاء بالمتمدرس لأول مرة

أطباق تقليدية للاحتفاء بالمتمدرس لأول مرة
  • القراءات: 710
 كريم.ب كريم.ب

تختلف طرق الاحتفاء بالطفل المتمدرس لأول مرة من منطقة إلى أخرى، فبعض المناطق لا تزال تحافظ على مثل هذه العادات والتقاليد، غير أنها بدأت تتلاشى وسط الأسر القاطنة بالمدن الحضرية، بالنظر إلى التغير الحاصل في تركيبة المجتمع، في حين لا تزال بعض العائلات تحافظ على هذا التقليد من خلال إعداد "الخفاف"، أو حتى "البغرير" والشاربات حتى يكون الموسم الدراسي للتلميذ الذي يتمدرس لأول مرة حافلا بالنجاح.

«الخفاف".. الطبق الأكثر شيوعا في بلاد القبائل

يعتبر "الخفاف" أو ما يعرف في بعض الولايات بـ«السفنج"، من بين الحلويات التقليدية التي تتحول إلى فأل حسن قبيل الدخول المدرسي، لاسيما في منطقة القبائل، فغالبا ما تقوم العديد من العائلات بتحضير هذه الأطباق، قبل يوم من الدخول المدرسي وترى فيها تمسكا بعادات الأجداد.

السيدة تاسعديت، أم لأربعة أطفال، أكبرهم يدرس في المرحلة الثانوية، وأصغرهم يحضّر للدخول إلى السنة الأولى ابتدائي، تقول في معرض حديثها: "لقد اعتدنا على طهي بعض الأطباق التقليدية على شرف الطفل الذي يدخل للدراسة لأول مرة، ومن بين الأطباق التي نقوم بطهيها "الخفاف" الذي يعتبر فألا حسنا بالنسبة للكثير من العائلات، فكثيرا ما تشارك بعض "الجارات" في إعداده وتوزيعه على الجيران والأحباب، واتخاذه كفأل جيد للتلميذ الذي يدخل أول مرة للدراسة. وتضيف قائلة: "المعتقد الشعبي يعتبر "الخفاف" فألا جيدا للتلميذ الذي يدخل إلى عالم الدراسة لأول مرة، على اعتبار أن "الخفاف" سمي كذلك نظرا لخفة وزنه، لذا يعتقد أنه إذا تم طهيه وتقديمه للجيران، ستكون للطفل الذي يدخل لأول مرة للدراسة إمكانيات فكرية معتبرة، تؤهله لكي يكون بمستوى علمي في المستقبل".

«المسمّن" والبيض المسلوق عادة أخرى  في طريق الاندثار

تضيف تاسعديت أن مسألة الفأل قد تختلف من منطقة إلى أخرى، ففي منطقة القبائل تقوم السيدات بتحضير "المسمن"، أو ما يعرف بـ«المعارك" الممزوج بالبيض وبعض الحلوى، كفأل حسن لدخول الطفل لأول مرة لمقاعد الدراسة، حيث يتم توزيعه على شكل طبق كبير، يقدم للأطفال الذين يلعبون في الطريق من أبناء الحي. وغير بعيد عن منطقة القبائل، قد تحتفل بعض العائلات القاطنة بمنطقة البرج وسطيف بإعداد حلوى "المبرجة" التي تعتبرها الكثير من العائلات "السطايفية" فألا حسنا للطفل المتمدرس لأول مرة. 

عادات بدأت تندثر

وتضيف بعض السيدات التي تحدث إليها "المساء"، أن بعض العادات بدأت الكثير من العائلات تتخلى عنها، أمام التطور الحاصل في مجال التكنولوجيا، مع تخليها عن قناعة وجود "فأل" جميل للطفل الذي يدخل إلى المدرسة لأول مرة، حيث تؤكد السيدة سماح أن الكثير من العائلات بدأت تتخلى عن مثل هذه العادات التي كانت رائجة بكثرة، ربما بسبب التطور الحاصل في تركيبة المجتمع الجزائري، بعد أن أصبحت الكثير من الأمهات يتمتعن بقدر من التعليم، وبدأت ترى فيها تصرفات "بالية" يمكن التخلي عنها، لأنها لا أساس من الصحة.